واشنطن بوست: القناص العراقي.. فيلم يصنعه عمرو سلامة للرد على النسخة الأمريكية

يسعى المخرج المصري عمرو سلامة لصنع فيلم يرد به على فيلم «القناص الأمريكي» الذي أثار غضب العرب والعراقيين بشكل خاص، ويتناول فيلمه قصة القناص العراقي الأسطوري «جوبا» والذي برز اسمه خلال الحرب لاصطياده الجنود الأمريكيين.

تشرح «واشنطن بوست» أسباب المخرج المصري وبعض تفاصيل فيلمه -الذي ما زال في مرحلة الكتابة- في تقرير بعنوان: القناص العراقي: لماذا يكتب مخرج مصري فيلمًا عن غريم «القناص الأمريكي»؟.

يذكر التقرير في البداية نبذة سريعة عن فيلم «القناص الأمريكي»، الذي يحكي قصة قناص ماهر في القوات الخاصة للبحرية الأمريكية -اسمه «كريس كايل»- وتدور أحداثه أثناء حرب العراق. حقق الفيلم نجاحًا ماديًا ضخما، لكنه أثار انتقادات عديدة -في المنطقة العربية خاصة- واتهمه النقاد بتقديم صورة غير مكتملة وشديدة الشوفينية عن الحرب وعن العراقيين الذين خاضوها.

يخطط المخرج المصري عمرو سلامة للرد عليه بفيلم يظهر الجانب الآخر من الصراع، ويحكي «القناص العراقي» -وهو اسمه المبدئي- قصة مقاوم عراقي غامض خاض معركة مع شخصية كايل في فيلم «القناص الأمريكي».

قال سلامة أنه تحمس لكتابة الفيلم بعد أن شاهد «القناص الأمريكي» في أحد سينمات القاهرة. استغرب وقتها أن بعض الجمهور هلل لمقتل المقاوم الذي أرهب الجنود الأمريكيين، ويضيف: «هذا عراقي يحارب في العراق والآخر أمريكي يحارب في وطن الأول».

ظهر القناص العراقي باسم «مصطفى» في فيلم «القناص الأمريكي» وفي كتاب كايل أيضًا، ولم يُذكر سوى القليل عن قصته بحسب التقرير؛ لكن توجد تقارير معاصرة للأحداث تحكي عن قناص عراقي ماهر يسمى «جوبا»، والذي أصبح كائنًا شبه أسطوري وسط أبناء العراق، وذكرت بعض التقارير غير المؤكدة أنه قتل المئات من الأمريكيين. كما أشارت «واشنطن بوست» في تقريرها عن بعض هذه القصص والذي نُشر بعد صدور الفيلم بفترة قصيرة.

يستعين فيلم سلامة -الذي لا زال في مراحل الكتابة الأولية- بهذه التقارير ليبني قصة إنسانية منها. تضيف الجريدة أن المخرج المصري يعتمد في أفلامه على تناول منظور «الآخرين» كما يقول. أحدث أفلامه هو فيلم الشيخ جاكسون، الذي يتناول قصة شيخ مسلم يستعيد ذكريات هوسه السابق بمايكل جاكسون بعد موته عام 2009.

يُعرض الفيلم الأسبوع المقبل في مهرجان تورنتو السينمائي، وهو فيلم شخصي بالنسبة لسلامة؛ فحسب ما يقول للجريدة: «كنت متدينًا في السابق، وكنت كذلك من مهووسي مايكل جاكسون».

يذكر التقرير أن لسلامة أفلام أخرى تناول فيها قصص «الدخلاء»، مثل المرأة المصرية المصابة يالإيدز في فيلم «أسماء»، والطفل المسيحي في مدرسة مسلمين في فيلم «لا مؤاخذة».

كان الفيلم (القناص الأمريكي) مثيرًا للجدل في معظم البلدان العربية. وأشار تقرير سابق للصحيفة إلى سحب الفيلم من السينما الوحيدة في بغداد بعد شكاوى من إهانته للعراقيين، حيث قال أحد من شاهدوه: «يظهر الفيلم الأمريكيين على أنهم أقوياء ونبلاء ويظهر العراقيين على أنهم جهلاء وعنيفون». ويقال في الولايات المتحدة أن كايل -الذي مات في 2013- ربما يكون هوّل من سجله العسكري.

يُعد سلامة من جمهور المخرج «إيستوود»، ويقول للجريدة إنه ليس ضد «القناص الأمريكي» في حد ذاته؛ هو فقط محبط من عدم عرض المخرج الأمريكي لجانبي القصة كما فعل في أفلام الحرب العالمية الثانية «أعلام آبائنا» و«رسائل من إيو جيما». يقول سلامة أنه شعر بالإهانة فعلًا بسبب كتاب كايل الذي صور العرب على أنهم همجيون، ويضيف: «أنا عربي، ولا أرى نفسي همجيًا».

خصص الفيلم جزءًا كبيرًا لمعركة كايل مع القناص العراقي لكن لم نعرف سوى القليل عن هذا الشخص في الحقيقة، هذا إن كان موجود أصلًا -كما تقول الجريدة. عمل «جوبا» مع جماعة عراقية مقاومة هي جيش الإسلام في العراق، وظهر في عدة فيديوهات بين عامي 2005 و2007. يزعم البعض أنه قتل العشرات- إن لم يكن المئات- من القوات الأمريكية، وصدر في مرة فيديو يهدد فيه الرئيس الأمريكي بشكل مباشر.

 

رغم أن التهديد أزعج القوات الأمريكية، البعض اعتبره مجرد دعاية حربية. ويقول برندان هوبس أن جوبا صناعة الجيش الأمريكي، وذلك في حديثه لـمجلة عسكرية أمريكية عام 2007، ويضيف: «لقد بنينا هذه الأسطورة بأنفسنا».

قضى سلامة وقتًا طويلًا في البحث وراء جوبا، لكن الفيلم لم يعد لتكون أحداثه دقيقة تاريخيًا على كل حال. كانت المعلومات حول جوبا ضئيلة وغير مؤكدة، يقول سلامة للجريدة: «العراقيون صوروه كأنه بطلًا خارقًا»، ويشير إلى أن البعض يقول أنه ربما لا تكون هذه القصص عن شخص واحد بل عدة أشخاص. يضيف سلامة: «نيتي الأساسية هي أنه كما هلل بعض الناس لموت العربي في «القناص الأمريكي» فليحزنوا لموته هذه المرة. أن تتعاطف مع نفس الشخص الذي هللت لمقتله من قبل».

يشير التقرير للقاء مجلة «هوليوود ريبورتر» مع سلامة، والذي أعلن خلاله عن فيلم «القناص العراقي». كما ذكرت المجلة أيضًا أن الممثل الفلسطيني -المرشح للأوسكار مرتين- هاني أبو أسعد سيقوم ببطولته، وسينتجه محمد حفظي الذي يظن أن الفيلم سيلقى «قبولًا دوليًا» كما قال.

يقول سلامة لـ«واشنطن بوست» أنه لا يمانع أي نقد من الأمريكيين لفيلمه، ويختتم بالقول «أرغب في النقاش».

هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».

 

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here