فرنسا تدافع عن اتفاق إيران النووي وترامب يقول سيقرر قريبا

دعت فرنسا مجددا الولايات المتحدة يوم الاثنين للحفاظ على الاتفاق النووي الذي أبرم مع إيران عام 2015 واقترحت إمكانية مواصلة تطبيقه بعد انتهائه عام 2025 في حين قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه سيتخذ قريبا قرارا بهذا الصدد.

ويواجه الاتفاق النووي بين طهران وست قوى عالمية، والذي يدعو إيران للحد من برنامجها النووي في مقابل تخفيف عقوبات اقتصادية ضدها، اختبارا عسيرا إذ يتعين على ترامب اتخاذ قرار قد يعصف بالاتفاق بحلول منتصف أكتوبر تشرين الأول.

وإذا قرر ترامب، الذي كرر يوم الخميس الماضي رأيه السابق بأن إيران تنتهك ”روح“ الاتفاق، عدم إقراره فإن من شأن ذلك تأجيج سباق تسلح إقليمي.

وردا على سؤال من الصحفيين قبل اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عما إذا كان سيلتزم بالاتفاق قال ترامب يوم الاثنين ”سترون قريبا جدا“.

ووصف ترامب الجمهوري الاتفاق، الذي تم التوصل إليه في عهد سلفه الديمقراطي باراك أوباما، بأنه ”أسوأ اتفاق تم التفاوض عليه على الإطلاق“.

وأثارت إمكانية تنصل واشنطن من الاتفاق قلق بعض حلفاء الولايات المتحدة الرئيسيين الذين ساعدوا في التفاوض عليه خاصة في وقت يواجه فيه العالم أزمة نووية أخرى تتمثل في برامج كوريا الشمالية النووية والصاروخية.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان للصحفيين ”من الضروري الحفاظ عليه لتفادي انتشار (الأسلحة النووية). خلال هذه الفترة التي نشهد فيها مخاطر من كوريا الشمالية ينبغي أن نحافظ على هذا الخط“.

وأضاف ”ستحاول فرنسا إقناع الرئيس (الأمريكي دونالد) ترامب بمدى ملائمة هذا الاختيار (الحفاظ على الاتفاق) حتى لو كان بالإمكان القيام بعمل لاستكمال الاتفاق (بعد 2025)“.

ويتعين على ترامب أن يبت في أكتوبر تشرين الأول فيما إذا كان سيشهد بأن إيران ملتزمة بالاتفاق المعروف باسم ”خطة العمل المشتركة الشاملة“ وإذا لم يشهد بذلك فأمام الكونجرس 60 يوما للبت فيما إذا كان سيعيد فرض العقوبات التي رُفعت بمقتضى الاتفاق.

وقال الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي يوم الأحد إن بلاده سترد ردا قويا على أي ”خطوة خاطئة“ من جانب واشنطن فيما يخص الاتفاق النووي.

وقال مصدر رئاسي فرنسي إن ماكرون سيجتمع مع الرئيس الإيراني حسن روحاني فور انتهاء لقائه مع ترامب لإبلاغه بأنه يجب على طهران أن تلعب دورها في عدم إذكاء نار الغضب الأمريكي بما تمارسه من أنشطة في سوريا ولبنان واليمن.

وبعد لقائه يوم الاثنين على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يلتقي ترامب مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يشارك مثل ترامب للمرة الأولى في التجمع السنوي لقادة دول العالم.

ولكل من الزعيمين الإسرائيلي والفرنسي رسالة مختلفة يود توصيلها إلى ترامب.

وقال نتنياهو قبل اجتماعه مع ترامب ”أتطلع إلى أن أناقش معك كيفية تناول ما وصفته، وعن حق، اتفاقا نوويا مروعا مع إيران وكيفية الحد من نفوذ إيران الإقليمي وخصوصا في سوريا“.

وقال مسؤولون إسرائيليون إنه سينقل مخاوفه إزاء ما تصفه إسرائيل بأنه تحصن طهران العسكري المتنامي في سوريا ودورها فيما بعد الحرب الأهلية فيها.

وقال المسؤولون إن التغييرات التي تريدها إسرائيل في الاتفاق النووي تتضمن إطالة أمد تجميد برنامج إيران النووي الذي يبلغ عشر سنوات أو حتى إضفاء صفة الدوام عليه وتدمير أجهزة الطرد المركزي بدلا من وقف نشاطها بشكل مؤقت.

* فرنسا لا ترى بديلا

تفاوضت على الاتفاق ست دول هي الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين وفرنسا. وستعقد الدول الست اجتماعا مع إيران على المستوى الوزاري يوم الأربعاء.

وكانت باريس قد انتهجت سياسة من أكثر السياسات تشددا تجاه طهران خلال المفاوضات لكنها سارعت إلى إعادة العلاقات التجارية معها وقال ماكرون مرارا إنه لا يوجد بديل للاتفاق.

ويقول المسؤولون الفرنسيون إن إيران ملتزمة بالاتفاق وإنه حتى إذا أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تضمن تنفيذ الاتفاق، خلاف ذلك فإن ثمة آلية قائمة لإعادة فرض العقوبات.

* انقسام القوى العالمية

جادل وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون في 15 سبتمبر أيلول بأن على واشنطن أن تأخذ في اعتبارها التهديد الكامل الذي تقول إن إيران تشكله علي الشرق الأوسط عند صياغة سياستها الجديدة تجاه طهران.

وشدد دبلوماسي فرنسي بارز على أن الاتفاق النووي تحقق بفضل عوامل من أهمها أنه ليس مرتبطا بكل الشكاوى الأخرى التي لدى الولايات المتحدة من إيران.

وفي ضوء هذا الخلاف بين الأوروبيين وإدارة ترامب يقول المسؤولون الإيرانيون إن أمامهم فرصة لتحقيق انقسام في صفوف مجموعة خمسة زائد واحد التي تفاوضت على الاتفاق النووي معها.

وقال مسؤول إيراني كبير من الذين شاركوا في المفاوضات النووية إنه يعتقد أن الأعضاء الأوروبيين في المجموعة ليس لديهم نية إتباع سياسة ترامب المعادية عداء صريحا تجاه إيران.

وأضاف ”هم عقلاء. أنظر إلى المنطقة. أزمة في كل مكان. من العراق إلى لبنان. إيران شريك إقليمي يعول عليه بالنسبة لأوروبا. ليست شريكا تجاريا فحسب بل شريكا سياسيا أيضا“.

وقال الدبلوماسي ”القوى الأوروبية التزمت بالاتفاق. والوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت مرارا التزام إيران بالاتفاق. أما إصرار ترامب على سياسته المعادية تجاه إيران فسيعمق الفجوة بين دول مجموعة الخمسة زائد واحد“.

إعداد محمد فرج للنشرة العربية – تحرير حسن عمار

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here