الفيلم التونسي يستعد لغزو قاعات السينما بالعاصمة تونس، والمخرج إلياس بكار يعتبره من أصعب الأعمال من حيث مخاضه وكتابته وتصويره. |
ميدل ايست أونلاين |
تونس – يستعدّ الفيلم التونسي “تونس الليل” لمخرجه إلياس بكار انطلاقا من السبت لغزو قاعات السينما بالعاصمة تونس.
وقال بكار، على هامش العرض قبل الأوّل، إنّ “الفيلم يعتبر من أصعب الأعمال التي قدمتها من حيث مخاضه وكتابته وتصويره”.
وأضاف أن تصوير الفيلم “انطلق في ظروف صعبة، بالتزامن مع فرض حظر التجوال في تونس على خلفية استهداف حافلة للأمن الرئاسي بالعاصمة في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2015”.
وتابع “فيلم تونس الليل، يمثّل نقطة انتقال في مسيرتي المهنية، باعتباره ثاني أعمالي السينمائية، كما أنه سيضيف الكثير لتاريخ السينما في تونس”.
وإلياس بكار، متخرّج من معهد السينما بفرنسا، وله العديد من الأفلام القصيرة والمسرحيات والأفلام الوثائقية.
كما أخرج فيلما روائيا طويلا “هو وهي”، واثنين من الأفلام الوثائقية، وهما “أنا تونسية” و”كلمة حمراء”.
ويرصد المخرج من خلال فيلم “تونس الليل” حالة المثقف التونسي مع اندلاع الشّرارة الأولى للثورة التونسية في 17 ديسمبر/كانون أول 2010، وانعدام حرية التعبير، ما جعله يدخل في حالة من الحيرة والضياع تتسبّب في تشرّد عائلته.
و”تونس الليل” هو فيلم روائي استغرق تصويره عامين (منذ 2015)، ويقوم بدور البطولة فيه كل من رؤوف بن عمر، وأمال الهذيلي، وأميرة الشبلي، وحلمي الدريدي.
ويروي الفيلم قصة المذيع “يوسف” (يؤدّي دوره الممثل رؤوف بن عمر)، الذي قضى أكثر من 20 عاما في العمل بالإذاعة الرسمية في تونس.
ويقدّم البطل، في الفيلم، برنامجا ثقافيا عن الأدب والشعر، غير أن خبر إقدام محمد البوعزيزي على إحراق نفسه في ديسمبر/كانون الاول 2010، قلب حياته المهنية رأسا على عقب، ليجد نفسه في مواجهة سياسة الإذاعة التي أرادت التعتيم عن الخبر، والتّحدث عن إنجازات الرئيس حينها زين العابدين بن علي.
وبدور البطولة في هذا الفيلم، يعود رؤوف بن عمر إلى السينما بعد غياب 10 سنوات.
واعتبر بن عمر أنّ “دور يوسف مختلف جدا عن أدواره السينمائية والدرامية السابقة، باعتباره يعالج مأساة الصحفيين في تونس، وحالة الضياع التي يشعر بها المثقف بصفة عامة بعد الثورة بسبب (تقييد) حرية التعبير”.
وشارك رؤوف بن عمر في العديد من الأفلام السينمائية التونسية مثل “بنت فامليا” و”خشخاش” و”جنون”، وتلفزيونية أبرزها مسلسل “الخطاب على الباب”.