شذرات و ومضات : عندما يُقتل المرء لكونه شيعيا فحسب !

شذرات و … ومضات :عندما يُقتل المرء لكونه شيعيا فحسب !

1 ــ دورنا التمثيلي على مسرح الحياة

يبد أنه لكل واحد منا دوره التمثيلي على مسرح الحياة
أحيانا نؤديه ببراعة وشطارة
و أحيانا أخرى ببهوت و رداءة
طبعا …………………….
دون أن تكون أية أهمية جوهرية تذكر لكلا الدورين
لأن كلا الدورين ينطلقان
من خداع ذات وينتهيان عند حدود أوهام :
دور يشيد جسورا من سراب ومتاهة
ليأتي دور آخر ليضيع فيها ذهابا و إيابا
بمراوحة أبدية حول الذات
لا تفضي إلى أية نهاية ممكنة . .

2 ــ ابق أنت كما أنت !
أن السعي الدائم إلى إرضاء الآخرين والحصول على المقبولية بأي ثمن كان ، لهو أول خطأ يرتكبه المرء بحق نفسه ،
لأنه بذلك يعلو بقيمة الأخرين فوق قيمة نفسه إرضاء لهم أو استخذاء ،
بينما ليس بالضرورة أو قطعا ، أن الآخرين أفضل منه أو أسوأ .

3 ــ عندما يُقتل المرء لكونه شيعيا فحسب :

هناك في وسط أرض رحبة مظللة بصفاء السماء
ثمة رجل يرقد متمددا قتيلا ، ضمن ضحايا تفجيرات الناصرية ،
بصحبة أبنه القتيل أيضا ، ولكن في تلاحم أسري حميم قل نظيره في العالم ! ،
حيث يضع الطفل القتيل رأسه على صدر الوالد القتيل بحنان ورقة عذبة ,
كأنهما يرفضان الافتراق حتى في الآخرة .
فحتى الموت ذاته ، وجد نفسه عاجزا عن الفصل بينهما بالرغم من ضراوته الفظيعة ،
لكون جسديهما الداميين بشظايا المتفجرات واصلا تمسكهما الإنساني دون أن يآبها لموتهما المباغت و الغادر .
وهما في حالة تمدد واسترخاء !..
كأنهما لتوهما قد عادا من نزهة طويلة ليستغرقا في غفوة قليلولة قصيرة .
أجل ……………….
لقد تحتم عليهما أن يُقتلا بكل هذه القسوة والوحشية لا لذنب قد ارتكباه وبدون أي ثم ،
إنما وفقط :
لأنهما قد ولدا شيعيين بمصادفة ودون إرادتهما أو رغبتهما المسبقتين !.
فكم من مخاطرة أن يولد المرء ” شيعيا ” في بلده يحكم شيعة فاسدون ولصوص خسيسون
يعتبرون أبناء جلدتهم مجرد قرابين ونذور في محراب مصالحهم الأنانية والفئوية الجشعة ؟!.

مهدي قاسم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here