“10 إرهابيين” فجّروا سيطرة أمنيّة وهاجموا مسافرين عند مطعم سياحي في ذي قار

بغداد / وائل نعمة

المدى تنفرد بنشر تفاصيل اعتداء أوقع عشرات العراقيين والزوّار الإيرانيين

ظلّ حارس أمني كان يرافق قافلة زوار إيرانيين يدافع لمنع المسلحين من اقتحام مطعم في غرب الناصرية، حتى بعد أن سقط زميله قتيلا خلال الاشتباك مع المسلحين. ويعتقد أن الحارس كان له الدور الرئيسي في تقليل الخسائر خلال الهجوم المسلح الذي حدث نهار الخميس الفائت، والذي استهدف بعد ذلك سيطرة أمنية بواسطة انتحاري.
وتمكن نحو 10 مسلحين يرتدون زياً عسكرياً، بينهم انتحاريون، من قتل وجرح 150 مدنياً، خلال هجوم دموي استخدمت فيه سيارات مدنية مسروقة.
ولاحق المسلّحون روّاد المطعم على الطريق السريع الرابط بين الناصرية والبصرة، برصاص البنادق، قبل أن يفجر انتحاري نفسه على إحدى العوائل.
وقتل بالاعتداء نحو 20 طفلاً، إثر قيام مسلحين بمهاجمة مطعم سياحي على الطريق السريع الرابط بين البصرة ومحافظات الوسط. وصادف وجود قافلة للزوار الإيرانيين المتوجهين الى الأضرحة الدينية في كربلاء والنجف.

قبل الهجوم
وكعادة أغلب الهجمات المسلحة في العراق، كانت هناك معلومات استخباراتية سبقت الحادث تحذر من استهداف محافظات الجنوب بسيارات مفخخة.
وعلى الرغم من أن الهجوم حدث بعد يوم من زيارة لرئيس الوزراء حيدر العبادي الى الناصرية، حيث كان يفترض أخذ أعلى التدابير الامنية، إلا أن التعامل مع المعلومة كان ضعيفا جداً بحسب مسؤول في المحافظة.
وفي مساء الحادث قرر وزير الداخلية قاسم الأعرجي إقالة مدير الاستخبارات في المحافظة وإحالته الى التحقيق.
ويقول حسن الوائلي، عضو مجلس محافظة ذي قار في اتصال مع (المدى) امس، إن “قرار الوزير يؤكد أن هناك معلومات سبقت الهجوم وتم إهمالها من قبل الجهات المختصة”.
ويشغل العميد ناصر الاسدي، وهو من اهالي البصرة، منصب مدير الاستخبارات في ذي قار منذ 10 سنوات.
ويقول النائب والمحافظ السابق عزيز العكيلي إن “الاسدي لم يخدم المحافظة وعمله ليس استخبارياً”. ويضيف، في تصريح لـ(المدى)، “منذ أن كنت محافظا طالبت بإقالة الاسدي لأنه غير مناسب للمنصب”.
وكان نواب شيعة قد حذروا، في حزيران الماضي، مما وصفوها بـ(الخطة ب) التي يعتمدها تنظيم داعش لنقل الفوضى من شمال البلاد الى الجنوب. وأطلقت تلك التحذيرات عقب هجوم مزدوج تعرضت له محافظة البصرة آنذاك، بعجلتين مفخختين عند نقطة تفتيش رئيسة.
وقال النواب وقتها ان المسلحين يريدون تأليب الشارع الجنوبي على الحكومة. لكن النائب العكيلي يرى ان “الهجوم الاخير لم يستهدف الناصرية، لانه وقع على الطريق السريع بمسافة تبعد عدة كيلومترات عن مركز المحافظة”.
ويضيف محافظ ذي قار الاسبق ان “سيطرة ذي قار لاتسمح بدخول أي شخص من غير سكنة المدينة إلا بكفيل من اهالي الناصرية”.

عند بوّابة فدك
وفتح المسلّحون الذين يقدر عددهم بـ10 أشخاص، النار عشوائياً على مدنيين خارج مطعم فدك، على الطريق السريع الذي يبعد مسافة 35 كم عن مدينة الناصرية.
ويؤكد العكيلي أن “حارسين ضمن شركة أمنية عراقية كانا مع وفود إيرانية ذاهبة لزيارة العتبات الدينية، منعا دخول المسلحين الى المطعم”.
وقُتل أحد الحارسين خلال الهجوم، فيما بقي الآخر يدافع عن المتواجدين داخل المطعم بواسطة بندقية نوع كلاشينكوف، قبل ان يفجر انتحاري نفسه على عائلة عراقية مكونة من 7 أفراد بينهم اطفال، ليقتلهم جميعاً.
ويقدر النائب عن ذي قار عدد القتلى في حادثة المطعم كانت 10 أشخاص، بالاضافة الى أعداد اخرى من الجرحى. لكنّ العدد الاكبر من الضحايا وقع بعد التفجير الذي استهدف سيطرة رئيسة تبعد عن المدينة مسافة 65 كم.
ويعتقد أن المسلحين، الذين كانوا يرتدون زيّاً عسكرياً، استخدموا سيارة مدنية نوع (بيك آب) في هجومهم على المطعم، قبل ان يسرقوا سيارة نقل مسافرين (يوغن) دفع رباعي، من مرآب المطعم) ليتوجهوا بعد ذلك لمهاجمة السيطرة.
ويتابع النائب عزيز العكيلي حديثه “قبل ان يكشف أمر المسلحين في السيطرة، فجّر انتحاري نفسه داخل السيارة، بين باص كبير لنقل المسافريين الإيرانيين، وسيارة باص أصغر منها تقل عراقيين أغلبهم قدموا من البصرة”.
وكانت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، نشرت امس، أسماء 19 طفلا، قالت انهم ضمن ضحايا التفجيرين الانتحاريين.
ويؤكد النائب عن ذي قار مقتل 60 شخصا وجرح 80 بالهجوم، بضمنهم 6 قتلى و3 جرحى من شرطة السيطرة الامنية.
وأعلن تنظيم داعش، عبر وكالة أعماق المقربة منه، مسؤوليته عن الهجوم. وأكد البيان أن الهجوم شنه انتحاريون “وانغماسيون” على مطعم وحاجز في الناصرية، مشيرا إلى أنه أسفر عن “عشرات القتلى من الشيعة”.

“حوت داعش”
وتجري القوات الامنية تحقيقات على الجهة التي جاءت منها السيارات. ويتوقع ان يكون المسلحون جاؤوا من الصحراء الغربية التي ترتبط مع السعودية.
وتضم مدينة الناصرية (سجن الحوت)، أحد أكبر السجون الرسمية في العراق الذي يضم المئات من المحكومين من عناصر داعش والقاعدة بالاضافة الى رموز نظام صدام، وهو ما يجعل المدينة عرضه للهجمات الارهابية.
ويقول حسن الوائلي، رئيس كتلة دولة القانون في مجلس ذي قار، ان “الناصرية هدف دائم للمسلحين، ورغم ذلك لدينا 3 أفواج تشارك في العمليات العسكرية”.
وخلال زيارة العبادي الى الناصرية قبل 24 ساعة من الهجوم، يقول الوائلي ان “مجلس المحافظة طالب رئيس الوزراء بإعادة القوات الامنية وزيادة التحصينات بالمحافظة”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here