الغدير .. الف تحية ثورية لمسيرة علي بن ابي طالب

إحدى الأحداث الأكثر إثارة في تأريخ الاسلام تلك التي دارت وقائعها في غدير خم وسميت بعيد الغدير حيث القى نبي الأسلام خطبة امام حشد من المسلمين دعا فيها الى الفضيلة والخير والسلام ومن بين العبارات الاكثر قوة في المعنى فكريا وفلسفيا تلك التي قال فيها ( فمن كنت مولاه فعلي مولاه ) والتي بقيت لحد يومنا هذا شاهدا على الصراع بين اهل السنة والجماعة والشيعة في كل اصقاع العالم فكل فريق يحلل ويفسر ويشرح ما قيل حسب رؤيته وما تداوله السابقون منهم في الكتب والمراجع التأريخية هنا يتضح مفهوم الصراع بين فئات هذا التكتل البشري الضخم الذي يتعدى المليار منذ بدء فصول رحلة الأسلام بعد اسدال الستار على الرسالة المحمدية حيث بدأ عصر جديد صاحبته موجة لا حصر لها من الازمات بين قادة المسلمين فعلي بين ابي طالب كان يتمتع بمكانة رفيعة عند الرسول محمد هذا لكونه كان من اوائل الاشخاص الذين امنوا بفحوى رسالته ولقربه منه في كل مراحل دعوته ولقيمة تضحياته في الدفاع عن النبي محمد بأعتباره مبعوثا الهيا …..
فعيد الغدير ذو اهمية في التأريخ الاسلامي لأنه عبارة عن قضية ما زالت متداولة في اروقة الفقهاء والعلماء بالمقابل لو نظرنا الى مسيرة اهل البيت بداية بعلي بن ابي طالب وسائر افراد عائلته من بعد رحيل رسول الاسلام نرى انه عانى كثيرا وتعرض الى الظلم اما بسبب المنافقين الذين اوجدوا فرص لاحداث شرخ في العلاقة بينه وبين كبار المسلمين ومن بعد وفاته فأن المؤامرات والدسائس لاحقت قومه بما فيهم ابنائه والتي كانت سببا لاندلاع عدة معارك وخير مثال على هذا المعركة التي قامت بين جيش يزيد وبين من خرجوا مع الحسين الى كربلاء اضافة الى ما جرى من بعد هذه الحادثة حيث تم اخذ نسائهم كسبايا واسرى وعلى رأسهم زينب بنت علي التي ما ان دخلت الى الكوفة القت هذه الكلمات (أتبكون فلا سكنت العبرة ولا هدأت الرنة ) وهذا ما ادى في نهاية المطاف الى قيام عدة ثورات ضد الامويين لأن اهل البيت تعرضوا الى ما لايوصف من القهر والاضطهاد …..
فمن يقرأ عن علي بن ابي طالب سيلاحظ حجم تأريخه العريق في النبل والاخلاق والشجاعة لهذا اختاره النبي بعبارات ذات معاني عميقة اثناء القاء خطبته في غدير خم واما الحديث عن الحسين ووقائع مقتله فأنها مصيبة وكارثة وهي ذات اثر كبير لحد يومنا هذا في عقل الطائفة الشيعية فهنالك فرق كبير بين شيعة علي وشيعة هذا اليوم فشتان بين الاثنان فعلي بن ابي طالب اسطورة ذات شأن عميق في الحضارة الاسلامية فكلمات الرسول محمد بحقه كانت خير دليل على صفاته وفضائله وخصاله …..
ابي العظيم كان يعشق علي بن ابي طالب ولطالما قرأ عنه ونصحني بتصفح سيرته وفعلت وما زلت لحد اليوم اقرأ عنه رغم شحة المصادر والكتب تعلمت ان للمبادىء قيمة وان الحياة نضال من اجل الكرامة وان الثورية قيمة لا يمكن التنازل عنها في ظل الفقر والبؤس والجوع …..
فرغم صعوبة وصف وشرح وتحليل الحدث الذي دار في الغدير لأنه يحمل عدة وجهات نظر لكن هذا لا يهمش ويقصي الدور الكبير الذي قام بتأديته علي بن ابي طالب في زمن الرسول ومن بعد وفاته .
فألف تحية ثورية لمسيرة علي بن ابي طالب في عيد الغدير الذي حمل نهجا فكريا وفلسفيا سيبقى صامدا مدى الدهر بقيم الحرية ومفاهيم النبل والشجاعة والأخلاق .

ايفان زيباري
شاعر وكاتب

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here