كارثة الناصرية بالتفصيل الدموي

كارثة الناصرية بالتفصيل الدموي

كل الدماء تتشابه بالرائحة واللون رغم ان بعضاً منها فاتح واخر داكن, لكن المختلف اسباب وبواعث سقوط تلك الدماء التي لا تعرف ديناً او لوناً او جنساً او عرقاً وانما تعرف شيء يدعى الانسان.
ليس غريباً على المُشاهد ان يُشاهد دماء العراقيين تجري وسط زحمة الحياة السياسية القذرة, فالعراق منذ نشأته هو بلد يحتضن الدماء وكأنها توازي تأريخه الباكي.
حادثة الناصرية التي اغلبنا سمع عنها او شاهدها, هي ليست ذات لونِ دموي مختلف بل هي متطابقة مع فواجع العراق التي مر بها بعد 2003. لكن الاختلاف هو في ايدولوجية تنفيذ الحادثة. فبعد ان فُجرت عجلة اودت بحياة العشرات واصابة اخرين, قام اشخاص مجهولون الهوية ومعرفون زياً كما يدلي به شهود العيان, فكانوا مرتدين زي حشد شعبي ويستخدمون عجلة (بيك اب) نوع تويوتا.
الشيء المبكي اكثر من الدماء التي سالت هو نفاق حكومتنا ومسؤوليها, حيث اراد بعضهم ان يفضح الحزب (المومس) لصالح حزبه (القواد), فكتب مغردون بأن العجلات المستخدمة هي تابعة لسرايا السلام الشيعية, وغرد اخرون بأن العجلات والزي المتسخدمة هي تابعة لشركات امنية خاصة.
لو ناقشنا امروغاية المغردون رقم 1 نلاحظ الاتي: يحاولون الاطاحة بسرايا السلام التابعة لمقتدى الصدر للتقيل من شأنه وحزبه في الانتخابات القادمة خوفاً من شعبيته المتزايدة.
اما لو انتقلنا لاراء المغردين رقم 2 نجد انهم استخدموا ذريعة زي الشركات الامنية الخاصة لضرب الجانب الامريكي في العراق لصالح ايران بأعتبار ان اغلب الشركات الامنية في العراق هي تابعة لعدوة ايران الاولى وهي امريكا.
المستفيد من هذه الاشاعات هما طرفان لا ثالث لهما هم امريكا وايران, فالشركات النفطية العاملة في جنوب العراق ستشدد على ضرورة حمايتهم من قبل شركات اجنبية والتي هي اغلبها امريكية الجنسية او شريكة معها. اما ايران فهي مستفيدة بجذب عاطفة الشيعة لصالحها ضد من يعترض مصالحها.
حكومتنا اللارشيدة, ساستنا المنافقون, رجال ديننا الكاذبون (مع احترامي للقليل مما ذكرت)
هل من انسانية تحرك ضميركم النائم على اجساد فروج الاوربيات, والغافي على صدورمومسات ايران, والمتلذذ بطعم الدولار الامريكي.. ام انكم لا زلتم متعطشي النظر لدماء المساكين؟!
محمد حسب العكيلي
16-9-2017

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here