من حق الكرد تقرير مصيرهم

عباس العزاوي

من يحاول ان يكون بطلا قوميا من العرب الشيعة او السنة عليه ان يذهب بنفسه لاقناع البرزاني بالتخلي عن حلمه بتخليد اسمه الى الابد في التاريخ الكردي كأول زعيم كردي انجز لشعبه حلمهم الكبير باقامة دولة ” كردية” برزانية مستقلة, وليبحث معه تفاصيل وحدود حلمه التوسعي ليعرف الجميع ماذا يريد تحديدا وهل هو جاد بهذا؟ ام هي مجرد ورقة يتلاعب بها وقت الحاجة سيما ومعرفته اليقينية بخطورة مايسعى اليه!.

فربما يقلق الرجل تقدمه في السن ويريد تسجيل هذا الهدف المهم قبل نهاية مبارياته السياسية الطويلة والتي لم يلعب في اي من اشواطها بروح رياضية عالية بل بروح عنصرية واستبدادية واضحة او لنقل شوفينية ـ لاني احب هذه الكلمة ـ المصطلح الاكثر استهلاكا في الاعلام الكردي والتي يلوحون بها دائما كهراوة ارهاب وتخويف لكل مخالف لهم بالراي كما يفعل جراوي البعث ضد من يعرّي وحشيتهم وطائفيتهم القذرة لتكون التهمة المصنعة بعثيا جاهزة ” انت طائفي ” انت ايراني ” وكذلك فعلها اليهود قبلهم فهي تعويذة الانتصار السياسي المجربة للصهاينة على جميع الخصوم فكل من يشكك بالهلوكوست او اي من اساطيرهم الدينية ومظلوميتهم التاريخية سيكون بالضرورة ضد السامية ورجعي يجب اجباره على السكوت او الموت!!.

وللامانة التاريخة نقول ان الكرد لم يخدعوا احد ولم يقولوا انهم عراقيون يوما ما او انهم يتشرفون بهذا الانتساب, بل يعتبرون العرب سبب مأساتهم دون تحديد الجهة طبعا!! …بل كانوا ومازالوا يعلنونها كل يوم حتى على مستوى القيادات العليا, وماصبرهم هذه السنوات الا انشغالهم بحلب خزينة العراق باقصى حد ممكن, فما في ايديهم وارضهم لهم ومافي ايدي غيرهم لهم حصة فيه , هذا منطقهم على الدوام , وهذا يعني بان وجودهم في بغداد واشتراكهم في الوزارات والبرلمان وبحصص النفط يضر بالعراق ضرراَ كبيراَ , فرواتبهم من كل هذه المؤسسات العراقية تذهب لكردستان ولايصل لبغداد فلسا واحداً من واردات الاقليم, علاوه على كل هذا هم انفسهم يفضلون الاستقلال والعيش بحرية اكبر بعيداً عن تعسف ودكتاتورية الاغلبية العربية حسب وصفهم!!!.

فلماذا اذن هذا التهافت العربي بشقيه السني والشيعي؟ للاعتراض على الرغبة الكردية بالانفصال رغم فوائده الكبيرة على مستقبل العراق وخزينته التي شفطوها لسنين طوال ومازالوا ناقمين غاضبين معترضين شاكين الى الله ظلم العرب وطغيانهم! وهاهي اربع حكومات تتعاقب على حكم بغداد وعشرات الاتفاقات معهم كان اخرها الاتفاق المعجزة الذي انجزه السيد عادل عبد المهدي !!! والنتيجة استمرار الازمات والمشاكل, وضاع تودد الحكومة ادراج النَفَس المتعجرف لساسة الكرد والتي وصل حدا مخجلاَ بارسال وفد رفيع المستوى لنقل قندرة الاء الطلباني اليها مع اعتذار شديد من رئيس الوزراء شخصياَ لانها هربت من البرلمان حافية القدمين اثناء اقتحامه من قبل المتظاهرين.

فما هو الحل؟هل ستستجدون بقائهم مع العراق بالاسم وهم منفصلون واقعا وبشكل عملي ,هل ستقدمون المزيد من الاموال كي يبتسم لكم الغول الجبلي اللطيف!!؟ ام ستشعلون حربا قذرة ضد الشعب الكردي يذهب ضحيتها ابناء الوسط والجنوب ـ اصدقاء الموت ـ والبسطاء من ابناء الشعب الكردي, ويبقى البرزاني وعائلته الحاكمة بمناصبهم بعيدين عن خطوط النار ولكي نكون اكثر وضوحا ولانخدع انفسنا ب شعارات الوحدة المزيفة فان حكومة بغداد مغيبة تماما في كردستان ولا حضور لها باي شكل من الاشكال, ولاتعرف اي شئ عما يحدث هناك من زيارات وفود ولقاءات ومؤتمرات والكثير الكثير من الممارسات السرية الاخرى!!. اي وحدة هذه؟ واي وطن هذا ؟ شماله لاعلاقة له بجنوبه وحكومته لاتحرك حجرا في شماله!!.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here