المقاومة اللبنانية ترفض اعتذار حيدر العبادي

فوجئ المشاركون بالاحتفالية السنوية التي اقامتها المقاومة اللبنانية لرحيل العلامة الحر العاملي قدس سره الشريف في بيروت يوم امس السبت بترحيب عريف الحفل بممثل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ومستشاره الشيخ عبد الحليم الزهيري و الذي دعي للالقاء كلمة رئيس الوزراء بالنيابة وفي هذه المناسبة الدينية حيث انه حضور سياسي وليس ديني وقد تم تقديم الشيخ عبد الحليم الزهيري بصفته مستشارا لرئيس وزراء العراق وليس كرجل دين او حوزة .
سبب التفاجئ كان ان الاحتفال دينيا بالدرجة الاولى وبالتالي يكون الضيوف من رجال الدين عادة بالدرجة الاولى و الاشخاص المهتمين بالبحث في الاحاديث والروايات و السيربالدرجة الثانية ( عدا سفير ايران الذي كان يرافق شخصية دينية ايرانية حضرت من ايران للمشاركة ) وفي كلتا الحالتين فان الشيخ الزهيري ليس منهم وصحيح انه معمم الا انه يمارس السياسة فقط كنشاط رئيسي و العمة هي استمرارية لحالة سابقة لقبل عشرات السنين وان تقديمه كمستشار لرئيس وزراء العراق اثار الكثير من الاستغراب خصوصا للعراقيين الحاضرين في الاحتفالية كون حيدر العبادي ليس مهتما بالشؤون الدينية ولديه منذ القدم موقف من رجال الدين رغم كونه عضوا في حزب الدعوة الاسلامية فلا يعقل ان يرسل شخصية مهمة كالشيخ عبد الحليم الزهيري ليمثله ويلقي كلمة ، كما ان سماحة الشيخ عبد الحليم الزهيري ليس مهتما بهذا المجال كون السياسة هي مجاله وحتى ولو فرضنا بانه كان مدعوا لسبب ما فانه كان يشار اليه ويقدم بعنوان رجل دين او من رجالات الحوزة لا ان يقال عنه مستشار رئيس الوزراء فياترى ما الخبر ؟ حتى علمنا بانه طلب الحضور شخصيا للمشاركة ولكن الهدف كان لقاء زعيم المقاومة بطلب من حيدر العبادي وقد لوحظ ان مكان جلوس ممثل رئيس الوزراء العراقي لم يكن مناسبا لموقعه باعتباره ممثلا رسميا حيث اجلس قرب نهاية الصف الاول وكان يبتعد عن السيد هاشم صفي الدين اكثر من خمسة اشخاص وهذه رسالة لم يفهمها الشيخ حسب الظاهر ولكن الموجودين شعروا بها .
ان شخص بتاريخ وسمعة عبدالحليم الزهيري لا يحتاج الى ثلاثة اوراق ( فولسكاب ) ليقرأ منها كلمات حيدر العبادي الذي يشيد بالعلماء حتى يصل للاشادة ( بالسيد حسن نصر الله حرسه الله ) هكذا جاء بنص العبارة وليشيد بالانتصارات على داعش في العراق ولبنان وسوريا ويشكر الذين ساعدوهم دون امريكا وايران وطبعا لانه لا يستطيع ان يشكر امريكا في لبنان ولا ان يشكر ايران لان الامريكان يزعلون من رئيسه ، ومن ثم يختتم كلمته التي لم تبدأ باي آية من القران الكريم وهو شيء غريب خصوصا وان الحفل هو لعلامة مقدس فيما كل الكلمات الاخرى كانت تبدأ بآية من الذكر الحكيم واذا كان العبادي لاوقت له لاختيار آية من القران فهل ان الشيخ الزهيري لا يحفظ واحدة ؟ غريب .
بعد انتهاء الاحتفال تبين ان الشيخ الزهيري جاء لبنان حاملا رسالة خاصة وشخصية من حيدر العبادي الى زعيم المقاومة بخصوص ما حدث من سجالات حول موضوع داعش والبوكمال ولان الاجتماع المطلوب قد تاخر تحديد موعده فانه كان من المناسب ان يشارك الشيخ عبد الحليم الزهيري في ندوة ويلقي كلمة يعيد فيه سمعة حزب الدعوة الدينية وبانه لم يتحول الى حزب علماني لمتطلبات السياسة وبنفس الوقت يؤكد العلاقة بين القوية الحزب و المقاومة من خلال الاشادة بالسيد حسن نصر الله حرسه الله كما قال الشيخ وخلال الحديث تبين حقيقة مجيئ الشيخ اللواء الزهيري الى بيروت ( رتبة لواء عسكري حصل عليها الشيخ الزهيري بعد عودته للعراق باعتباره كان مسؤولا للخط الجهادي للحزب وبالتالي فهو مستشار سياسي وعسكري محسوب على الجيش العراقي ) حيث دار بينه وبين رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي حديثا مضمونه انه اذهب الى لبنان بس مو باعلان رسمي كانه مبعوث من عندي شوف فد سبب لو حتى زيارة سرية وقل للسيد بانني لم اقصد الاساءة اليه عندما قلت ( انها اساءة للعراق ولن نقبل بذلك واننا لا نفاوض الارهابيين والدواعش كغيرنا بل نخيرهم بين الاستسلام او القتل وموضوع اني كلت هم شنو قدمولنا وخابصينا جم واحد مات من عندهم وجانوا ويه الحشد موويانا كانت بلحظة عصبية وبجلسة خاصة ) وقل له توقعت بان ترسل لي رسالة رسمية او مبعوث حتى يتبين كدام الراي العام وليس بيان يقرأ نيابة عنك لانها تعطي هيبة لحكومتي واحنا علينا ضغوطات امريكية انتو ما تتعرضون لها ، اما الاساءات في الانترنت فقل له ان ابويسر يقول هؤلاء ليسوا تابعين لي بل شباب متحمس ومن هل حجي المهم هاي بيناتكم انتو الاخوندية حلها بطريقتكم الملائية المهم حلها باي طريقة لو حتى تتوسط عند بري او حتى تروح لايران لان سيد محمود لمن طلبت منه يتوسط قال انتم تسرعتم وهذي انتو حلوها ويا السيد احنا مالنا علاقة ) .
بدأ الشيخ بالاتصالات طالبا موعدا من السيد لنقل رسالة مهمة من حزب الدعوة ( وهي غير صحيحة فلم يكلفه الحزب لان موقف الامين العام المالكي كان وضاحا وصريحا وشافيا وكافيا في موقفه من الموضوع ) ومن حيدر العبادي لتوضيح بعض الالتباسات التي حدثت بعد موضوع البوكمال فلم يفلح رغم تدخل غير مباشر من مكتب احد المراجع ولم يجرؤ ان يطلب من نبيه بري التدخل لانه وجد الغالبية غير راضية عن موقف العبادي وجيوشه الالكترونية التي لم تتماهى فقط مع الموقف الامريكي بل تعدته لتكون من جماعة اشهدوا لي عند الامير اني اول من رميت ) .
بعد ان فشله في لقاء السيد ( لانشغالات السيد بمعركة دير الزور كما قيل له ) فانه وعند عتابه لاحد الوسطاء بانه تارك شغله المهم في العراق وجاء الى هنا للتباحث والاخوة لاوقت لهم ليقابلوه قال له الوسيط بكلام فيه نوع من العتاب مشحون بالقسوة عزيزي ابو محمد هذه المقاومة لم تتاخر لحظة واحدة عندما طلبتم مساعدتها ومساندتها فلم تبخل لا بقائد ولا بمقاوم رغم حاجتها لهم في ساحات قتال معقدة ولكن هبوا وزادوا العديد بسبب استشهاد بعض قادتهم وكوادرهم في العراق واعتقد انك تعلم بان منطقتكم الخضراء المحصنة كانت على وشك السقوط وهذه بتصريح من الحاج هادي العامري وهم يرسلون ما تطلبون حتى هذا اليوم رغم علمهم انكم كرئيس وزراء شخصيا ومن حوله لا يكنون اي ود لهم لانكم وبكل اسف امريكيوا الهوى والاتجاه وعذرني لهذه الصراحة ومن حقكم اختيار من تريدون عونا لكم ولكن واجبهم الشرعي جعلهم يقبلون ولا يترددون وقد كانت اقسى اللحظات على السيد ان يصدر بيان ليقنعكم بان الامر ليس كما تتصورون.
ثانيا ان كل اصدقاءكم المقربين هم اعداء لهذه المقاومة ( امريكا اوربا الغربية الشرقية وغالبية دول الخليج العربي اي انهم يساعدونكم بكل شيء ويحاربونها بكل شيء ولا يسمحوا لها بشيء وهنا اختلاف كبير بينكم وبينهم وافترض ان الوحيد الدي يعاديكم هو اسرائيل واتمنى ان لا اسمع يوما بانكم تعاملتهم معها من اجل القضاء على داعش ان العدو واحد وانه ينتقل من اراضيكم الى سوريا بحماية امريكية وانتم ساكتون فيما تعلمون جيدا ان ارهابيي داعش احتلوا الموصل وقد جاؤوا من دولة غير سوريا وهي تحتل ارض منكم ولكنكم تستقبلون مسؤوليها بكل رحابة صدر فهل تنكر بان اكثر الارهابيين جاؤوا من جارتكم تلك ؟ وبالتالي فان محوركم الذي تعتمدون عليه هو المحور الذي يحارب المقاومة ويحارب سوريا ولهذا رفضتم وترفضون التنسيق مع الحكومة السورية في محاربة داعش . انهم يحاربون تنظيمات ارهابية واجهزة مخابرات عالمية محلية و اقليمية وعربية وحتى جيوش تقصفهم بينما انتم تحاربون تنظيما ارهابيا واحدا و الكل يساعدكم خصوصا بعد علاقاتكم مع السعودية فهل تعلمون حقا حجم ما يعانون وما تعانون انتم ؟
واضاف يا سماحة الشيخ انهم يعلمون جيدا بانكم تطمئنون الى امريكا اكثر من اطمئنانكم الى شعبكم و الدليل هو وجود قوات امريكية وقواعد امريكية في اراضيكم ورئيس وزرائكم يؤكد ان لا قوات امريكية عدا مستشارين وبالاخر فهم اي المقاومة اللبنانية ليسوا معنيين بذلك بل هم معنيون بتلبية طلب الاخوة الذين يقاتلون داعش وفي اعتقادي سوف لن يبخلوا لا الان ولا في المستقبل من تقديم اي مساعدة ممكنة لكم وانهم اذا سامحوا في الماضي الذين غدروا فيهم ونكروا جميلهم فانهم لن يتوقفوا عن نصرة المظلوم .
انكم رفضتم التنسيق مع ايران وروسيا و المقاومة و الحكومة السورية بخصوص مقاومة الارهاب الداعشي ارضاءا للامريكي وبقيتم مصرين رغم تداخل المعركة بين بلداننا الثلاث ومع ذلك بقيت المقاومة تساندكم وتساعدكم فهل من الانصاف ولا اقول الدين او الاخلاق صدور ذاك الموقف اللامسؤول و الذي لم يحسب فيه ان كل اصدقائكم هم اعداء المقاومة وانكم ليس لديكم جنود مخطوفون وتريدون معرفة مصيرهم وانكم تحاربون عدوا واحدا اسمه داعش بينما هم يحاربون داعش وغرفة موك العالمية للعمليات المخابراتية ويكفي ان نقارن بين العشق السعودي لكم وحقدها وكرهها عليهم لنعلم انهم يحاربون في عدة جبهات وانتم تحاربون في جبهة واحدة فقط فغضب الشيخ وقال مازحا اذا انت الواسطة هذا كلامك فما ساسمع منهم لو تم اللقاء فقال له الوسيط فقط اخبروهم بصدق انتم مع من؟ وستحل كل الامور بنظري . لم يتوقف سماحة الشيخ مستشار رئيس الوزراء عن ارسال المسجات و الحديث القصير بالهاتف ولكن بان الفشل و التعب في عينيه وهو يحاول ان يلطف الاجواء باحاديث سابقة عن ايام المعارضة العراقية ومن يعرف تاريخ الشيخ المجاهد ابو محمد يشعر بالحزن والاسى الى ما آل اليه وضعه لان يكون رسولا لامريكي .
شرب الجميع المتة وقال احدهم شيخنا ريح بالك والمرة الجاية بتمون…… وقد كانت هذه القاضية .
محمد العبد الله

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here