أين هم البعثيون و القومجيون العراقيون ؟!

أين هم البعثيون و القومجيون العراقيون ؟!

طيلة السنوات الخمسين الماضية لم نسمع من القومجيين و البعثيين العروبيين و من باقي أنصار و أتباع النظام السابق غير الحديث عن السيادة الوطنية وعن تحرير فلسطين و عن الوحدة العربية ، لكن بمجرد أن فقدوا السلطة فلم يعد يهمهم لا السيادة الوطنية ولا تحرير فلسطين ، بل أن بعضا منهم اكتشف فجأة حق تقرير المصير ؟!! للكورد في الوقت الذي وصفوهم في إعلامهم طيلة عقود طويلة ب”خفافيش الليل ” ، بينما بعض آخر منهم متشمت الأن لمحاولات تمزيق جسد العراق ، طبعا شماتة بالشيعة العراقيين بالدرجة الأولى ، دون أن يعلموا بأن تقسيم العراق سيصب لصالح الشيعة العراقيين و ذلك لوجود معظم الثروات النفطية في مناطقهم فضلا عن وجود الموانيء والمداخل البحرية للتجارة الخارجية ، ناهيك عن أن هذا التقسيم سيصب لصالح النظام الإيراني أيضا .
وهم يتكلمون عن تقسيم العراق بمنطق و لغة حياد مراقب أجنبي !! ، أو كضيف طارئ جاء من بلد بعيد وسوف يعود سريعا ، ولا يهمه في نهاية الأمر ماذا يحدث للعراق و إلى اي مصير سينتهي به المطاف ، فهم يحمّلون الساسة الشيعة كل المسئولية ، و كأنهم ليسوا شركاء في نظام المحاصصة وفي الحكم بعديد من وزراء ، و كذلك في إدارة شؤون محافظاتهم بشكل مباشر ، وفي تقسيم الحصص اللصوصية فيما بينهم في تلك المحافظات من مشاريع و مقاولات وهمية أو شكلية ليسرقوا عشرات المليارات من المال العام اسوة بالساسة الشيعة
والكورد أيضا .
لذا لا نعلم يا ترى هل يوجد في العالم ساسة في منتهى الانتهازية والارتزاقية والخساسة حتى تحاذي مستوى العهر السياسي ، مثل البعض الكثير من هؤلاء الساسة المتنفذين ، و بهذا التجرد العجيب من كل المبادئ والقيم ، إلى حد بحيث يصبح عندهم كل شيء قابلا للبيع والشر اء في سوق النخاسة : الشرف ، القيم ، المبادئ ، الوطن ، الأرض ، العراق ، العروبة ، بل القومية العربية نفسها التي طالما ضجوا بها صادعين رؤوسنا من كثرة التشدق بها ، وذلك طيلة خمسين عاما وأكثر تحت شعارات ولافتات الوحدة العربية ، وإذا بهم يتواطئون على تقسيم العراق نفسه على شكل دويلات كارتونية ، بدلا من توحيد الشعوب العربية ؟!…
حقا : أنا أشك في أن نجد في أية بقعة من بقاع العالم ساسة بهذا المستوى من انعدام قيم ومبادئ لحد من عهر سياسي شاذ و عجيب ..

مهدي قاسم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here