متى يكون العراق قبلة العالم سياحياً ..؟؟

مصطفى غازي فيصل
[email protected]
بعد التغيير السياسي الذي حدث في العراق عام 2003م تحسن الوضع الاقتصادي للفرد العراقي ـ نوعاً ما ـ وهنا أقصد الفرد العراقي من صغار الموظفين أو الكسبة من القطاع الخاص والباقي من كبارالموظفين والمسؤولين فهم فئة أخرى بدرجة خاصة أعلى من الباقين ولهم أمتيازاتهم وسفراتهم وايفاداتهم الخاصة ,والكلام هنا لايخصهم لا من قريب ولا من بعيد .
وانا باعتباري من الكسبة بدأت منذ اربع سنوات بالتهيء لسفرة سياحية لخارج البلاد في كل عام ,على أن تكون خلال أيام عطلة عيد الاضحى,حيث ابدأ الاستعداد لها باختيار الدولة التي اتوجه اليها ,واقوم بجمع المعلومات عن تلك الدولة ومعالمها السياحية ,هذا العام وقع الاختيار على دولة ماليزيا ,لتكون وجهتي خلال عطلة عيد الاضحى الماضي ,رغم ساعات الطيران السبع المتواصلة التي استغرقتها الرحلة من مطار الدوحة في قطر الى مطار العاصمة الماليزية كوالالمبور ,وسبقتها ساعتان ونصف من الانتظار في الترانزيت ,فضلا عن ساعة طيران استغرقتها الرحلة من مطار البصرة الدولي الى مطار الدوحة في قطر,ألا أن الرحلة تستحق هذا العناء , وقت طويل وجهد كبير كله يتبدد حال الوصول الى المجال الجوي الماليزي وأعلان قائد الطائرة بمباشرة الهبوط في مطار كوالالمبور وابصارها من الجو فكانت لوحة رائعة الجمال أخاذة بكل المقاييس وكأنها لعبة أطفال (ميكانو) تم ترتيبها بحرفية وفن عاليين ,جمال الشوارع ينم عن حرفية هندسية عالية تسر الناظرين ,عند جمعي المعلومات عن ماليزيا قبل الانطلاق نحوها , وجدت بأن اهم ما تتمع به هذه البقعة من الارض هو أن الله حباها وأنعم عليها بأرض خصبة ومياه وفيرة ,حيث تم استغلالها من قبل حكومتها والقائمين على السياحة فيها افضل استغلال لتنهض وتصبح من اجمل الوجهات السياحية في العالم حيث تجد الماء والخضراء والوجه الحسن وهي التوليفة التي تسر كل سائح وطالب للراحة والاستجمام ,فضلاً عن جمال العمران للمباني التي يغلب عليها طابع الحداثة والتناسق اسوة بالدول المتقدمة ,لم اجد هناك رمز تأريخي مشيد منذ ألاف أو حتى مئات السنين ليكون قبلة سياحية او ما شابه ,حتى معابد كهف (باتو )وتمثال (اله الهندوس الضخم) والدرجات ال272 درجة المؤدية للمعبد , لم تشيد منذ زمن بعيد حيث يعود تأريخ تشيددها حسب (كوكل) الى عام 1920م وكانت خشب بالبداية ثم اصبحت على ماهي عليه الان ,اي عمرها (97) عام فقط ,اما البرجان التوأمان ( برجا بيتروناس) واللذان تصدرا كونهما أعلى برجان في العالم ,عند الانتهاء من تشييدهما عام 1998م ,الى ان تجاوزهما برج خليفة الذي تم تشيده عام 2010 في دبي ,فهماحديثا العهد ولايمثلان تأريخ أو حضارة ماضية , وأنا هنا لا اريد ان اقلل من اهمية هذه المعالم ابداً, أو من أهمية مالزيا كدولة مهمة تحسب بمصاف الدول النامية , وانما اريد أن أسلط الضوء على الاخلاص والتفاني في العمل وحب البلاد وروح المواطنة التي من خلالها تصنع المعجزات وتزدهر الاوطان ,العراق بلد تمتد حضارته الى الاف السنيين قبل الميلاد ,وعلى رغم ما تعرضت له هذا الحضارة من تدمير لبعض اثارها وتحفها ,الا انه هناك الكثير من المعالم التي لا تزال مهملة مثل مدينة بابل الآثرية والتي لو استغلت على وجه صحيح لاصبحت منطقة جذب للسواح الاجانب ,وكذلك أور في محافظة ذي قار ,فضلاً عن منطقة الاهوار التي تمتاز ببيئة وطبيعة خلابة تستهوي السواح الاجانب فيها الخضرة والمسطحات المائية والاسماك والكثير من الطيور المهاجرة , قبل فترة قليلة اصبحت محمية من محميات منظمة اليونسكو العالمية , كذلك المزارات الدينية التي لم تستغل بشكل سليم , أما البصرة فهي لوحدها من الممكن أن تكون منطقة جذب سياحي على مستوى واسع لما تتمع به من موقع جغرافي مهم يطل على الخليج العربي ,كذلك وجود شط العرب وسط المدينة اضاف لها الكثير من الجمال الذي لم يستغل لنهوضها سياحياً لحد الان,اضافة لكثير من الامور التي لو تطرقنا اليها لا يكفيها كتاب ضخم ,في العراق بجميع محافظاته تجد هناك شيء من الممكن ان يستثمر ليكون موقع سياحي مهم ,نحن بدورنا كسلطة رابعة ومراقبين للمشهد العراقي بجميع تفاصيله, نأمل أن تكون السنوات القادمة أكثر توجهاً للانفتاح على قطاع السياحة كونه مصدرمهم للدخل القومي العراقي , وربما تكون وزارة السياحة والاثار العراقية على قدر المسؤولية حتى تجعل من العراق قبلة سياحية للعالم .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here