الأستفتاء مزحة اذا تمت ستفرز (كاكا طاغي)

كُتب على بلاد الرافدين الوحدة حتى لو تعرضت البصرة لأعصار (اريما) او تعرقت اربيل بالغابات الاستوائية وهي تحاول وضع الموز في سلّة شخص يريد الاستيلاء على حصص البقية.

الاستفتاء المزمع اجرائه في الخامس والعشرين من الشهر الحالي , من أجل تصويت الاخوة الكرد لتحديد مصير الاقليم في بقائه ضمن العراق من عدمه,

نراه مزحة ثقيلة لاتمت للضحك بأي صلة ليس من باب الاجحاف بحق القومية الكردية بشأن حقها بتقرير المصير ,انما من حيث السلطة الحاكمة هناك اذا دلت الوقائع التاريخية أن ارباب السلطة الذين ينتمون لفصيلة الفساد الخفي (او طاغية Or a tyrant)

لديهم حاجز مناعي يمنعهم من تناول مصلحة شعوبهم بين أعينهم, لذلك نرى هناك كبت واضح بخفاءٍ لحرية الاخوة الكرد نتيجة تزمت السلطة في قرارتها وأستئثار الحكم لأسرة واحدة وهذا الامر بحد ذاته قنبلة مؤقتة اذا تُركت دون أن يتم أبطال مفعولها ستنفجر بوجوههم ويقتل اخر جسدٍ للحرية هناك.

الاستفتاء من ناحية السلطة هناك يتمثل بورقة ضغط عالية ومؤثرة جدًا لأرعاب عيون السلطة المركزية والتأكيد على أن اختبار صعب بأنتظار حكومة بغداد اذا لم يتم تنفيذ شروط اربيل.

لكن لازلت مُصر رغم الضجة والتاكيدات على اجراء الاستفتاء بموعده بأنه لن يتم,

واذا تم فلن يكون ذلك سوى دليل على غباء السلطة القائمة على تنظيم الاستفتاء , ولا يخيل لي أنهم بهكذا غباء ليقوموا بخطوة وسط معارضة الدول الاقليمية ذات التأثير المباشر على وضع الاقليم المتمثلة بأيران وتركيا, وصولًا للدول ذات التأثير العالمي المتمثل بالولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوربي,

لن تخرج هذا الضجة الا بمحاولة ضغط على حكومة بغداد, كذلك محاولة ذكية من مسعود بارزاني من أجل كسب مشاعر السكان هناك بعد تصدع شعبيته نتيجة تزمته بالحكم ومحاولة فرض سلطاته على كل مفاصل الحكم هناك وذلك بأشغال الرأي العام بقضية الاستفتاء والتلاعب بمشاعر الناس اضافة لأسكات المعارضين ولو مؤقتًا لحين بسط يده بشكل كبير حتى لايسمح لأحد بالاقتراب منه.

واليوم قد شهدت ناحية مندلي الواقعة في شرق محافظة ديالى مظاهرات شعبية واسعة من اجل رفض المشاركة بالأستفتاء كذلك محاولة عرب كركوك والمكون المسيحي من اجل عدم شمول كركوك به, اضافة لرفض الحكومة المركزية بقولها أنها لن تعنى بنتائج هذا الاستفتاء وانه مخالفة دستورية وغيرها من تصريحات رافضة لبعض القيادات المؤثرة في شارع العراقي ,مضاف للرفض الدولي الاقليمي والأممي لأجراء الاستفتاء يوكد هناك عراقيل داخلية وخارجية تمنع من اجراء الاستفتاء.

في الختام أن حق تقرير المصير للشعب الكردي لايستطيع احد انكاره وهو حق مشروع, لكن في هذا الوقت الامر يتطلب تكاتف الجهود من قبل الكل من اجل وقوف العراق مرة اخرى واعادته للواجهة ,مضاف لذلك أن هذا الاستفتاء هو من أجل تدعيم نفوذ الرئيس مسعود وليس من باب تحقيق الحلم كما هو مزعوم حيث سيجعل منه الشخص الاوحد في السلطة لانه سيظهر بمظهر القومي والفارس الذي حقق احلام القومية الكردية بدولة مستقلة, تذكروا قولي هذا أن حصل الاستفتاء فعلًا فأقروا على حريتكم السلام ..
احمد الخالصي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here