بين كاف الكويت وكاف كركوك منزلق نهايته التدمير واراقة الدماء دون جوى

زياد الشيخلي

من الكويت الى كردستان العراق مرورا بمدينة الذهب الأسود كركوك..هل هي صدفة إن يتكرر السيناريو ذاته في واقعتين.. الاولى دخول العراق إلى الكويت عام 1990 والأخرى لاتزال كالجنين الذي إكتمل نموه وبدأ يرفس لكي يخرج إلى النور.. هي حالة القيادة الكردية التي تعيش مخاض عسير في محاولة قيام الدولة الكردية التي بالتأكيد اذا مانجحت المحاولة ستخرج من رحم الدولة العراقية.

أعتقد ان القيادة الكردية تعلم جيدا ان دخول العراق للكويت وقضية الغدر التي تعرضت لها الدولة العراقية من قبل القوى الخارجية كانت بمثابة مؤامرة كبرى وخصوصا قرارات الحصار الجائرة وغيرها من تداعيات كان لها الأثر السلبي الذي لم يستطيع العراق اخماده لعشرات السنين.

اليوم العراق يشهد حالة مشابهة لموضوع الكويت لأنه بالحسابات الموضوعية أن قضية انفصال كردستان والقتال لضم كركوك وشمولها بالاستفتاء هو نفس فخ الكويت الذي وقع فيه النظام العراقي السابق ستقع فيه القيادة الكردية والشعب الكردي.

في الحقيقة يجب على كردستان حكومة وشعبا أن لايتوهمون ويذهبون بعيدا في خيالهم، لأن الاستفتاء حالة وكركوك قضية أخرى تحمل في طياتها سلسلة ملفات معقدة وشائكة ستلقي بظلالها على المحيط الإقليمي برمته وليس العراق فقط.

وحين تتزامن مسألة الاستفتاء مع الظروف التي يمر بها البلد ومايشهده من قتال مرير ضد تنظيم داعش الأرهابي وصراعات القوى السياسية الخارجية التي تحاول النيل من سيادة العراق فإننا يجب علينا كعراقيين من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه كجدار صلب وان تتحرك الإنسانية العراقية الأصيلة والضمائر الحية وكل النبلاء المدافعين عن وحدة العراق والرافضين لأية محاولات التقسيم والنيل من سيادة ووحدة أراضيه.

تحتاج الى ذكر اسباب الانزلاق في مستنقع الكاف هو النفط وكذلك القوى العظمى التي ليس لها كلمة والتي ما أن ترى المهاجم قد افلس من غايته تجدهم اول المطبلين لمايسمى بالتحرير ويصبحون غادرون لمن أعطوه الضوء الاخضر بالهجوم والدخول ..

وفي الختام لايوجد من هذه الحركة الا فقدان ما كان ينوي استعاده ( الكويت – كركوك ) وعدم الحفاظ على متبقى من بلده …

ياقادة الكرد نصيحتي لكم قراءة التأريخ بحذافيره وعدم تكرار ما مر وابعدوا عنكم مستشاري الغبرة والذين لايسعون الا لخراب البلد وضياع كل شيء ..

الاستفتاء يحتاج الى قوة وعزيمة وصبر وبالذات ان يكون هناك توحيد بالصف الكردي والتعاون الوثيق مع من يثق بهم والذين لايوجد غدرفي قواميسهم وبعدها سيكون لكم بلد حر ومستقل وسعيد وبدون دماء او تضحيات ..

ختاما نصيحتي لكل من يسعى الى تأزيم الموقف وتحشيد الاعلام المغرض الى ان يكون بوق للشيطان والى كل من لايضع مصلحة شعبه وابناءه والتضحيات التي ستقط جراء هذا الاجراء ان يقفوا مع أنفسهم ويتداركوا الموقف فالوقت لم يحن للاستقلال والدماء غالية كغلات الوطن …

فحافظوا عاى كردستانكم قبل ان تفقدون كركوك وتدمرون كردستان وتعودوا بخفي حنين …

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here