أما المضي قدما في عملية الاستفتاء أو التخلي عنها نهائيا

أما المضي قدما في عملية الاستفتاء أو التخلي عنها نهائيا

نعتقد و نظن بإن أسوأ حلول و أكثرها هزالة يمكن أن تنتهي إليها عملية الاستفتاء المزمع إجراؤها في الإقليم ، إلى قرار بتأجيلها المؤقت وليس بإلغائها النهائي ..
و ذلك لأنه حتى الساذج و الأبله يدركان ، ناهيك عن العاقل والواعي ، يدركان ويعرفان مدى الفارق الكبير بين حالتين أو قرارين :
إذ إن عملية التأجيل تعني ـــ بكل بساطة و وضوح ــ مسألة وقت فحسب ، قد تطول أشهرا أو سنوات ، ومن ثم العودة مجددا للعزف على نفس الوتر في الربابة ، أو ربما على إيقاع صرير عجلات دبابة ، بهدف ابتزاز سياسي أو تمرير و فرض جملة مسائل ، و ذلك كلما ضاقت الأمور على زعمائنا و قادتنا الأبديين ، و حان وقت رحليهم عن الكراسي المخملية ، التي يتوارثونها أبا عن جد بفضل سلالتهم و عائلاتهم ” المقدسة ” !! .
إذن فعملية التأجيل تعني العودة ” الميمونة ” من جديد وجديد ، ومرة بعد و أخرى ، إلى توتير الأوضاع و تسخين الأحوال و تلغيم الأجواء ابتزازا وتهديدا بالويل و الثبور وعزائم الأمور والخطوب وقرع طبول المعارك و الحروب ، سواء من قبل هذا الطرف أو ذاك من الأطراف المعنية بالأمر.
و هكذا إلى ما لا نهاية من سلسلة حليمة عادت إلى عادتها القديمة ! ..
بينما قرار التخلي النهائي ، يعني عدم العودة مجددا إلى إثارة هذه المسألة و اعتبرها أمرا محسوما ، مرة واحدة و إلى الأبد ..
طبعا ، بعد إيجاد بدائل كفيلة وكافية لضمان مستلزمات و شروط المشاركة الوطنية الحقيقية في السلطة والحكم والعيش المشترك بين الأطراف المتنازعة أو المختلفة بعيدا عن الهيمنة الفئوية .
إما غير ذلك فمن الأفضل المضي قدما في عملية الاستفتاء ليتحمل مسئولية نتائجها مَن يقودها و يجّيش لها ، لكونه عارفا ــ مسبقا ــ بالنتائج المترتبة على ذلك ، سواء كانت تللك النتائج إيجابية أو سلبية …
و على الرغم من علمه برفض محلي و إقليمي و دولي شامل و قاطع .
لذا فيجب الإصرار أما على المضي قدما في عملية الاستفتاء حتى النهاية وتحمل مسئولية النتائج ..
أو …………………….
اتخاذ قرار نهائي بعدم العودة إليها قطعا .
أو التلوح بها بين أسبوع و آخر ابتزازا وتهديدا كلما حان وقت الرحيل عن السلطة والحكم .

مهدي قاسم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here