الرقم الصعب

الرقم الصعب

زينب الغزي

في بلاد الرافدين حيث تتراقص السهول على وقع أقدام الفلاح العارية منذ النشأة الاولى، وحيث تجتمع الأرقام في كف أبن الهيثم، فينثرها سؤددا في سماء الفلك، هنا في بلاد الرافدين، تصطف جحافل القادة والريادة خلف راية الشجاعة لأبا الفضل والإباء، وتقدم القرابين العظيمة ليراق الدم على جانبي الشرف الرفيع، في هذه البلاد تصنع المعجزات، بقليل من الأمكانية وقليل من الدعم وكثير من الصبر وأكثر منه عزيمة الكرام.

“اليوم يحق لنا أن نسميها تل ..الظفر” ،السيد عمار الحكيم قالها وهو يرشف من كأس النصر مع أشاوس المعركة وكواسر الحروب، كل نصر يحققونه على أرض المعركة يقابله نصر بلون قرمزي رامز للحب، يحصده شباب الوطن وهم ينثرون عبق الورد بشكل أفكار طامحة وأيدي تمتد لتصل البعيد بالقريب، ينسلون بين الشهداء على أرض المعركة، ليجمعوا بقايا آمالهم وأمنياتهم التي سقطت على شكل دماء، فيخيطوا منها درعا يلبسونه في حربهم ضد سياسة التخندق الطائفي.

العراق مازال رقما صعبا في حسابات الإرهاب والطائفية، لم تستطع معادلاتهم قسمته على أثنين بدون باقي، ولم تقدر دول النار أن تضعه في مصفوفة الموت الأزرق، أنه رقم يرفض الولوج في علم صناعة الموت، لأنه خلق للحياة والتطور، يتنقل بين مياسيم الأزهار في موسم التزاوج لرقته، ويقف شاخصا في خط الصد على سواتر العز لصلابته، أستصعب حتى روض الموت، وأستسهل حتى صار ممتنعا.

عند الشدائد تعرف الرجال، في مثل هذه الظروف الصعبة تظهر السواعد الحرة وهي تقبض على النار والحديد مستبشرة غير مستنفرة، ويعود الخوارزمي، لكن هذه المرة ليصفق لثلة شابة جمعت علم الفلك والحساب والهندسة والطب، مع ديموغرافيا الوطن، لتأسس علم جديد أسمته ” العراق ” فيه ناتج قسمة كل الأرقام هو الرقم “1” لاغير.

المرحلة تحتاج هذا الرقم الصعب، وقائد المرحلة هو الذي ينادي بتجسيده على أرض الواقع، بالخدمة أو بنشر روح الألفة، أو التسابق لرفع شعار الوطنية.
“ليست حدود العراق الإدارية هي التي تفصلنا أو تجمعنا في داخل الوطن، بل تاريخنا وحضارتنا المتأصلة في جذورنا العراقية” السيد” عمار الحكيم “.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here