مصادر: شاهرودي يفشل بفك شفرة النجف وأهداف الزيارة تتلاشى أمام أبواب مدينتها القديمة

أحجمت، المراجع الدينية الاربعة في النجف، عن إستقبال رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام، محمود الشاهرودي، إلى العراق، في خطوة فسرها المختصون، بأنها رسالة مبطنة من النجف إلى طهران، ترفض فيها أي تدخل بالشأن العراقي، زيارة شاهرودي بين الفشل والنجاح، نستطلعها في سياق هذا التقرير:-

لم يمر مسؤول إيراني بحرج، مثلما مر به رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام، محمود الشاهرودي، خلال زيارته الحالية إلى العراق، فالرجل الذي يعد أرفع مبعوث للمرشد الأعلى علي خامنئي إلى العراق، ورغم خبرته بالأحزاب الشيعية العراقية وانتمائه بالولادة والجنسية الى النجف، إلا أنه فيما يبدو واجه صعوبات وعراقيل حالت دون دخوله الى المدينة القديمة، للقاء مراجعها بحسب مصادر مطلعة على تفاصيل الزيارة.

ففي رابع أيام زيارته للنجف، لم يعقد الشاهرودي لقاءات مهمة تذكر، غير لقاء الأمين العام لعصائب أهل الحق قيس الخزعلي الذي رحب بقدومه للعراق، وإطمئن على صحته، وبالمقابل أكد الأخير على ضرورة الحفاظ على الحشد الشعبي وتنوعه لضمان أمن العراق من الأخطار المحدقة به، بحسب البيان الصادر عن اللقاء.

مصادر مطلعة، وأخرى مقربة، من المرجعية الدينية في النجف ذكرت أن المراجع الأربعة وعلى رأسهم علي السيستاني، احجموا عن لقاء الشاهرودي، بسبب عدم رضى النجف على دور إيران في العراق، في الوقت الحالي، بسبب تعمق الخلاف مع طهران، بسبب إصرارها على دعم نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي الذي أجبر على التنازل من استحقاقه الانتخابي باصرار من مرجعية النجف، وفق مبدأ “المجرّب لا يُجرب”.

أوجه الخلاف الأخرى بين مرجعية النجف وطهران، أوضحت مصادر أن المرجعية إضافة الى الصدر يرفضون زج الحشد الشعبي بالقتال في سوريا، كما ينتابهم قلق وتخوف من عملية استغلال إيران لفتوى الجهاد الكفائي، كما أن المرجعية تختلف مع طهران في التعامل مع الفصائل المسلحة حيث تشدد المرجعية أن تكون مسانداً للمؤسسات الأمنية وظهرت هذا جلياً في انخراط الفصائل التابعة لها وفي مقدمتها فرقة العباس القتالية في الخطط المركزية العراقية لمعارك استعادة الموصل وأطرافها، فيما اقدمت فصائل أخرى بالتوجه نحو الحدود السورية واحتفت ايران بالخطوة كنصر استراتيجي لها.

زيارة شاهرودي تزامنت مع تداعيات صفقة حزب الله مع تنظيم داعش لنقل عناصرها الى الحدود العراقية التي اعتبرت في كثير من الأوساط الشيعية بمثابة دلالة واضحة على عدم احترام سيادة وحكومة العراق وعدته أوساط أخرى خيانة للشراكة الأمنية العراقية الإيرانية من أجل حسابات لبنانية لصالح ذراع إيران هناك المتمثل بحزب الله.

تقارير أخرى ذكرت أن النجف تدعم الانفتاح العراقي على السعودية، وتدعم توجه بغداد الأخير بالانفتاح على المحيط العربي والإقليمي وهذا يتناقض مع أجندة طهران التي تريد ابقاء العراق في محور المقاومة التي تخوض صراعاً محموماً مع الرياض، بدأ بالتصاعد بعد تداعيات اعدام الشيخ نمر النمر وحرق السفارة السعودية في الرياض واستلام مقاليد البيت الابيض من قبل الجمهوري دونالد ترمب المعادي لإيران والصديق المقرب من حكام السعودية.

وفي الشأن الحكومي راجت أنباء وتسريبات أن الشاهرودي حاول ثني العبادي عن نيته لاطلاق قائمة انتخابية وتسوية الخلاف بينه وبين سلفه المالكي، الذي يُراد له أن يبقى مؤثراً في القرار العراقي، الا ان العبادي تمكن من تسويف الهدف الذي جاء من أجله الشاهرودي.

دلالات اخرى، تم رصدها خلال زيارة الشاهرودي، فالاستقبال الحافل له من قبل قادة المجلس الاعلى، أظهرت انحيازه للمجلس أمام تيار الحكمة المنشق عنه مؤخراً، فيما لم تتمخض زيارة الشهرودي لمرقد الصدر ونجليه، عن ترتيب لقاء مع مقتدى الصدر الذي اتهم مؤخراً بالابتعاد عن العباءة الايرانية والتقرب من الشماغ السعودي.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here