الإسلام يُعاصر ولا يُحاصر!!

الإسلام طاقة تغيير مطلقة جامعة كونية الملامح والتطلعات , وهي إنسانية ذات تفاعل حيوي مع إرادة الحياة , ولا يمكنها أن تكون مغلقة وإنما تتماهى مع طبيعة الكون السرمدية الإتساع.
الإسلام صورة متواصلة مع الهيئة الكونية التي أوجدها أحدٌ عظيم خلاق , بديع السماوات والأرض وسيد العرش المنير.
هذا الإسلام الكوني الطباع والمنطلقات يتفاعل مع المكان والزمان , فيحرك مفرداتهما وعناصرهما لتخليق صيروات ذات قدرات إبداعية , وإندفاعية نحو مستقبل وكينونات متوالدة من رحم زمانها ومكانها , وبهذا يترجم نواميس الكون وقوانين الحياة , ويؤكد إراد الدوران والتغيير والتبدل والتطور الحتمي الكفيل بالديمومة والنماء والرقاء.
الإسلام لا يمكنه أن يكون نفقا أو خندقا أو صومعة أو صندوقا لا يدخله نور الوجود الدافق , ولا يمكنه أن يكون بركة أو مستنقعا , وإنما هو نهر دفاق بأمواجه المتصاخبة المتجددة المتنوعة المتواشجة المتمازجة المحققة لإرادة الجريان , والإتيان بما يوافق مواضع الخطوات والقادرة على شق طريقها في بدن الحياة.
ولهذا فأن القول بالجمود والتغضن والتخشب لا يمت بصلة للإسلام , لأنه يناهض جوهر مبادئة ومنطلقاته ومناهجه وعقيدته المطلقة الرحيمة السمحاء , المستوعبة لكينونات الواقع الأرضي والمناهضة لأعداء البقاء والرقاء الفكري والنفسي والإدراكي الذي يتطلبه الوعي المتنور للإسلام.
والذين يتعبدون في محاريب الغابرات بعيدا عن الواقع الذي يعيشون فيه , يعادون الإسلام ويجهزون عليه ويريدون قتله وهم لا يشعرون أو في غفلتهم يعمهون.
فالإسلام دين منفتح وعقيدة متسعة وينطلق من مرتكزات إنسانية حياتية أساسية وبسيطة تساهم في تنظيم السلوك البشري , والإرتقاء به إلى آفاق الإنسانية القدرة على ملازمة الخير ومناهضة الشر , لكي تتحقق معايير وقيم الحياة بأسمى ما يمكنها أن تتجسد فوق التراب.
وعليه فأن أي إتجاه يناهض جوهر الإسلام يتسبب بصراعات وتنازعات دامية وينتهي إلى بئس المصير , ويبقى الجوهر المشعشع ساطعا ومتجددا في ربوع الدنيا وأرجاء السماء , وهذا يفسر إندحار العديد من الحركات والتوجهات التي تدّعي الإسلام , وهي تتمرغ بظلاميتها وعاهاتها السلوكية المكللة برغبات أمّارات السوء المنفلتة فيها والمؤكدة لشرورها وبهتانها الشقيم.
ومن هنا فأن المعادلة واضحة ولا تقبل التحريف , ومفادها أن الإسلام دين قويم وأي عوج ينسب إليه رجيم , وهؤلاء الذين يتوهمون ويتقولون على الدين ويصفونه بأعمالهم وأقوالهم بما ليس فيه , سيندحرون ويغيبون في مزابل التأريخ , وما أكثرها وأعفنها , ولكنهم لا يتعظون.
فالجوهر خالد والقشر بائد , وإن الإسلام لدين رائد!!
د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here