رفرف يا حمام (2)

رفرف يا حمام (2)

عبد صبري أبو ربيع

سقط اللثام وبان اللئام

رفرف يا حمام

أين عشاق السلام ؟

أختلفوا فأنقطع الزمام

والموت يجوب الأيام

من كل لون ومقام

جاؤا يحملون الخصام

والشعب يأبى الأنقسام

وعيون الوطن أتعبها المنام

لم الصمت والوطن يستظام

بين ليل الشياطين والأقزام

خذوني وردوني الى الأرحام

وخلصوني من هذه الأحزان والأوهام

أكل الدهر منا اللحم والعظام

رفرف يا حمام

أين عشاق السلام ؟

والبيت القديم يلتام

والجنة وطني

وأهل الشر حِمام

والسائق ثملٌ محتام

أركض برجليك عسى

أن ترى الخبز حلال

والطيبات زؤام

الجار منتفخ

يريدني حيثما يريد

حتى يطيب له المقام

فلا أقسم بالشفق

ومؤتمنٌ بلا حدق

والدوي في الطرق

إذا دقت أجراس الكنائس

وبُعثرت النفائس

وأحترق الحارس

لاذت بنفسها سيدة العرائس

بين الناقوس وصرخة الفارس

كيف تموت رؤوس الأبالس

كل مرة تجرجرني العيون

وتتركني في الشوارع

لعلي أحظى بعيشة الصوامع

كأنني غريبٌ وأنا أبنها

وجذرها الدائم

أرتمي على الغريب

وأنا أبنها الحازم

سيدتي أعذريني

من هذا النحيب

ورقة المشاعر

وأنتفاخ الطبيب

كل شيء ينهار

ليلها والنهار

والحرام حلال

وحلالها حرام

والجيوب منتفخة

سكارى أهل المدينة

بين مسافر وبين حاكم حاكم

لمن الشكوى

والأبواب ليلها مدلهم

عجباً تريدني كالعبيد

وأنا الذي أعطاك حكماً فريد

رفرف يا حمام

أين عشاق السلام ؟

النزف في الجروح

ودمائنا الحمراء دعاء

والدوي يأكل أبناء الشقاء

يا سيدي أيها البيت القديم

حكاياتنا تنام على الرفوف

نامت نومة أهل الكهف

والضفادع تتقافز

في كل الجيوب

كيف أسأل عنك

وأنت أيها الشريد

أيها الطريد

تحمل جراحك بين الضلوع

وفمك مقفلٌ بألف قيدٍ وحديد

تسأل عن دمية الطفوله

وقد أحرقتها عيون البارود

تركوك تفتش عن جسمك

المضرج بالدماء

يقولون أخوتك ناموا

بين الوادي والسهوب

والحمام فر الى بلدٍ غريب

والإنكسار يملأ العيون

وفاتنة الحي

بين المصباح والسرير

تأن من فرط الأفراح

وأنت تأن من شغف الأحباب

حتى حمامات الدوح

ينتظرن السكون

وأنت مجنونٌ مجنون

يا سيدي المحتار

صدقني أنت في بحر من الذهب

وأنت الذي تقف على الأبواب

تسأل عن حلمك المهجور

أبكي يا عين

الدمع يشفي الأنين

أيها الصامت صمت الأحجار

والواقف على رأسك المهصور

ممتلئ بالنفايات

ما بها حمالة المزبله

جمالها يسلب العقول المقفله

كاحلها أسود ويداها أسودت

من كثرة الخداع والجشع

فمن يستمع

وقد وضعنا الفراخ من جديد

والعمر تأكله السنين

يا صاحب الحكم الهجين

دلني أين طريق المجانين

لا أرى ولا أسمع

حتى أستكين

والبيت القديم لا يلتام

رفرف يا حمام

أين عشاق السلام ؟

نثروا الطرقات بالأقاويل

وأتعبني الأنين

لا لن أكون كالعبيد

وأنا أبنها المقاتل والشهيد

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here