العراق والشعب وشقاوات السياسة !!!

العراق والشعب وشقاوات السياسة !!!

قبل فترة ليست بالبعيدة سمعنا خبر حول اطلاق نار بين اثنين من السياسيين العراقيين وفي قناة دجلة العراقية ، لولا تدخل العاملين في القناة لحدث ما لم تحمد عقباه والاثنان هم من السياسيين العراقيين المفروض ان يحافظوا على راحة وامن واستقرار البلاد ولكنهم إرتأووا ان يعاملوا بعضهم بشكل غير لائق وغير حضاري وغير مقبول باشهار مسدساتهم وكانهم قتلة ومجرمين في الوقت الذي يجب ان يكونوا اكثر تعقلاً ، وبعدها بدا الاثنان بالصاق التهم ببعضهما البعض محاولين ان يبرروا عملهم المشين والمخزي .
ولدينا النواب الذين تمت اقالتهم ، لايريدون ان يقبلوا او يصدقوا انهم ليسوا في مناصبهم الرسمية فنراهم يمارسون مهامهم اليومية في اللقاءات والزيارات الى دول الجوار ويتم استقبالهم وكانهم رؤساء دول وليسوا مقالين وهذه الدول لاتعير اية اهمية بقرارات رئيس مجلس وزراء دولة معترف بها دولياً والمفارقة لايطالب السيد حيدر العبادي بصفته رئيس مجلس الوزراء العراقي ، من هذه الدول ان تكف عن التدحل في شؤون العراق .

ولدينا سياسيين يشكلون احزاب وحركات من الخارج ويخصون البعض من العراقيين بها دون الاخرين ويطالبون من العشائر ان تنضم اليهم ومن المرجعيات الدينية ان تساندهم وكان العراق قد اصبح سوقاً كبيراً وفيه من الدكاكين المتنوعة التي تخرج الينا بين الفينة والاخرى ، وستخرج من هذه الدكاكين المربحة كثيراً دكاكين اخرى ليستمر الوضع من سيء الى اسوء وكأن العراق يحتاج الى فوضى بالاضافة الى الفوضى الموجودة على الساحة السياسية .

ولدينا في سلك الشرطة والجيش وحتى الدوائر الرسمية التي من مهامها تمشية امور المواطنين من الخونة والفاسدين والمرتشين اللذين يحملون من الافكار البعثية والمذهبية والقومية الكثير ولايريدون التخلص من عقدهم وامراضهم النفسية المتجذرة في اعماق اعماقهم انفسهم المريضة اصلاً ، اللذين يقتنصون الفرص للربح والفائدة وحتى الخيانة لضرب هذا الوطن الجريح واهانة المواطن العراقي الذي عانى الكثير على يد النظام العفلقي المجرم ويريد ان ينسى همومه اليومية .

ولدينا من رؤساء العشائر والبعض من المحسوبين على العراق ممن يتعاونون مع الدواعش القتلة ويمدون يد المساعدة اليهم بالمال والسلاح والمجرمين الملثمين من العراقيين الدواعش ، مضيفين الى خيانتهم للعراق تعاونهم مع الدول المجاورة التي لاتريد الخير للعراق واخذ المال والسلاح منهم لتخريبه دون اي ضمير او انتماء لهذا الوطن .
ولدينا شعب لايتحرك ساكناً وليس له دوراً فاعلاً لوقف هذه الاعمال اليومية التي تحدث في العراق وتراهم ينتظرون من ينقذهم ويخلصهم من جميع هؤلاء ولايريدون ان يقولوا كلمتهم الفصل وينتظرون نهاية الاسبوع ليخرجوا ويحملوا اللافتات المكتوب عليها كلمات وجمل لايمكن ان تغير شيئاً من الوضع متصورين انها ستغير العملية السياسية برمتها وستقضي على الدواعش والخونة والفاسدين والسياسين الكارهين للعراق ، ومتصورين ان العراق هو بلد اوربي يمكن ان تسقط الحكومة بمظاهرة واحدة او اكثر .
هؤلاء جميعاً يساهمون بشكل وبآخر تخريب العراق دون اي شعور بالمسؤولية او انتماء متناسين ان العراق اليوم بحاجة للجميع لبناءه وتطويره واخراجه من الدمار والتخريب والقتل اليومي والحقد والكراهية ، هذا البلد الغني بثرواته التي تنهب كل يوم وكأنه اصبح حلال سرقته دون اي رادع قانوني او حتى انساني .

فالى متى سيبقى العراق لعبة بيد هذا وذاك ؟؟ والى متى تبقى دول الجوار تتدخل في الشأن العراقي في الوقت الذي لاتقبل هي ان تتدخل اية دولة في شؤونها الداخلية ؟؟ والى متى يبقى الشعب العراقي صامتاً ؟؟
بقلم
جلال باقر
‎2015-‎11-‎29

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here