عاشوراء الحسين، مدرسة النصر.

علي الحسيني.
التضحية عنوان كربلاء، والإيثار بعض عطاياها، والجود بالنفس بعض دروسها، ودروسها كثيرة، منها الصبر والمروءة، والعزة والكرامة، ومنها الفداء، شكرا لكِ كربلاء، يا درس التاريخ العظيم، فقد تعلمنا منكِ خصال الخير، وكمال الأخلاق.

تعلمنا من عاشوراء ان الخلود حسيني الهوية، الخلود معنى من معاني النصر، فلو لم تكن منتصرا لذهب بك الزمان بعيدا، واصبحت ذكرى بلا شاهد يدل عليها، كربلاء حية، ومدرسة الحسين لازالت تمد الزمان بخيرة الرجال، يتكرر القادة والزعماء على مر الزمان، وقد تخرجوا من مدرسة الفداء، من مدرسة الحسين، انها كربلاء منبت العلم والعلماء، فلولا كربلاء لما صرخ الإصلاح بوجه الفساد، لأن منهج الحسين عليه السلام هو الإصلاح في امة جده صلى الله عليه وآله.

كربلاء ليست ذكرى حزينة، كربلاء وقفت منهجا بين السلة والذلة التي ارادها الطلقاء لتثني من عزيمة الحسين، سيد الإصلاح ومعلم الرجال، هذا المصلح العظيم الذي علم الاجيال التضحية من اجل المقدسات، فلم يدع شيئا إلا وقدمه فداء للدين، ولتعود الأمة إلى سبيل الرشاد، ان التاريخ مازال يثبت لنا خلود عاشوراء وانتصارها، فقد أنحنى الزمان امامها، فهي اطول من عمر التاريخ، كربلاء درس للاجيال، فعندما تنطلق الملايين زحفا نحو الحسين، يجتمع الناس ويختلطوا وكأنهم عائلة واحدة، تتحير الدنيا من كرم وسخاء انصار الحسين، الذين يحيون شعائر الله.
تمضي الدهور وتنقضي الأيام * ولمجد يومك تنحني الاعوامُ

لتصل عاشوراء الحسين إلى كل العالم، يجب ان يفهم الجميع نبل اهدافها، لم تنطلق ثورة كربلاء جزافا، فقد قامت ضد الظلم والفساد، حاربت الاستبداد لتحيا الحرية، وهبت الدماء الزكية لتكون ملحمة الخلود، مدرسة الشهادة، تخرج منها رجال العز والكرامة، رجال الحشد والفتوى، انهم امتداد خلودها، ان الحسين وضع أسس التضحية بالنفس من اجل المبادئ والقيم السامية، لقد اعطانا حكمة عظيمة، وهي أن شجرة الخلود تروى بدماء التضحية، ويستمد الشرف رفعته من كرم وسخاء الشهداء.
نحن وجميع أهل الأرض، من بعد أستشهاد الحسين عليه السلام هو وأنصاره إلى آخر الدنيا، يجب علينا ان نكون شاكرين لهم، لأنهم ضحوا بكل شيء من أجل أن يصل ألينا الدين الحق الناصع البياض، بلا تزييف ولا طمس للهوية الإسلامية، ولا تغيير، ولا تبديل في شرع الله عز وجل، علمونا أن نرفض الظلم والظالمين، والطغيان وأستعباد الناس، علمونا الفداء، علمونا الإيثار، علمونا الوفاء، علمونا الأيمان، علمونا الصبر، علمونا المساواة بين الرجل والمرأة، فلرجل يجب ان يكون شجاع مضحي بكل المواقف، مثل الحسين عليه السلام وأنصاره، والمرأة يجب ان تكون شجاعة مضحية بكل المواقف أيضا، مثل زينب سلام الله عليها.

ان الحسين وانصاره بعد كل ما علمونا، استمر عطائهم لنا، فلم يقفوا عند هذا الحد، بل انهم وهبوا لنا العشق، عشق الشهادة، عشق التضحية، عشق الحرية، عشق الحسين عليه السلام، عشق محمد وآل محمد صلوات الله وسلامه عليهم، بعد كل هذا يا سادتي يا من كتبتم ملحمة الطف، بأحرف من نور شكرا لكم، على كل شيء على ما أهديتمونا و على ما علمتمونا يا رجال الحق والفداء

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here