ريبورتاج: حوادث السيارات تنافس الإرهاب بخطف أرواح العراقيين

 محرر الصفحة

يبدو أن أرواح العراقيين ما أن تنجو من الخطف والموت على يد الإرهاب والتفجيرات حتى تصطادها حوادث السيارات التي وصلت ضحاياها الى أرقام تفوق ضحايا الإرهاب حسب بيانات حكومية، وحسب مراقبين أن زيادة هذه الحوادث ناجمة بالأساس من سوء وتردي شبكات الطرق والمواصلات وقلة الوعي المروري عند نسبة كبيرة من سائقي السيارات بخاصة الشباب منهم، فضلاً عن انعدام تطبيق القانون وغياب العلامات التوجيهية إن كانت في الطرق الداخلية أو الخارجية التي تزيد بها نسبة حوادث السير.

ووفقاً لجهاز الاحصاء المركزي التابع لوزارة التخطيط، شهد العراق خلال الأعوام العشرة الماضية، أكثر من 66000 حادث مروري أدى الى وفاة 22952 شخصاً و إصابة 79545 شخصاً، وتعود أسباب زيادة الحوادث المرورية الى السرعة الفائقة لبعض السائقين وعدم الالتزام بالقوانين المرورية وفقدان السائق التركيز في القيادة، بسبب انشغاله بالهاتف النقال أو شعوره بالإجهاد، كما أن السائق لم يقم بعمل صيانة و فحص دوري لمركبته، بالإضافة الى التخسفات في الطرق وسوء الأحوال الجوية التي تؤثر في رؤية السائق.
وهاب محسن صاحب سيارة نقل كبيرة (تريلة) يعمل بها على الخطوط الخارجية، شكا أولاً من تردي تلك الطرق بشكل تام، وغياب الإشارات التوجيهية وعلامات التنبيه. مبيناً أن أحد أهم اسباب الحوادث على الطرق الخارجية هو تهور بعض السائقين إن كانوا من العاملين على سيارات النقل الخاص بمختلف أحجامها أو الشباب الذين يستقلون سيارات خاصة ويجهلون قواعد المرور. لافتاً الى أنه شهد حوادث سير مروعة بسبب التهور والسرعة الزائدة أو ما يعرف بالتسابق على الطرق الخارجية.
في حين نوّه سامي كريم، سائق أيضاً ويعمل على طريق بغداد – ناصرية، الى أن جشع بعض السائقين ومحاولة وصولهم قبل زملائهم لغرض العودة، تسبّب بعدد من الحوادث. مردفاً كلامه بالقول، كان بالإمكان تدارك بعض تلك الحوادث لو كانت الطرق سليمة ومحصّنة بسياج محكم وجزرات وسطية تمنع العبور الى السايد الآخر. مؤكداً، على ضرورة اجراء صيانة لكل الطرق الخارجية وتأهيل الرئيسة منها التي تشهد حوادث سير متكررة.
وحسب منظمة اليونيسيف، يلقى نحو 1.25 مليون شخص سنوياً حتفهم نتيجة لحوادث المرور، وتشهد البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل كالعراق %90 من الوفيات الناجمة عن حوادث المرور في العالم، على الرغم من أنها لا تحظى إلا بنحو %45 من المركبات الموجودة في العالم كما بيّنت اليونيسيف، أن نصف الأشخاص تقريباً الذين يتوفون على طرق العالم، يكونون من “مستخدمي الطرق السريعي التأثر”، أي المشاة وراكبي الدراجات الهوائية والنارية. ويُتوقع أن تصبح حوادث المرور السبب الرئيس السابع للوفاة بحلول عام 2030، إذا لم تُتّخذ إجراءات مستدامة بشأنها. مهندس الطرق وسام جعفر، أشار الى أن اغلب الطرق لم تعد صالحة للسير وفق النظام العالمي لسير المركبات. لافتاً الى أن العالم يعمل على ايجاد وسائل للحد من تأثير الطرق وشبكات المواصلات في زيادة حوادث السير كل عشر سنين تقريباً، في حين لم نحرك في العراق ساكناً بهذا الشأن منذ عقود. المختص المالي غزوان ثامر، لفت الى أن حوادث السيارات تكلف الدول العربية سنوياً نحو 30 مليار دولار. موضحاً أن العراق في السنوات الأخيرة، يخسر نحو ملياري دولار بسبب هذه الحوادث. مبيناً أن هذه الخسائر بالإمكان تلافي نسبة كبيرة منها لو تم اعتماد نظام مرور صارم وتحديث طرق النقل والعمل على استيراد سيارات رصينة وقوية وليس كما يحدث الآن.
المدى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here