باحث من معهد واشنطن يستعرض الأسباب التي تدفع إسرائيل لدعم مشروع الدولة الكردية

أكد الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، يائير غولان، ان هناك اعتبارات أمنية تملي موقف إسرائيل لدعمها إقامة دولة مستقلة للكرد، مبينا ان أحد هذه الاعتبارات هي إقامة جبهة ضد “التطرف الإسلامي”.

وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية في تقرير لها، أن إسرائيل تفردت بالتصريح علناً عن دعمها لإقامة دولة مستقلة للكرد، حيث يرى محللون ومسؤولون أن إعلان رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، إجراء استفتاء، في الخامس والعشرين من أيلول الحالي، أثار ردود فعل إقليمية ودولية، داعية إلى الإلغاء أو التأجيل.

ونقلت “فرانس برس” عن الجنرال السابق، يائير غولان، قوله في وقت سابق من هذا الشهر، إنه معجب بـ”فكرة كردستان مستقلة”، مبينا أنه “بالنظر إلى إيران في الشرق، وبالنظر إلى عدم الاستقرار في المنطقة، فإن كياناً كرديا متينا ومستقرا ومتماسكا وسط هذا المستنقع، ليس فكرة سيئة”، حسب تعبيره.

وأضاف غولان أن هناك تعاونا جيدا بين إسرائيل والشعب الكردي، منذ أوائل الستينات.

وقال الوزير الإسرائيلي السابق جدعون ساعر، إن الكرد بحاجة إلى تحقيق دولة مستقلة، كونهم مثل اليهود أقلية في الشرق الأوسط، كما ان الكرد كانوا وسيبقون حلفاء طويلي الأمد يُعتمد عليهم.

وأوضح ساعر “علينا أن نشجع استقلال الأقليات التي ظلمتها الاتفاقيات الإقليمية منذ سايكس-بيكو، على مدار المائة عام الماضية، وتعرَّضت للقمع تحت أنظمة استبدادية مثل صدام حسين في العراق، وعائلة الأسد في سوريا”.

وأشار إلى جهود إقليم كردستان في صدِّ الهجمات التي قام بها تنظيم داعش وتنظيمات إسلامية متطرفة موضحاً أنه “بالنظر إلى موقع الكرد على الخارطة، فإنك ترى أن بإمكانهم تشكيل سد يمنع انتشار الإسلام الراديكالي في المنطقة. عملياً رأيناهم يقاتلون تنظيم داعش بمفردهم”.

من جانبها قالت رئيسة مركز الدراسات الكردية في جامعة تل أبيب، عوفرا بنغيو، إن إسرائيل قامت بتزويد كردستان بمساعدات سرية عسكرية واستخباراتية وإنسانية، في الفترة ما بين 1965-1975، مشيرة إلى ان الكرد ساعدو في سبعينيات القرن الماضي بتهريب اليهود من المدن العراقية إلى الخارج، كما أنهم لم يشاركوا في الحروب العربية ضد إسرائيل في عامي 1967 و1973.

وتابعت بنغيو، مؤلفة كتاب “أكراد العراق: بناء دولة داخل دولة”، قائلة “لا أعرف إلى أي مدى يمكن أن تكون فيه كردستان حليفة، لأنها ستتعرض لضغوط نتيجة عوامل عربية مختلفة، ولكنها على الأقل لن تكون معادية لإسرائيل، وهذا مؤكد”.

واعتبرت أن “الأمر الأكثر أهمية سيكون تشكيل منطقة عازلة ضد العناصر المتطرفة، ليس إيران فحسب، بل غيرها أيضاً، في إشارة إلى تنظيم داعش والميليشيات العراقية الشيعية”.

وكان مسؤول إسرائيلي سابق، طالب رئيس حكومة بلاده، بنيامين نتنياهو، باستخدام نفوذه في الولايات المتحدة، وذلك من أجل “تعزيز موقع الكرد في لحظة حاسمة للغاية في نضالهم الوطني”، حسب قوله.

يذكر أن الولايات المتحدة أعلنت في وقت سابق، عن رفضها لإجراء استفتاء كردستان، حيث ترى أنه يشكل عائقا أمام جهود الحرب ضد تنظيم داعش بقيادة الكرد والعرب في العراق وسوريا.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here