كوردستان أصبحت لعب كبير في سوق النفط العالمية …

بات من المؤكد أن إقليم كوردستان العراق ماضي في إجراء الاستفتاء في 25 من الشهر الجاري رغم كل الضغوط التي تمارس على الإقليم من الدول ذات العلاقة بالشأن الكوردستاني حتى هددت البعض منها كتركيا وإيران بغلق الحدود بوجه الإقليم إذا ما لم يتم تأجيل الاستفتاء على استقلال كوردستان المزمع إجراء بعد خمسة أيام من ألان ، إلا إن رب سأل يسأل هل ستقاطع هذه الدول وخاصة تركيا وإيران العلاقات مع إقليم كوردستان إذ ما أصرت على إجراء الاستفتاء وخاصة من الناحية التجارية وهل سيؤثر على الإقليم وحدهُ أم إن التأثير سيكون على الطرفين وماذا فعلت حكومة إقليم كوردستان لتجنب هذا المخاوف والتهديدات التي تحدق بالإقليم وشعبه الذي ينوي ممارسة حق طبيعي من حقوقه .
لقد أدركت القيادة الكوردية إن الخطوة التي ستجريها وخاصة الاستفتاء لن تروق لبعض الدول وخاصة دول الجوار الذين كانو السبب في عدم نيل الكورد حقوقهم وعلى مر قرن ، ألا أن الحكومة ورئيسها وزراءها نيجيرفان بارزاني عمالا على تثبيت قاعدة مهمة في أذهان ونفوس قادة و أصحاب القرار في تلك الدول على إن إقليم كوردستان حكومتا وشعبا محبين للحياة وعامل استقرار مهم وشريك لا يمكن الاستغناء بل يمكن الوثوق به ، ناهيك عن الموقع الاستراتيجي الذي يتحلى به الإقليم فضلاً عن مكانتها التجارية والاستثمارية و التي جذبت العديد من الشركات المستثمرة ويمكن تقدير حجم التبادل التجاري بين كوردستان وتركيا بحدود 10 مليار دولار أمريكي ويعد إقليم كوردستان أهم مناطق الاستثمار للشركات التركية حيث يعد كوردستان ثاني أكبر مستورد من تركيا كما يعد الإقليم الممر الوحيد والأمن لخط الأنبوب النفطي الذي يربط الإقليم والعراق بتركيا ومن ثم إلى ميناء جيهان والى أوربا والعالم حيث من المستبعد الأقدم على هكذا خطوة تؤثر على اقتصاد تركيا التي تعتبر الاقتصاد أهم عامل من عوامل الدولة حاليا و اقوي العوامل في تعمل الدول في تأمين مصالحها، وكذلك الأمر بالنسبة لإيران حيث تقدر أجمالي التبادل التجاري بينها وبين الإقليم بحوالي (8) مليارات دولار أمريكي ، لكن مع هذا لا يستبعد قيام هذا الدول بمثل هذا الخطوة وبالتأكيد سيكون له الأثر السلبي على موطني كوردستان كما سيكون في الوقت نفسه مؤثرا سلبيا على الجانب الأخر المقاطع .
هناك قاعدة اقتصادية فقهية يمكن القياس عليها واعتمدها على هذا الحالة و جميع تعاملات الدول وهي انه ليس هناك سياسية تدير الدولة بل هناك اقتصاد هو الذي يدير أو ينظم العلاقات الدولية بين الدول وعلى أساس المصالح الاقتصادية فقطر التي قاطعتها أغلب دول الخليج أو بالتحديد المجاورة لها بحجة دعمها للإرهاب ، إلا إن الاقتصاد القوي الذي تتمتع به قطر جعلها تقاوم ذلك الحصار ، علية فبالرغم من كل تلك التصعيدات ضد الإقليم فجأة رئيس حكومة إقليم كوردستان الجميع باتفاقية جديد ضمن سلسات الاتفاقيات العديد التي عقدتها مع عدة شركات وأصبح بذلك لعب كبير يحسب لها إلف حساب في سوق النفط العالمية حيث وقعت حكومة الإقليم وبحضور نيجيرفان بارزاني مؤخراً اتفاقية جديد مع شركات روز نيف الروسية تلتزم الأخيرة بإنشاء أنبوب لتصدير الغاز الطبيعي من كوردستان الى تركيا ومن ثم إلى أوربا و بتكلفة تقدر بمليار دولار أمريكي لإنشاء هذا الأنبوب حيث بأمكنة تصدير الغاز الطبيعي إلى أوربا وبقدرة 30 مليار متر سيجا سنوياً ، ومن المتوقع أن يتم الانتهاء منه والبدا بالتصدير بحلول 2020 هذا وقد وقعت الشركة سابقاً عقداً مع حكومة الإقليم عند مشاركة وفد برئاسة رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني في منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي بشراء نفط الإقليم ولمدة 20 عام .
يأتي هذا الاتفاق في الوقت الذي تصاعدت فيها لهجة المعارضين للاستفتاء وخاصة الدول المجاورة للإقليم كتركيا وإيران وان الإقليم سيكون بمعزل عن العالم اجمع حتى جاء هذا الاتفاق معززاً ما قد عملت عليه الحكومة في السنين السابقة من جعل الإقليم محط أنظار الشركات العمالقة كشركة روز نيف التي تعد من أهم الشركات العمالقة في مجال الطاقة ولها ثقلها في القرار السياسي في روسيا ، نعم فعلها رئيس حكومة الإقليم الذي برهن على أن استمرار الإقليم في بناء العلاقات البناء وتبادل المصالح وان الشعب الكوردي يريد العيش بسلام بعيداً عن الصراعات ، ومن زيادة مصالح دول العالم في كوردستان لزيادة الدعم الدولي .
المحامي يوسف عبدالباقي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here