الاستثقاف جهل من نوعٍ اخر

احمد الخالصي

الاستثقاف جهل من نوعٍ اخر

الثقافة هي احدى المفاهيم الواسعة والتي لم تُحدد بتعريف بل ظهر لها عدة تعاريف للذلك الباب مفتوح دائماً أمام المعاير التي تحدد كوّن الشخص هذا مثقفا او لا

في الآونة الاخيرة ظهرت عدة نماذج في مجتمعنا تدعي الثقافة وهي بالحقيقة بعيدة كل البعد
عنها ،الثقافة ليست بكثرة الاطلاع على مؤلفات والكتب أيضا لا تعني ان تكون حاملًا لشهادة جامعية أو اي شهادة اخرى
الأمور التي ذكرتها تعد عنصرا مساعداً ومكملاً لتكوين شخص المثقف وفكرة الاطلاع على الكتب امر ضروري لرفد جوانب المعرفة والاطلاع اكثر على مجالات الحياة الاخرى
كذلك الشهادة هي مهمة وعنصر مميز تضاف الى شخصية المثقف لكن الثقافة تبقى شيئا موجودا في اعماق الأنسان وتصقل بما ذكر اعلاه ،لذلك قد نجد شخصا لم يكمل الابتدائية تجد لديه ثقافة من نوع اخر وهي ثقافة الاحترام ثقافة الكلام المعطر بنسيم الأدب
وحتى لا ننسى الثقافة لا تعني ضرورة وجودك في شارع المتنبي !فالمتنبي لا يمكن ان يصنع مثقفٌ لكن يساعده بذلك,
وحتى لا نبتعد عن الموضوع الأساسي الذي انا بصدده المستثقف او مدعي الثقافة يمكن تعريفه وتمييزه بسهولة عن الشخص المثقف من خلال بعض الأمور وهي الكذب والمراوغة اثناء النقاش كذلك الصفة البارزة الاخرى بالمستثقف أنه يُصبح بوق لكل ما يقرأ دون التأكد من صحة ما قُرأ ,
نضيف إلى ذلك أن مدعي الثقافة دائما ما يُحاول إبراز نفسه فتجده يستخدم أساليب كثيرة منها انتقاد الأشخاص بدافع التسقيط لا بدافع النقد البناء كذلك يتخذ من مقولة (خالف تعرف) مبررًا لكثير من افعاله لكي يسد النقص الذي يشعر به بكونه ليس محل اهتمام .
هكذا أشخاص هم ضرر وجرثومة تنهش بجسد المجتمع العراقي وتحاول كثيرًا تشويه صورة الطبقة المثقفة أمام الطبقات الاخرى للمجتمع
لذلك نجد بعضهم وصل به الحال لانتقاد الدين وكلام الله والتشكيك بكل شيء. بمجرد قراءة بعض النظريات والاطلاع على بعض الكتب
السبب الرئيسي لهذه الأفعال يأتي بسبب الشعور بالنقص ومحاولة إبراز النفس
أن الصدق هو صفة المثقف والكذب هو صفة المستثقف ان انتقاد العمل هو صفة المثقف وانتقاد الشخص هو صفة المستثقف ان معالجة الخطا وإيجاد الحل المناسب هي صفة المثقف ومعالجة الخطا بخطا هي صفة المستثقف
هولاء هم حتمًا عاهات يجب معالجتها لانها تبث سموما بين طبقات المجتمع
يحضرني هنا قول للأمام علي (عليه السلام)
“كلام حق يراد به باطل” المستثقف كثيرا ما تطبق بحقه هذه المقولة لانه دائما ما يتخذ الحق كطريق لأجل الوصول آلى غاية باطلة
ويبقى المستثقف نجمه سريع الأفول فالذي يُبنى على الباطل فهو باطل والباطل معدوم ولا ينتج الا العدم.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here