الشعب الكردي .. هل هو مؤهل للاستفتاء على دولة كردستان ؟

محمد الشجيري

نؤمن بحق الشعوب في تقرير مصيرها ولا تؤخذ المخاوف والشكوك ولا الاجتهادات او الاراء السياسية المخالفة بنظر الاعتبار في هكذا حق فدائما ما كانت الاعتراضات تسبق كل توجه انفصالي يحكم الدول ويقف حجر عثرة في سبيل تحقيق الاهداف العظيمة ولطالما وجدت الخلافات في مسالة تقرير المصير للكثير من الشعوب الا انه في النهاية انتصرت ارادة الشعوب وخرجت الى الساحة دولا جديدة وقدمت نماذج فريدة في الصمود والبناء والازدهار والامثلة كثيرة ولا تعد ولا تحصى في هذا المجال، لا بل حتى العائلة الكبيرة عندما يبدأ ابناءها في الاستقلال عنها تواجههم مصاعب جمة وبتوفيق الله سرعان ما تزول وتصبح العائلة الواحدة عوائل ولكلٌ شأنها واهدافها في الحياة.

الشعب الكردي لا يختلف عن الشعوب الاخرى ويضم بين ابنائه العديد من الكفاءات التي ان استغلت بالشكل الصحيح ووضعت على المسار الصحيح سوف تكون الامور افضل وافضل من الان. الا ان المشكلة في كردستان ان عقلية العائلة والعشيرة ما زالت طاغية على نظام الحكم والاقليم هناك وما زالت الطبقية في ابشع صورها والفروقات الاجتماعية كبيرة وهذا الوضع سوف يخلق طبقة متذمرة سوف يشتد عودها يوما بعد يوم حتى تنفجر وتظهر الخلافات الى العلن فال ٧٠٪‏ من الشعب الكردي هم من اصحاب الدخل المحدود وتتركز الثروة في يد ال٣٠٪‏ الاخرين الذين يعيشون واقعا غير واقع اقليمهم وهذه الطامة الكبرى ولا يوجد توجه لدى القيادة الكردية لمحاربة هذه الظاهرة بشكل جدي فينقل الثروة من هؤلاء الى جميع ابناء الشعب الكردي لينعم الجميع بثروات الاقليم.

الشعب الكردي ربما بحاجة الى بعض الوقت ريثما تتحسن ظروفه الاقتصادية ويخرج من عنق الزجاجة فيما يخص المواجهة مع الارهاب وداعش وحتى ذلك الحين فمن الافضل الاستمرار بعملية توعية الجماهير الكردية باهمية الاستفتاء وما معنى الانفصال وقيام دولة مستقلة وما هي التحديات التي ستواجه الاقليم وما هو السبيل لمواجهتها وعندما يحين موعد الاستفتاء يكون المواطن الكردي قد ادرك اهمية تصويته بنعم او لا في هكذا شأن مصيري.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here