التحالف الوطني ينتقد إصرار الكرد على الاستفتاء

انتقد رئيس التحالف الوطني عمار الحكيم إصرار القيادة الكردية على إجراء استفتاء الانفصال عن العراق ومخالفتها للدستور.
وقال الحكيم في مجلس العزاء الحسيني الذي أقيم بمكتبه ببغداد، إننا “صبرنا كثيرا وبذلنا جهودا كبيرة لإقناع القيادات الكردية بالعودة والعمل بالدستور”.
وأضاف ان “فرض الآراء بطريقة فردية لن يوصل الى نتيجة وسيشعر الجميع بأن المتضرر الكبير هو شعب كردستان.. نقولها لشعب كردستان من موقف الحرص أنتم أحباؤنا ومكانكم في قلوبنا لكن هذا الاستفتاء لن يوصلكم الى نتيجة وسيفقدكم الكثير وستتحسرون يوم لا تنفع الحسرة”.
وتساءل رئيس التحالف الوطني: “بأي الأموال تم إعمار الإقليم، أليس بنفط وأموال العراق، فكيف الآن نحن نشبه صدام ومشاركون بالانفال؟”، مضيفاً إن “التنصل عن كل هذه الامور بهكذا لحظة حرجة ــ حيث مازلنا في صلب معركتنا ضد الإرهاب ــ تشبه خناجر داعش”.
كما تساءل الحكيم “أين الوفاء، أين الإنصاف، أين الشراكة والأخوّة، أين مراعاة الظروف بهذا الاستفتاء؟”.
وفي سياق متصل، أبدى زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، موقفه الرافض لقرار إقليم كردستان، داعياً الى اجتماع عربي إسلامي لاتخاذ قرار بشان الأزمة الراهنة.
وقال الصدر في بيان تلقت (المدى)، نسخة منه، “قد يرى الإخوة الكرد أن تحقيق أمانيهم بدولة كردية فيها الكثير من الفوائد لهم، وعلى الرغم من اننا نحترم كل أمنياتهم، إلا أن الأماني لا تتحقق ولا تبنى على مصالح الآخرين، بل وان الأماني المجردة من الحكمة والحنكة والتعقل قد تجر صاحبها الى الهلاك”.
وأضاف الصدر، أن “الاستفتاء هو مجرد خطوة أولى قد تستدعي الانفصال أو لا تستدعي كما يدعي بعض القيادات الكردية إلا أن مجرد فكرة الاستفتاء وإقامته هو بمثابة ليّ ذراع للحكومة المركزية بل وللعراق برمته شعباً وحكومة ولا سيما أنه جاء بقرار تفردي”، مؤكدا ان “أول مساوئه هو تأجيج النفس العرقي الذي لا يقل عن تأجيج النفس الطائفي خطورة”.
وتابع زعيم التيار الصدري، “هنا أتكلم بمنطلق الأخوّة للجميع، ولا أريد التفريق بين مكون وآخر، بيد أن المكون الكردي وبالأخص بعض قادته قد أخطأوا وتجاوزا الحدود مما قد تسبب بضرر عليهم أنفسهم فضلاً عن العراق ووحدته وأمنه، وهنا لا أستطيع أن أقف مكتوف الأيدي ومن دون أن أقوم بما يمليه عليّ واجبي الشرعي والوطني”، داعياً إلى “اجتماع علمائي حوزوي مهيب للوقوف على توجيه المرجعيات كافة السنية منها والشيعية واستحصال فتاوى ونصائح وقرارات نستضيء بها بخصوص هذا الموضوع”.
كما دعا الصدر إلى “اجتماع شيعي ــ سنّي سياسي عام وطارئ وسريع لأن الظرف يستدعي لملمة الشمل وتناسي بعض الأمور فإن الأهم قد يؤجل المهم ولو لبعض الوقت”، كما دعا إلى “اجتماع للكرد المعارضين والأقليات الأخرى للوقوف على معاناتهم ومعرفة آرائهم ولتوحيد صفوفهم، ويا حبذا لو يكون الاجتماع موحداً مع ما جاء في النقطة السابقة”. وطالب الصدر، “الدول العربية والإسلامية لاجتماع طارئ في العراق أو أي مكان آخر لمؤازرة العراق في محنته ليعود لحاضنته العربية والإسلامية من جديد وذلك للخروج بقرارات حاسمة”، داعياً إلى “اجتماع مع دول الجوار والمنطقة، ولا سيما أن خطورة الوضع ستكون عامة، من دون التدخل بشؤون العراق الداخلية”.
ودعا زعيم التيار الصدري، الحكومة الاتحادية إلى “فرض سيطرتها على المنافذ الجوية والبرية وحماية الحدود وجعل القوات الأمنية في حالة تأهب”، معرباً عن أمله بأن “لا يكون ذلك ضمن نطاق الحرب الطائفية والعرقية”، مشدداً أدعو الجميع إلى التعقل وتغليب المنطق والعمل الجاد من الناحية الدستورية والقانونية والقضائية والبرلمانية”.
وختم الصدر بيانه، بالدعوة إلى “انعقاد دائم لجلسة البرلمان ولمجلس الوزراء وعدم التهرب من المسؤولية”، مؤكداً “أنا على أتم الاستعداد لتبني كل الاجتماعات بما يخدم الصالح العام”.
وفي سياق هذه التطورات، حذر نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي، من تداعيات قرار الاستفتاء على الإقليم والعراق بصورة عامة، داعياً الحكومة العراقية الى اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف ما وصفها بـ”الممارسات غير القانونية”.
وشدد المالكي، خلال كلمة له، تابعتها (المدى)، على أن “الكل يؤكد عدم دستورية الاستفتاء ،لأنه يستهدف وحدة البلاد، وهي خطوة ستكون لها تبعات خطيرة على مستقبل العراق بشكل عام وكردستان بشكل خاص”، داعياً الحكومة الى “اتخاذ جميع التدابير اللازمة لإنهاء هذه الممارسات غير القانونية، عبر إيقاف التحاور مع دعاة الاستفتاء وفرض مقاطعة شاملة”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here