المخرج العراقي قيس الزبيدي: السينمائيون العراقيون عموماً متعاطفون مع القضية الكوردية

تحدث المخرج السينمائي العراقي المقيم في ألمانيا، قيس الزبيدي، عن مشاركته في مهرجان دهوك الدولي الخامس للأفلام السينمائية، وكذلك عن المشاركة العربية الضئيلة في هذه النسخة.

وقال قيس الزبيدي، “تفاجأت بالمشاركة الضئيلة للسينما العربية عموماً، والسينما العراقية على وجه الخصوص، فهناك أفلام وثائقية عراقية من المقرر أن تشارك في مهرجانات عالمية”.

وأضاف الزبيدي: “خلال مشاركتي في إدارة العديد من المهرجانات الدولية، تلقيت دعوات لمشاركة الأفلام العربية، لا سيما الأفلام التي تتناول القضية الفلسطينية، وحين اطلعت على برنامج مهرجان دهوك استغربت من عدم وجود مشاركة عربية، باستثناء فيلم فلسطيني طويل سبق أن حصل على جائزة في مهرجان برلين، إلى جانب الفيلم الذي شاركت به أنا”.

وتابع المخرج السينمائي العراقي أن”الفيلم الفلسطيني الطويل، واسمه (سارق الأشباح)، يتحدث عن قصة أسرى فلسطينيين في سجون إسرائيل وما يلاقونه من اضطهاد، ومن ثم إعادة تمثيل الفترة التي أمضوها في السجون”.

وأردف الزبيدي أن “هذا الفيلم من إنتاج فلسطيني وعرض في العديد من القنوات، كما شارك في عدة مهرجانات، ويمكنني القول إنه فيلم ناجح، ومع أن مهرجان دهوك ليس معروفاً على مستوى الدول العربية، إلا أنه فرصة للسينمائيين العرب للمشاركة فيه، كما أن من شأن هذه المشاركة أن تثري المهرجان”.

وحول المقصود باسم الفيلم الذي أخرجه الزبيدي “فلسطين.. الاسم المؤقت”، وشارك به في النسخة الحالية من مهرجان دهوك، أوضح المخرج العراقي أن المقصود به هو أن “مصير هذا البلد التاريخي ليس معلوماً، حيث تتضاءل مساحته في ظل استمرار الاستيطان، وقد قدمت العديد من الأفلام التي تحاكي الأزمة الفلسطينية منذ مؤتمر (بال) وحتى يومنا هذا”.

وعن عضويته في لجنة التحكيم بمهرجان دهوك، أبدى الزبيدي إعجابه بمستوى التنظيم من كافة النواحي”، منوهاً” إلى أن “عدد أعضاء لجنة التحكيم كبير بالمقارنة مع باقي المهرجانات، حيث تم تخصيص 3 لجان للسينما الكوردية”.

وفيما يتعلق بمهام لجنة التحكيم، قال السينمائي العراقي إن “مهامها تتلخص في توزيع الجوائز لأفضل فيلم، ممثل، سيناريو، وغير ذلك”.

أما عن ملاحظاته على المهرجان، فأشار الزبيدي إلى أن “هناك بعض الملاحظات البسيطة تتعلق بمسألة ترتيب صعود الحاضرين إلى المدرجات بقاعات عرض الأفلام، وكذلك اقتصار لغة المهرجان على اللغة الكوردية رغم حضور الكثير من الأجانب”.

وتابع قائلا”: “بالنسبة للأفلام التي سأتولها تقييمها بصفتي عضواً في لجنة التحكيم، هناك 7 أفلام كوردية طويلة، بالإضافة إلى لجان لتقييم الأفلام الوثائقية والطويلة، وسنوزع الجوائز على أفضلها”.

وحول وجود أفلام عراقية تستحق المشاركة في المهرجانات الكبيرة، أكد الزبيدي أن “هناك أفلام تستحق المشاركة، ففي إحدى المرات التي كنت فيها عضواً بلجنة التحكيم في مهرجان دبي، كان هناك 14 فيلماً عراقياً مشاركاً كأكبر مشاركة في تلك النسخة”.

منوهاً” إلى أن “عدم مشاركة الأفلام العربية عموماً، والعراقية على وجه الخصوص، يعتبر نقصاً لمهرجان دهوك ويجب تلافيه مستقبلاً، ليس من منطلق أن هذا كوردي وذاك عربي، بل من منطلق فني سينمائي بحت”.

وأضاف بالقول إن “السينمائيين العراقيين بشكل عام متعاطفون مع القضية الكوردية، فأنا على سبيل المثال قمت بإعداد برنامج اسمه (الأكراد في السينما)، وشاركت فيه شخصيات من أربيل والسليمانية وإيران وتركيا وأوروبا، والجمهور بشكل عام لم يكن يعرف الكثير عن الشعب الكوردي وتاريخه، لذلك كان هناك حضور كبير ومشاهدة واسعة”.

لافتاً” إلى أن “مهرجان دهوك بدأ من برلين لدورتين ثم انتقل إلى دهوك، ونتمنى تلافي هذا النقص وإشراك المزيد من الأفلام، فكلما ازدادت المنافسة، زاد المهرجان نجاحاً وتألقاً”.

واختتم السينمائي العراقي قائلاً” إن “واقع السينما العراقية في الوقت الحاضر مزري، فالعراق كان عاصمة ثقافية وقدم الكثير للفن والفنانين، ومصير السينما العراقية متعلق بمصير البلد بشكل عام، فلا يوجد أدنى اهتمام بالفن والثقافة في ظل الصراعات التي يشهدها العراق”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here