واشنطن بوست: تحرير غرب الأنبار بحاجة للتنسيق مع سوريا

ترجمة/ حامد أحمد

بعد قيام القوات العراقية بتطهير معظم مناطق شمال العراق من مسلحي داعش، يحذر مسؤولون أميركان وعراقيون من احتمالية بقاء الآلاف منهم في البلاد وأنهم مستعدون لشن معارك ضارية في منطقة صحراوية بمحاذاة الحدود السورية. القسم الاكبر من المعركة ضد داعش انتهت عندما استعادت القوات العراقية مدينتي الموصل وتلعفر هذا الصيف، ولكن المعركة التي تلوح في أفق محافظة الانبار غربي العراق من المتوقع ان تكون واحدة من أكثر المعارك تعقيداً لحد الآن.
وتتمثل صعوبة تلك المواجهات في مناطق غربي الانبار، كونها مترامية الاطراف ومن الصعب الإحاطة بها، وأن عملية تطهيرها من مسلحي داعش قد تتطلب التنسيق بين القوات العراقية المدعومة أميركياً والنظام السوري وروسيا وإيران. فضلاً عن ذلك، يتوقع مسؤولون أميركان ايضا أن زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي مختبئ هناك .
القوات العراقية استعادت تلعفر في غضون ثمانية ايام فقط، ولكنّ مسؤولين ذكروا بأن ذلك كان أمراً خارجاً عن المألوف وليس خطة جديدة.
الجنرال ستيفن تاونسند، الذي كان لغاية الاسبوع الماضي يترأس قيادة قوات التحالف في العراق وسوريا، قال انه “في الوقت الذي أود ان أقول بأننا قد نرى مثل تلك المعركة في مناطق اخرى في العراق وسوريا، فإننا في حقيقة الامر لا نخطط لذلك … نحن نخطط لمعارك عنيفة ستكون بانتظارنا”.
ولفت تاونسند الى ان “تلك المعارك ستتخللها معركة تحرير الحويجة التي استخدمت كمنصة انطلاق لهجمات من مسلحي داعش على المدن القريبة”، منوهاً الى ان “معركة تحريرها اصبحت اكثر تعقيدا بسبب النزاعات السياسية اضافة الى كونها تقع ضمن المناطق المتنازع عليها”.
محافظ كركوك نجم الدين كريم، الذي أصر على البقاء في منصبه رغم تصويت البرلمان العراقي بإقالته لدعمه اجراء الاستفتاء في المحافظة، قال لـ(واشنطن بوست) ان تأمين الحويجة سيتطلب طريقا طويلا نحو منع مسلحي داعش من شن هجمات.
ويتوقع مسؤول مكافحة إرهاب اميركي، رفض الكشف عن اسمه، “وجود مايقارب من 1000 مسلح من تنظيم داعش في الحويجة ولديهم شبكة اتصالات مع متعاطفين معهم من عشائر سنية وكذلك لديهم خطوط إمدادات تمتد من الانبار الى سوريا”.
واضاف المسؤول الاميركي “هل هناك مايشير الى ان معركة تحرير الحويجة ستكون سهلة كمعركة تحرير تلعفر؟.. أنا لا أعتقد ذلك، هناك الكثير من القتال الصعب أمامنا”.
بقيت مدينة الحويجة مطوقة على نطاق واسع لفترة سنة تقريبا، حيث تحاصرها قوات البيشمركة من الشمال وقوات الحشد الشعبي والجيش النظامي من الجنوب. ويواجه رئيس الوزراء حيدر العبادي مهمة تحديد القوة التي ستتولى قيادة الهجوم وهو قرار من المحتمل أن يشتمل ايضا إشراك قوات البيشمركة.
ويقول محافظ كركوك إن “أحد اسباب قضية تأخير معركة تحرير الحويجة كانت متعلقة بمن سيقود المعركة ويتولى امر المدينة”.
المتحدث باسم قوات البيشمركة العميد هلكورد حكمت قال “لدينا قوات مستعدة لمعركة تحرير الحويجة، ولكن لم نتلق أي أوامر لغاية الآن، ولا نعرف فيما اذا سنشارك في المعركة أم لا”.
مسؤول عراقي بارز في جهاز مكافحة الإرهاب، لم يكشف عن اسمه، قال ان “عدداً من القادة العسكريين يحثون العبادي على شن معركة تحرير الحويجة بالتزامن مع التحرك نحو استعادة مدينتي القائم وراوة في الانبار”.
وقال متحدث باسم الجيش العراقي، رفض التحدث عن تشكيلات قوات تحرير الحويجة، إن “هناك قوات كافية لشن المعركة لتحرير الحويجة ومدينتي القائم وراوة في نفس الوقت”.
ويقول الجنرال تاونسند انه يعتقد بان زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي يتحرك بين القائم والبوكمال في وادي نهر الفرات، مناقضا بذلك الادعاءات الروسية بانه قد يكون ميتا.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here