” أفراح مؤجلة ” للشاعر حسين مهنا

” أفراح مؤجلة ” للشاعر حسين مهنا
شاكر فريد حسن
وصلني من صديقي الشاعر الرقيق الجميل البهي حسين مهنا ديوانه الجديد ” أفراح مؤجلة ” الصادر عن مكتبة كل شيء في حيفا لصاحبها الناشر صالح عباسي ،
يقع الديوان في ٩٦ صفحة من الحجم المتوسط ، ويضم بين طياته ٤٣ قصيدة تتنوع موضوعاتها بين الحنين والسياسة والوجدان والوطن والام والمرأة والانسان والهموم الفلسطينية والحياة ، وتصطبغ بالوجدانية والرومانسية والنزعة الانسانية .
حسين مهنا شاعر وقاص من قرية البقيعة الجليلية ، من مواليد العام١٩٤٥لابوين فلاحين ، تخرج من مدرسة الرامة الثانوية سنة ١٩٦٣، وعمل مدرساً للغتين العربية والانجليزية في مدرسة البقيعة الاعدادية .
وهو من الأصوات الشعرية الأصيلة التي امسكت بزمام القول الشعري ، واعطى للكلمة الشعرية الفرصة كي تتفجر جمالاً وروعة واحساساً صادقاً واثارة .
ينتمي حسين مهنا للنبض الجمالي ، ويمتلك آليات الخطاب الشعري، ومكتمل الأدوات الفنية، فيه الشاعرية والمعرفة بسراديب الحياة ، وهو يطرق القول الشعري بالاصالة لا بالتبعية ، وديوانه هذا كما هي دواوينه السابقة يترجم شخصيته الملهمة التي كانت وراء ممارسته الشعرية ، ويكشف عن مساهمته الابداعية الناضجة الواعية المجربة الملتزمة ، التي وشمت المشهد الابداعي الفلسطيني ، واغنت خزانتنا الأدبية بحوالي عشرين عملاً ومنجزاً ابداعيا ً في الشعر والنثر .
حسين مهنا في ديوانه ” أفراح مؤجلة ” يرتشف رحيق الجمال الكامن في أعماقه ، يحرك النفس ويستفز الخيال ويتفنن في الرسم بالكلمات .
لغة الديوان جميلة وأنيقة وشفافة ، نابضة بحس انساني عميق يسبر أغوار النفس البشرية .
ومن أجواء الديوان هذه الأبيات من قصيدة ” نامي ثورة بدمي ” التي كتبها خلال جولة له في بيت لحم .. حيث يقول :
ات اليك وقلبي سابق قدمي
يا بيت لحم رعاك الله فابتسمي
ماذا عبوسك والأقمار ضاحكة
والشعر طاغ ولكن عالق بفمي
فلتنطقيني وقد حملت قافيتي
عطر الجليل ولحناً واثق النغم
اني عرفتك وجهاً مشرقاً أبداً
يشفي قلوباً برتها سورة الألم
ما دق بابك مأزوم بعلته
الا وعاد سليماً غير ذي سقم
تلك الكنائس والأجراس صادحة
تتلو عجائب طفل ضاء في الظلم
وفي المساجد أصوات مرنمة
تقول لا فرق بين العرب والعجم
هذي أخوة دهر لا تبددها
أيدي الكرام وأنتم سادة الكرم
يا بيت لحم وأنت الدهر فاتحة
صدراً رحيباً لوحي الشعر والحكم
قد جئت أعثر في خطوي ويرهبني
هول اللقاء وليس الخوف من شيمي
اننا نرحب بديوان حسين مهنا ” أفراح مؤجلة ” ، نتمنى له المزيد من العطاء والابداع ، مع جزيل الشكر والامتنان على هديته النفيسة .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here