دبابات تركية تجري تدريبا على حدود العراق قبل أسبوع من استفتاء الأكراد


قال الجيش التركي إن دباباته أجرت تدريبات على الحدود مع العراق يوم الاثنين قبل أسبوع من إجراء استفتاء على استقلال إقليم كردستان العراق الذي وصفته أنقرة بأنه تهديد لأمنها القومي.

وتزامنت التدريبات مع تصاعد الاحتجاجات والتحذيرات من جانب تركيا والحكومة المركزية في بغداد وجارتهما إيران ضد الاستفتاء الوشيك في إقليم كردستان شبه المستقل.

وحذرت إيران، التي تخشى مثل تركيا من أن يشجع الانفصال مواطنيها الأكراد على السعي لطلبه، من عواقب لم تحددها إذا مضى الأكراد قدما في مسعاهم.

وقال رئيس وزراء تركيا بن علي يلدريم إن أي تهديدات داخلية أو خارجية ستواجه برد فوري. ونشرت قيادة الجيش التركي صورا لدبابات مسرعة على عدة طرق مثيرة غبارا خلال التدريبات.

وقال مكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن المحكمة الاتحادية العليا أمرت إقليم كردستان بتعليق إجراء الاستفتاء. وتخشى بغداد وجيرانها وقوى الغرب من أن يصرف الاستفتاء الانتباه عن الحرب على متشددي تنظيم الدولة الإسلامية في المنطقة.

لكن القيادة الكردية في شمال العراق لم تبد أي مؤشرات على التراجع على الرغم من تعرضها لضغط دولي وإقليمي مكثف لإلغاء الاستفتاء بما في ذلك من الأمم المتحدة التي حثت أربيل على الحوار مع بغداد لحل الخلافات المتعلقة باقتسام الأراضي والسلطة عبر الحوار.

* دبابات وصواريخ

في تركيا ذكرت وكالة دوجان للأنباء أن نحو 100 قطعة عسكرية تركية، أغلبها دبابات، شاركت في المناورة على مقربة من معبر الخابور الحدودي مع العراق. كما شاركت مركبات تحمل صواريخ ومدافع هاوتزر.

وقالت مصادر في الجيش التركي إن التدريبات ستستمر حتى يوم 26 سبتمبر أيلول أي تنتهي بعد يوم واحد من موعد إجراء الاستفتاء.

ولم تذكر تركيا تحديدا كيف سيكون رد فعلها في حال مواصلة السعي نحو إجراء الاستفتاء. وقدمت أنقرة موعد اجتماعات حكومتها ومجلس أمنها القومي إلى يوم الجمعة، أي قبل ثلاثة أيام من إجراء الاستفتاء، بهدف مناقشة الوضع.

وفي سياق منفصل قال الجيش التركي إنه نفذ ضربة جوية في شمال العراق يوم الاثنين إذ ”جرى تحييد أربعة إرهابيين“. وعادة ما تشن القوات التركية هجمات عبر الحدود وتقول إنها تستهدف أعضاء في حزب العمال الكردستاني المحظور الذي يقود تمردا في جنوب تركيا منذ ثلاثة عقود.

وقال يلدريم في خطاب في مدينة شانلي أورفة بجنوب تركيا ”على هؤلاء الذين يطاردون أحلامهم في سوريا والعراق أن يعلموا جيدا للغاية أن أي محاولة تهدد أمننا القومي، سواء من الداخل أو من خارج حدودنا، سيكون الرد عليها فوريا وبالمثل“.

وتخوض قوات كردية مدعومة من الولايات المتحدة معارك ضد الدولة الإسلامية في العراق وسوريا. لكن مشاركة الأكراد تسببت في توتر العلاقات بين واشنطن وأنقرة.

وقال مكتب العبادي في بيان إن المحكمة الاتحادية العليا وافقت على طلبه ”بشأن عدم دستورية إجراء انفصال أي إقليم أو محافظة عن العراق“.

والمحكمة مسؤولة عن حل أي منازعات بين الحكومة المركزية العراقية وأي أقاليم ومنها كردستان لكن لا توجد لديها وسيلة لتنفيذ قراراتها في المنطقة الكردية التي لها قوات شرطة خاصة بها وحكومة برئاسة مسعود البرزاني.

كما أصدرت إيران تحذيرا غير مباشر إلى الأكراد إذ قالت إن أمنهم سيتأثر إذا جرى تهديد وحدة العراق.

ونقلت قناة (برس تي.في) التلفزيونية الحكومية عن علي شمخاني أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني قوله ”أي ضرر بهذا المبدأ الاستراتيجي (وحدة العراق) سيؤدي إلى مراجعة وتغيير التعاون القائم بين إيران وإقليم كردستان العراق“.

وخفتت حدة الاحتجاجات التركية نسبيا أثناء الفترة التي سبقت الإعداد للاستفتاء إذ عززت علاقاتها مع حكومة البرزاني وأسست لروابط اقتصادية قوية معها.

وتصدر حكومة البرزاني مئات الآلاف من براميل النفط يوميا إلى أسواق عالمية من خلال تركيا وقالت الحكومة يوم الاثنين إنها اتفقت مع شركة روسنفت الروسية على الاستثمار في خطوط أنابيب الغاز في الإقليم وتصدير كميات كبيرة من الغاز إلى تركيا وأوروبا.

إعداد محمد فرج للنشرة العربية – تحرير محمد اليماني

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here