قُبلة على جبين مقتدى الصدر

صادق الحسناوي
لست أشك ان القرارات المؤلمة تصدر ومُصْدِرُها بين امرين احلاهما مُر لكن مرارته تحمل في طياتها طعم الانتصار للذات وللمبدأ وللقضية وهو انتصار لايخفف الم القرار/ الموقف فقط انما يحوله الى سعادة لاتعادلها سعادة حينما تتطابق الشعارات مع ذاتها والنوايا مع الواقع والاقوال مع الافعال ، وهكذا كان القرار الاخير الذي اصدره سماحة السيد القائد مقتدى الصدر (دام عزه) قراراً مؤلماً لكنه بطعم الشهد لمن يتذوق حلاوة المبدأ والعقيدة السليمة والتصالح مع الذات ، مؤلم جداً هذا القرار فليس من السهولة تقليص دور مكتب السيد الشهيد (قدس سره) وتحجيم نشاطاته وحل اغلب الجهات المرتبطة به واغلب تشكيلات الخط الصدري السياسية والاجتماعية وغيرها بَيْدَ ان قراراً كهذا ينبغي الترحيب به لعدة اسباب اهمها تطهير الخط الصدري من براثن الفاسدين والمتملقين على فتاتهم وسُحتِهم وموائد انتهازيتهم وخيانتهم لشرف الامانة ومبادئ حركة الاصلاح التي منذ بواكيرها ارتفع الشهيد تلو الشهيد الى جنان الخلد وكان على راسهم سيد شهداء الحوزة العلمية الشريفة الشهيد السعيد السيد الصدر ونجليه الطاهرين (تقدست انفسهم الزكية) ولايمكن اطلاقاً ان ينتهي هذا الارث العظيم الى مائدة دسمة يستثمرها الفاسدون لمصالحهم على حساب المبدأ والعقيدة وتوهين الدماء الزكية التي اريقت على منحر الهدف المقدس والعقيدة السامية لتتحول تدريجاً الى اموال وعقارات وصفقات فساد يديرها هذا وذاك من المتسترين زورا وبهتانا بالانتماء الى الخط الشريف والحقيقة انهم لاينتمون الا الى ذاتهم المنحطة والوضيعة ولهذا التف حولهم كل منحط ووضيع وفاقد للشخصية وللنفس الكبيرة واصبحوا لوبيات فساد تنخر البناء العقدي للخط الصدري وتهدد وجوده وتاريخه ومصداقيته وتغطي بفسادها الجانب المشرق لهذا الخط المجاهد الشريف الوطني والرسالي عقيدةً وسلوكاً ، ولم يكن السيد القائد مقتدى الصدر( دام عزه) غافلاً عنهم ولامتسامحاً معهم واتذكر اننا حينما التقينا سماحته عقب اغلاقه لمكاتب السيد الشهيد (قدس سره) قبل سنوات مضت ورجوناه العدول عن قراره فطلب منا ان نكون عوناً له في محاربة الفاسدين وتطهير صفوفنا منهم وقال انه لايمكنه تحمل المسؤولية امام الله تعالى عما يرتكبه الفاسدون الذين يستغلون العنوان الشريف لال الصدر الكرام وكان لابد من كشف الغطاء عنهم وسلب مايضفي المشروعية عنهم وقد عرفناه لايتردد في مثل هذه المواقف ولايتوانى فيها بتاتاً ولئن جاء القرار مؤلماً فقد جاء حازماً وفي وقته المناسب وفي توقيت ملائم جداً يثبت رسوخ الثوابت الدينية وقيم الاسلام الاخلاقية في هذا الخط الرسالي الذي حافظ القائد الصدر (نصره الله) على ثوابته ومبادئه واسسه الفكرية واثبت يوما بعد اخر ان الفاسدين ليسوا الا انفلونزا طارئة تنتهي بزوال اسبابها ومؤثراتها وحواضنها منهجا وسلوكا حتى يميز المحسن من المسيئ والطيب من الخبيث والنزيه من الملوث والعاقبة للمتقين فاضرب فديت يد الفاسد حتى تستأصلها ولااظن ان حريصا على المنهج الرسالي سيعترض على هذا القرار او يعارضه ولااظن ان احداً من المخلصين سيغادر كطير مهاجر الى حاضنة اخرى والواجب يقضي ان نطبع قُبلةً على جبينك الوضاء فقد اتحت لنا ان نرفع الرؤوس عالياً بحربك الممنهجة للفساد المختبيئ في طيات القداسة .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here