الرسول العربي..والهجرة النبوية..والإستفتاء الموعود!

حامد شهاب

ماكان للنبي العربي الرسول محمد سيد الكائنات (ص) أن يهاجر من مكة الى المدينة ، ويكون كثير من المؤمنين برسالته في عداد (النازحين) لو لم يلقى أتباعه الأذى من قريش، التي نالوا منها شتى صنوف القهر والإزدراء والاعتقالات والسجون السرية..حتى ان قريشا في ذلك الزمان حكمت على اتباع النبي بـ ( 4 ) إرهاب..بالرغم من انه لم يكن هناك (دستور) ولا (محكمة إتحادية) !!

ولو ان قريشا أجرت (إستفتاء) بين أفراد قبيلتها : هل تقبلون برسالة النبي محمد (ص) وتؤمنون به، أم تفضلون البقاء على منهج الكفر والضلالة ، لفضلت قريش ان تبقى موحدة ( كافرة) ولا أن تدخل في دين الإسلام!!

ولو أن الرسول محمد (ص) قبل بـ (الإستفتاء) لكان قد عاد الى غار حراء ، وربما أرسل جماعته الى كردستان العراق، والعمل كـ (معارضة) ، ضد قريش ومن وقف بوجه دعوة الرسول الى الإسلام!!

الهجرة النبوية يا سادتي الكرام، (انتقالة نوعية) في مسار الاسلام ، بالرغم من انه لم يكن هناك (سنة ولا شيعة) ولا (أئمة معصومين)، وكان الاسلام دين التوحيد الذي لايقبل سوى بالحقيقة الكبرى ان الله هو الأكبر وان محمدا عبده ورسوله!!

ولو دعا الرسول (ص) الى (استفتاء) على خلافته بعد الموت، لربما اختاروا أسماء أخرى غير الخلفاء الراشدين، لكنه دعاهم الى (الشورى) بين أهل العقد والحل ، لحل تلك الأزمة بعد وفاته!!

ولو ان الإخوة الكرد أجروا (إستفتاء) على (لبن اربيل) هل هو لبن جيد ام رديء، لقال ملايين العراقيين من العرب والكرد أن لبن أربيل طيب المذاق..وهو وإن إفتتح له فرعا قبل عقود مقابل (وزارة الدفاع) لكن الإخوة الكرد لم يكن يعرفوا مقر وزارة الدفاع العراقية لولا وجود فرع لبن أربيل بقربها!!

ولو إجري استفتاء على ( قيمر السدة ) وهل هو فعلا من أروع انواع القيمر العراقي البغدادي لقال ملايين العراقيين انه غذاءهم الذي يفضلونه كل يوم!!

ولو أجري استفتاء على (شربت زبالة) وما اذا كان طيب المذاق ام لا، لقال ملايين العراقيين بضمنهم الإخوة الكرد أن (شربت زبالة) رائع فعلا وليس فقط طيب المذاق!!

ولو ان جماعة اتحاد القوى استفتوا شعبهم في المحافظات الست : هل تفضلون البقاء تحت دولة شردتكم نازحين في مدن الدنيا وقتلت منكم واعتقلت مئات الالاف واعتبرتكم مواطنين من الدرجة العاشرة ومن (النوع المدني) لقال ملايين منهم انهم يفضلون إقامة (دولة) أو (أقاليم فدرالية) في الحد الأدنى لهم على غرار مطالبة (كردستان) بالانفصال عن العراق، يخلصون فيها من (إضطهاد) بني جلدتهم من التحالف الوطني الذين ساموا مدن تلك المحافظات وقراهم سوء العذاب!!

ولو أجري استفتاء على قبول (دولة دينية) تقوم على (حكم الطوائف) لرفضها كل العراقيين ، بالرغم من انها موجودة على أرض الواقع، وبالرغم من وجود (دستور) يحكم العلاقة بين العراقيين، الا ان كثيرا من السياسيين ومن مختلف الكتل، ما ان اختلفت مصلحته معه، حتى (بال) على الدستور ، إن لم يمزقه ويضعه في أقرب (حاوية للنفايات)!!

مشكلة العراقيين ان الأقدار ( طيحت حظهم) ما ان حولوا الاسلام الى دين (تجارة) يباع ويشترى في (سوق النخاسة) ، وتحاورت (العمامة) بمختلف ألوانها مع (الشيطان) الأكبر والأصغر ، ولم يعد حتى القران الذي هو (الدستور الأكبر) من يعترف به أو يقبل به، حاكما بينهم ، وراحوا يؤلفون ( قرائين) أخرى على هواهم، وينسجون من (الاختلاقات) و (المذاهب) التي ما انزل الله بها من سلطان، لا ليوحدوا العراقيين، بل ليحولوهم الى (أغلبيات وأقليات) و طوائف وملل ، تتقاتل فيها بينها، حتى ضاع دم العراقيين بين القبائل!!

ولو أن (أهل البيت) رضوان الله عليهم أجمعين ، ظهروا الآن، لرجموا العراقيين بالحجارة، لكي (يطهروا) بقية خلق الله من (الرجس العظيم) الذي حولهم من إخوة متحابين متآلفين منذ الاف السنين، الى (إخوة يوسف) الذين تحالفوا بينهم لا ليحفظوا كرامة أهلهم ويبعدوا الشر عن بلادهم، ولكن لأن احدهم كان والدهم يهتم به اكثر من الآخرين، كونه عرف انه سيكون (نبيا) ودبروا له (مؤامرة) حيكت بليل ، في (انقلاب سياسي) والقوه في اليم، حتى لايكون هو (الزعيم المرتقب) ، وباعه من عثر عليه بثمن بخس دراهم معدودة ، الى ان نجاه الله ، وبقية قصته معروفة ، يرددها العراقيون كل يوم، حتى ان الاخوة الكرد في سنوات سابقة ارسلوا (مجموعة استخبارية) ايام الحرب العراقية الايرانية الى بغداد، لمعرفة عدد من يقتلون في تلك الحرب، وما ان رأت المجموعة أنذلك كثرة (الفواتح العراقية) ،التي تقرأ فيها (سورة يوسف) حتى عادوا واخبروا حكومتهم (ان العرب أكلهم الذئب) ولم يتبق منهم الا قليل، عله يكون بمقدور ساسة الكرد أنذاك شن حرب على اخوتهم العرب، مستغلين انشغالهم بالحرب مع ايران..وما دروا ان العراقيين ، في كل مواجهة يقدمون اراواحهم رخيصة من اجل العراق، عندما تدلهم الخطب وتستباح الاوطان..فكانوا بررة ميامين ، وقد لقنوا من شن الحرب عليهم دروسا مرة وجرعوهم كؤوس الحنظل!!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here