مناهل ثابت.. عالمة صغيرة تربعت على عرش الكبار.

بقلم: ياسمين الشلال *

الإمكانيات والقدرات العقلية الخصبة بحاجة لمن يرعاها وينميها ويغدق عليها بسخاء لتلك العقول الثرية بعلوم ومناهج علمية تصبو إلى إثراء العلم وتزويده بكل جديد ورفد العالم بعوالم جديدة بعلم هو في تجدد وتطور بين فينه وأخرى.

إذ لا تطور ولا تقدم في شتي العلوم اﻹنسانية إلا باﻹمكانيات المادية وتوفير بيئة عمل مناسبة لتطوير هذا العلم حيث أنها تقف حائلا بين تطوير العمل العلمي واخراجه للنور ليستفيد به العالم لتسهيل سبل الحياة بالعلم.

العالمة اليمنية مناهل ثابت نموذج حي لهذا المثال نقف عند هذا الاسم ونتأمل إنجازاتها العلمية التي قدمتها، وأشادت بأبحاثها أكبر جامعات العالم، إذ حازت على استحسان وتقدير لمجهوداتها العلمية كأفضل عالمة.

عالمتنا الصغيرة مناهل ثابت كما أحببت أن اسميها لكونها حصلت على تقدير عالم وهي بسن صغير، وتربعت على عرش علماء كبار في المحافل الدولية، وحظيت بشهادات لعلماء لهم باع كبير في الفيزياء والكيمياء والتنمية العقلية، أمثال البرفيسور البريطاني توني بوزان. وبرغم من تواجدها خارج أسوار بلادنا اليمن، إلا أنها حقيقة مره في وقتنا الحاضر، في ضَل وجود حرب وتدمير للحياة بشتي أشكالها طال اﻹنسان والبنيان، وبرغم هذه الحرب الدائرة في بلدنا الحبيب اليمن القائمة على تدمير الكيان البشري وخلخلة النفوس، بزرع النزاع الدائر بين أبنائها، وخلق بؤرة عميقة تدعي المناطقية لتشتيت شمل الوطن، في المقابل بلادنا تعاني منذ مدة ليست بالبعيدة من اهمال للعقول العلمية، بكافة مجالاتها وتوجهاتها ، بعدم توفير لهذه الفئة بيئة مناسبة لاظهار ما لديهم من نتاج فكري .

من لايعرف اليمن لن يدرك بأن اليمن خصبة بأراضيها وثرواتها وعقولها، فالعقول اليمنية مبدعة ومعطائه ، ولكن ينقصها الدعم المعنوي والمادي، هذا ماتفتقره بلادنا اليمن الحبيبة ، تلك العقول تهاجر خارج موطنها ، لتجد من يحتضن ابداعاتها، وينميها لتجد الدعم المعنوي والمادي للأسف الشديد، تسخر هذه العقول في خدمة وفائدة وتطوير البحوث العلمية، لمواكبة ورفد هذا العالم بكل ماهو جديد، بمساندة ودعم يعمل على تقديم سبق علمي تستفيد منه تلك الدول .

مناهل ثابت وبرغم ماوصلت إليه من شهرة عالمية ودعم لجهودها العلمية، إلا أنها تصرح دائما أنها من اليمن، وتعتز بأصلها اليمني، ولم تتجرد من أصولها اليمنية أو تتخلئ عن جنسيتها اليمنية ، رغم الكثير من المغريات ومن دول عدة، وظلت معتزة وتفتخر بأنتمائها لتراب هذا الوطن .

مناهل ثابت وبعد سطوع نجمها في بلدها الثاني في دولة اﻹمارات الشقيقة وبرعاية ولفته كريمة من سمو الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم حاكم دبي ونائب رئيس الدولة ، الذي عمل علئ تذليل كافة الصعوبات أمامها ووفر لها بيئة الإبداع ، وكذا القيادة الاماراتية ، كل ذلك للعمل على تطوير بحوثها العلمية، لتنشط وتستوحي لهذا العالم بمفهوم وفكر جديد، يدعم نظرياتها، اختم بالقول بصفتي كمرأة يمنية جامعية ومتحررة ، أسجل اعجابي الشديد بالعبقرية مناهل ثابت، ولكم هو فخر لنا جميعاً أنها يمنية ومن بلدي الام .

*كاتبة ومصورة فوتوغرافية من اليمن

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here