الداخليّة تقيل وتحقق مع مسؤولين أمنيين في ذي قار

ذي قار / حسين العامل

وجّه رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، أمس الجمعة، وزارة الداخلية وقيادة عمليات الرافدين، بكشف وملاحقة منفذي الاعتداء الإرهابي الذي شهدته محافظة ذي قار يوم الخميس. وهاجم مسلحون مطعماً سياحياً يقع على الطريق السريع، تلاه هجوم آخر استهدف نقطة تفتيش بين محافظتي ذي قار والمثنى، بتفجير سيارة مفخخة، مما أسفر عن سقوط العشرات من الضحايا.
وتعتبر التفجيرات الإرهابية، التي استهدفت محافظة ذي قار، الأعنف والأكثر دموية في تاريخ المحافظة منذ عام 2003. وجاءت تلك الهجمات بعد يوم واحد من زيارة قام بها رئيس الوزراء الى المحافظة.
وذكر بيان لمكتب العبادي، تلقته (المدى) أمس، أن “رئيس مجلس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة، حيدر العبادي، اتخذ مجموعة من الإجراءات والأوامر حول العمل الإرهابي الذي استهدف محافظة ذي قار”. وأضاف البيان أن “العبادي وجّه وزارة الداخلية وقيادة عمليات الرافدين بكشف وملاحقة المجرمين الإرهابيين الذين ارتكبوا العمل الجبان ضد المدنيين العزّل على الطريق السريع بين محافظتي المثنى وذي قار”. وتزامن ذلك مع إحالة وزير الداخلية قاسم الأعرجي لعدد من المسؤولين الامنيين في ذي قار، بينهم آمر أفواج طوارئ ومدير التفتيش والشؤون، الى التحقيق. كما أصدر الأعرجي امراً أقال فيه مدير استخبارات ذي قار وإحالته إلى التحقيق مساء الخميس الماضي.
وفي السياق ذاته، أعلنت اللجنة الامنية العليا في ذي قار، أمس الجمعة، اعتقال شخصين يشتبه بتورطهما في التفجيرات الاخيرة. وأكدت اللجنة ان التحقيقات ما تزال جارية لمعرفة تفاصيل الحادث، مشيرة الى ان السيارات المفخخة ومنفذي الهجوم جاؤوا عبر المناطق الصحراوية بين ذي قار والبصرة.
وقال اللواء حسن سلمان الزيدي، قائد شرطة ذي قار خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع محافظ ذي قار ورئيس مجلس المحافظة وعدد من القيادات الامنية في مقر قيادة الشرطة وحضرته (المدى) أمس، إن “القوات الامنية تمكنت من اعتقال شخصين في مناطق قريبة من الانفجار يشتبه بتورطهما بالهجوم الارهابي المزدوج الذي استهدف سيطرة ومطعم فدك على الطرق الخارجية (60 كم غرب الناصرية)”، مشيرا الى ان “التحقيق ما زال مستمرا مع المعتقلين من قبل الجهات الامنية المختصة”.
من جهته، أشار حميد الغزي، رئيس مجلس محافظة ذي قار خلال المؤتمر، الى ان “السيارات التي أقلت الإرهابيين والسيارات المفخخة التي استهدفت ذي قار مساء الخميس، سلكت الطرق النيسمية في المناطق الصحراوية بين البصرة والناصرية”، مشيرا الى ان “التحقيقات الاولية حددت نقطة انطلاق تلك السيارات وموقع دخولها الى حدود المحافظة”.
بدوره، دعا يحيى الناصري، محافظ ذي قار، القيادة العامة للقوات المسلحة الى “تجهيز المحافظة بمناطيد ومنظومة تصوير حديثة لمراقبة المناطق الصحراوية المتاخمة للحدود الجنوبية والغربية للمحافظة”، متوقعاً “وجود حواضن للإرهابيين في المناطق الصحراوية بالمحافظة ساعدتهم على تنفيذ الهجوم الارهابي”.
وفي السياق ذاته، رجّحت صحة ذي قار ارتفاع عدد القتلى جراء الاصابات البليغة التي تعرض لها جرحى التتفجير، مؤكدة استنفار جميع جهودها الطبية لتقديم الخدمات العلاجية. وكانت قيادة شرطة ذي قار أعلنت ارتفاع حصيلة الهجوم الى 157 قتيلاً وجريحاً.
وقال جاسم الخالدي، مدير عام دائرة صحة ذي قار، ان “معظم إصابات الجرحى الذين سقطوا في حادث التفجير الارهابي، تصنف على أنها خطيرة لشدة الانفجار، وهو ما يرجح ارتفاع اعداد الشهداء”. واكد ان “دائرة الصحة استنفرت جميع ملاكاتها الطبية والتمريضية لتقديم الخدمات العلاجية للمصابين فيما تتولى دائرة الطب العدلي مهمة تسليم الشهداء الى ذويهم”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here