مقترحات لإصلاح آخر ماتبقى من ..وطن !(5) إذا كنت سياسيا ..إليك نصائح بخلاف الميكافيلية ؟ !

احمد الحاج

إلتقيته ذات يوم منكبا على الصفحة ماقبل اﻷخيرة لصحيفة محلية – أربع نسخ منها بـ 250دينارا – يحل بشغف الكلمات المتقاطعة التي ظهرت لأول مرة عام 1913في صحيفة “نيويورك ورلد” الأمريكية ، وما إن رآني حتى سألني ببلاهة وهو شارد الذهن، يشيح ببصره بعيدا عني وآخاله كان ينظر الى خمس ﻻفتات نعي سوداء بتواريخ مختلفة لخمس شبان بعمر الورود فقدوا حياتهم خطفا و إغتيالا و مرضا بأماكن مختلفة معلقة على الجدار الخلفي المائل و المتكئ على مكب النفايات لمدرسة ابتدائية متهالكة تحمل اسم “الشهيد فلان الفلاني” ، فيما كان الطلبة يرفعون العلم الذي لم ير – التايت – منذ عامين ولكن من غير إطلاق رصاص كما في السابق، ﻻ ﻷن الرصاص أصبح محرما وظاهرة غير حضارية – موعيب – بل ﻷنه بات مخصصا للقتل والاقتتال الجماعي وللمآتم والاعراس والعراضة العشائرية اضافة الى فوز المنتخب العراقي – بالدفرات – في بطولة كروية ما ، بدلا من الإحتفاء بالعلم : (كلمة من خمسة أحرف ؟! ) .

قلت : سياااااسة ، على وزن نجااااااسة !

قال مبتسما : أحسنت ، سياسة ، سيفعل ممتهنها أي شيء للحفاظ على وظيفته، حتى لو أضطر لأن يصبح وطنياً ، كما يقول ويليام رونالدولف ، لحين ، أن ” يفقد الوطن بكارته ” ، على حد وصف نزار قباني ، و” تحول كل قبيلة فيه الى أمة بذاتها ” كما يقول جبران خليل جبران!!

كلمات مربي اﻷجيال المتقاعد غير المتقاطعة تلك والذي تجاوز عمره السبعين عاما ونيف ظلت ترن في أذني ، لعلمي أنه قالها عن وعي تام في بلد يضم اليوم 330 حزبا يرجح ان تصل الى 500 بناء على قانون الاحزاب المتساهل رقم (36) لسنة 2015 بحسب خبير قانوني ،كلمات قالها المربي الفاضل بعيدا عن مقدمات الزهايمر التي بدأت تزحف كدبيب النمل الى رأسه الخالي من الشعر ، المملوء بالمعرفة وباﻷخص أنه مؤلف ومحقق لـ 50 كتابا أو أكثر !

ولكي ﻻتصبح السياسة عارا يلاحق أصحابها لكثرة ما لصق بها وبهم في العراق من آثام ورزايا ومفاسد يستغيث من هولها أهل الارض قبل السماء ، وبخلاف الميكافيلية التي تبرر الوسائل للوصول الى الغايات، أقول :

اذا كنت سياسيا فلاتشعل فتنة دهماء لتنال مكانة عند دولة أخرى مجاورة أو بعيدة لها مصالح جيو سياسية في بلدك ﻷن الدماء التي ستسيل بسببك أنهارا ستلعنك وذريتك الى أبد اﻵبدين وﻻت حين مندم ،ﻻ تصمت دهرا حين يقتل أهلك ويهجر ناسك وتنتهك حرمات مدينتك وتغير معالم محافظتك جغرافيا وديمغرافيا ثم تنطق كفرا عندما يطلب منك المحرض – تصريحا – مدفوع الثمن دفاعا عنه ، ﻻتغازل جمهورك بما يتطلعون اليه جهرا وتعمل بالضد منه بالاتفاق مع أعدائه من خلف الكواليس سرا – تره ماكو شي ينضم – ،ﻻ توقد حربا تلو أخرى مبدؤها كلام وتقامر بأتباعك ها هنا و هناك ، وكلما أطفأ الله تعالى نارا للحرب سعرت نيرانها مجددا مع سبق الإصرار والترصد ، وعلى جمهورك ان يعلم بأنك سياسي ومن صفات السياسي كما يقول ، كاسكي سيتنيت ، ” هو ذلك الشخص الذي يمكنه أن يقول لك عبارة (اذهب الى الجحيم) بأسلوب يجعلك تتطلع تلقائياً إلى تلك الرحلة ” وبالاخص اذا كان الموما اليه يدفع نسبة من – طحين الحرب وغنائمها – الى واعظه – ولكل حزب وتيار وكتلة وتحالف – راسبوتينه المدنس ﻻ المقدس – الذي يعمل على إضفاء الشرعية والقانونية على القرارات والسرقات والاختلاسات السياسية وان أدت الى هلاك اﻷمة وضياعها بأسرها وان ضربت بعرض الحائط كل تعاليم السماء مادامت النسبة المادية والاعتبارية محفوظة ، ﻻتنتقد بعد كم الظلم والطغيان والدناءة والاقصاء والتهميش الذي ارتكبته بحق شركاء الوطن ، إعلان اﻵخرين عن رغبتهم الجامحة بالانفصال عنك وعن هرائك اللامتناهي والذي يتجدد مع كل دورة – انتحابية – وﻻ أقول انتخابية ، ان كنت حزينا لفقدهم ورحيلهم وانفصالهم حقا ، اشرع فورا وأثبت حسن نواياك قولا وعملا وتقريرا – مو حجي جرايد – ،أجب بنفسك عن تساؤلات جمهورك الحائرة وعن الشكوك التي تثار من حولك ضدك واكتبها للتأريخ بصدق وأمانة وﻻتترك لخصومك فرصة كتابتها ﻷنهم – سيلعنونك بمعية جمهورك الذي خدعته طويلا مع اللاعنين – ، وﻻؤك يجب ان يكون لبلدك وشعبك حرصا على ثرواته ومستقبل ابنائه فحسب ﻻ للأجنبي الذي تحمل جنسيته الثانية وربما الثالثة والذي نصبك ببركات وعاظ السلاطين بأكاذيب لم تصمد أمام الحقائق حتى يومنا هذا ، صحيح، ان ” رجل السياسة لا يصدق أبدا فيما يقوله، وأنه يفاجأ إذا ما صدقه أحد” كما يقول ، شارل ديغول، اﻻ أنه يتوجب عليك أن تصدق هذه المرة ﻷن أعداد النازحين والمشردين والفقراء والمساكين والعاطلين والمعاقين تجاوزت من جراء أكاذيبك الـ 10 ملايين ، فماذا ستقول غدا انت وواعظك المكار يا عابد المنصب والدولار ، لرب العالمين المنتقم الجبار ؟! اودعناكم اغاتي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here