تشريع الديانات الهنديَّة بطريقة إسلاميَّة !!

بقلم : أحمد الملا

تُعدُّ شبه القارة الهنديَّة من أوسع وأكبر وأكثر الدول التي تحتوي على خليط كبير جداَ من الديانات السماويَّة وغير السماويَّة, حيث تتعدد الطوائف والمذاهب والفرق فيها ولكل منها إله وربٌ خاص بها, إذ نجد عبادة البقر والقردة والنار والفيل والبشر بالإضافة إلى وجود الديانات الإبراهيميَّة وهلَّم جرا, ومع الاختلاف العقائديّ الكبير بين الديانات الإلحاديَّة والوثنيَّة وبين الديانات الإبراهيميَّة, نجد هناك من شرعن أو يشرعن تلك الديانات الوثنيَّة بطريقة مبطَّنة سواء كان ذلك عن دراية أم لا, والأغرب من ذلك إنَّ من يشرعن تلك الديانات الوثنيَّة هو من مدعيّ الإسلام وزعامته وإمامته, وهذا الأمر يتجلى بكل وضوح في فكر ومنهج وعقيدة أحمد بن تيميَّة الحرانيّ, وهذا ثابت في كتبه ومنها بيان تلبيس الجهميَّة…

حيث يقول ابن تيميَّة في كتاب (بيان تلبيس الجهميَّة: [1/ 325-328]) :{{فالإنسان قد يرى ربّه في المنام ويخاطبه… ولكن لابد أن تكون الصورة التي رآه فيها مناسبة ومشابهة لاعتقاده في ربّه، فإن كان إيمانه واعتقاده مطابقًا، أتي مِن الصور، وسمع مِن الكلام، ما يناسب ذلك}}…

وهنا نسأل ابن تيميَّة وأتباعه حول عقيدة بعض الطوائف الهنديَّة بالرب؛ فبعض تلك الطوائف تعتقد بأن ربَّها بقرة وأخرى قرد وغيرها امرأة أو رجل له أربع أيادي, وهذا الاعتقاد نابع من رؤية – على أقل تقدير ذهنية – لتلك الطوائف في ربِّها وإلَّا كيف رسمت صورة أو نحتت تمثال لربها على شكل هذا الحيوان أو ذلك الرجل ذو الأيدي الأربعة ما لم تكن لديها صورة أو رؤية تطابق اعتقادها بربها …

السؤال هو ؛ هل اعتقاد تلك الطوائف صحيحاً أم إنه كُفْرٌ وشركٌ ووثنيَّة ؟ فإن كان شركا ووثنية فكيف تقول يا ابن تيميَّة بأنَّ ” الإنسان قد يرى ربه في المنام … ولكن لابد أن تكون الصورة التي رآه فيها مناسبة ومشابهة لاعتقاده في ربّه، فإن كان إيمانه واعتقاده مطابقًا، أتي مِن الصور، وسمع مِن الكلام، ما يناسب ذلك ” ؟؟؟!!!…

وإن كان ابن تيميَّة يقول بأنَّ هذا الاعتقاد صحيحاً فهذا إن دل على شيء ،فإنَّه يدل على أنَّ ابن تيميَّة يقرّ وكما يقول المرجع المحقق الصرخيّ بــــ(( صحّة اعتقادات المشركين، وتعدّد آلهتهم، وصحّة عباداتهم، فكل منهم يرى ربّه بالصورة المناسبة لاعتقاده في ربّه، فمَن يعتقد في ربّه الصنميَّة الوثنيَّة، فيراه بما يناسب هذا، ويخاطبه ربّه، وهو على هذه الصورة، التي رآه فيها، ويأخذ تعاليمه وأحكامه الدينيَّة مِن هذا الربّ الذي رآه بالصورة المناسبة لمعتقده، فتصح – حسب رأي ابن تيميَّة أعلاه – عبادة الأصنام، لأنّ الله (تعالى) قد أمر بها؛ لأنّه أتى للعبد الوثنيّ بصورة هذا الصنم أو ذاك، فهذا هو أمر الله، وعلى العبد الإطاعة، وهكذا تصحّ عبادة مَن يعبد الملائكة، والجن، وعيسى وعزير (عليهما السلام)، وباقي الأشخاص مِن بني الإنسان, وتصحّ عبادة الصلبان، والشمس، والقمر، والكواكب، والسماء، والهواء، والأرض، والطيور، والبقر، والفيل، والثعابين، والفئران، وغيرها مِن آلهة منتشرة في كل بقاع وأصقاع الأرض، فإنّ الله قد أتى بصور وتجليات مختلفة حسب مستويات إيمان الناس )) !!!.

وختاما نقول :إن كان رأي ابن تيمية لا يخص الاحتمال الأول ولا الثاني ،فمن الذي يتبرع نيابة عن ابن تيميَّة ويفسر لنا كلام ابن تيميَّة تفسيراً علمياً منطقياً لا يخالف العقل والمنطق ؟.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here