التطبيع مع إسرائيل.. منافسة عربية غير مسبوقة

في الوقت الذي تتداول فيه الأوساط السياسية الإسرائيلية الأحاديث حول تطبيع العلاقات علانية مع الدول العربية وخاصة الخليجية، ويتزايد السخط الشعبي داخل هذه الدول من تطبيع القيادات السياسية مع العدو الصهيوني، تدخل مصر على خط التطبيع بشكل مباشر، في محاولة على ما يبدو أنها تأتي تنفيذا لـ”السلام الدافئ” مع سلطات الاحتلال.
في خطوة جريئة ومفاجأة، التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو بنيويورك أمس الاثنين، في أول محادثات مباشرة وعلنية بين الطرفين، حيث أعلنت الرئاسة اليوم الثلاثاء، أن السيسي أكد خلال اللقاء على “الأهمية التي توليها مصر لمساعي استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، بهدف التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفقًا لحل الدولتين والمرجعيات الدولية ذات الصلة”، وأضافت في بيان، أنه تم خلال اللقاء بحث سبل استئناف عملية السلام المتوقفة منذ العام 2014، وإقامة دولة فلسطينية وتوفير الضمانات اللازمة لنجاح عملية التسوية بين الجانبين، فيما أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي عن تقديره لدور مصر الهام في الشرق الأوسط وجهودها في مكافحة الإرهاب وإرساء دعائم الاستقرار والسلام في المنطقة.

محمد بن سلمان في إسرائيل
يأتي اللقاء المصري الصهيوني بعد أيام قليلة من تناقل بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية، أنباء عن إجراء ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، زيارة سرية إلى إسرائيل كخطوة على طريق تطبيع العلاقات بين البلدين، حيث بدأ الجدل بعد نشر موقع “هيئة البث الإسرائيلي باللغة العربية”، خبرًا يقول إن “أميرًا من البلاط الملكي السعودي زار البلاد سرًا خلال الأيام الأخيرة، وبحث مع كبار المسؤولين الإسرائيليين فكرة دفع السلام الإقليمي إلى الأمام”، وأكد الموقع حينها أن هناك اتجاها واضحا لتدشين مرحلة جديدة من العلاقات الجيدة بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، على رأسها السعودية، مشيرًا إلى زيارة أجراها رئيس المخابرات السعودية السابق، أنور عشقي، لإسرائيل قبل حوالي عام.
ورغم انتشار خبر الزيارة، سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو وكالات الأنباء العالمية، إلا أنه لم يصدر أي نفي رسمي من المملكة، كما رفض الكيان الصهيوني التعليق عليه، فيما أكدته العديد من وسائل الإعلام الصهيونية من بينها إذاعة “صوت إسرائيل”، وموقع “RGN” الإسرائيلي، الذي أكد أن الأمير الذي زار إسرائيل سرًا هو محمد بن سلمان، وكان يرافقه وفد أمريكي رفيع المستوى يضم مسؤولين أمنيين وعسكريين كبار، إلى جانب وفد سعودي كان من بينهم رئيس المخابرات السعودية السابق، أنور عشقي، وهو ما أكدته أيضًا صحيفة “ميكور ريشون” الإسرائيلية، وجريدة “جيروزاليم بوست” العبرية، وصحفية “نوغا تارنوبولسكي” المتخصصة بالشأن الإسرائيلي.
وفي السياق، قال الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات الإسرائيلية، ياكوف كدمي، إن الاتصالات بين إسرائيل ودول الخليج العربي أعمق مما يذاع عنه في الصحافة، وأضاف أمس الاثنين، أن الاتصالات السعودية الإسرائيلية على وجه التحديد قديمة جدًا.

البحرينيون في تل أبيب
قبل ساعات من لقاء السيسي بنتنياهو، كشفت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، أن ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، أكد للحاخام اليهودي أبراهام كوبر، رئيس مركز إيلي فيزنطال بلوس أنجلوس، ورفيقه الحاخام مارفين هاير، حق مواطني البحرين في زيارة إسرائيل، وأعلن عزمه فتح الطريق قريبًا أمام مواطنيه للسفر إلى تل أبيب، معربًا عن معارضته المقاطعة العربية لإسرائيل.
التنافس العربي على التطبيع مع الاحتلال والتنسيق معه سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا، أصبح واضحا وعلنيا بشكل غير مسبوق، وهو ما يتناسق مع تصريحات القادة الصهاينة حول أن السلام وحل القضية الفلسطينية لم يعودا شرطًا للتطبيع العربي الإسرائيلي، وأن العلاقات بين الدول العربية وتل أبيب وصلت لمراحل متقدمة وغير مسبوقة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here