إِحْذَرُوا تَدْمِيرِ الثَّابِت [الدَّوْلَة] لِصالِحِ مَشْرُوعٍ زائِلٍ!

لِقَنَواتِ [الدِّيوان] و [السَّاحات] و [مُساواة] و[الثَّقلين] الفضائيَّة عِبر خِدمة [سكايْب] وإِذاعات [المِربد] [الشَّمس] [صوتُ العربِ]؛

١/ مهما إِشتدَّت خطورة الاستفتاء وعظُمت، إِلّا أَنَّ ما هو أَشدُّ خطورةً مِنْهُ وأَعظم هو التجييش العُنصري الذي رافقهُ بسبب تصيُّد المأزومين في بغداد وأَربيل بالماءِ والعكِر وكأَنَّهم يتعمَّدون تدمير المُجتمع والانتقام مِنْهُ لصالح عُقَدٍ نفسيَّةٍ يعيشونها في حياتهِم!.
ولذلك ينبغي على الجميع التَّهدئة سياسيّاً وإِعلاميّاً وديبلوماسيّاً والمحاججةِ في إِطارِ الدُّستور حصراً! وعدم التَّصعيد العُنصري بأَيِّ شَكلٍ من الأَشكالِ، فالمشروعُ سينتهي إِن عاجلاً أَم آجلاً بعد أَن وُلد ميِّتاً عندما اعتبرَهُ رئيس السُّلطة التشريعيَّة في الاقليم غير شرعي! وإِنَّ الأُمور ستعودُ إِلى سابقِ عهدِها! فلماذا ندمِّرُ الانسجام المُجتمعي والتَّعايش الأَهلي لصالح مشاريعَ وهميَّة زائِلة؟!.
لماذا ندمِّر الاستراتيجي [الدَّولة والشَّعب] لصالحِ التَّكتيكي؟!.
لماذا نُساهمُ، بمثلِ هذا التجييش العُنصري، تدمير كلَّ ما بنيناهُ لصالحِ نزَواتٍ فرديَّةٍ عِشنا مثلَها ورأَينا نهاياتِها البائِسة ونتائِجها الكارثيَّة؟!.
٢/ إِنَّ سياسات خاطِئة تراكمت على مدى أَكثر من عقدٍ كاملٍ من الزَّمن هي التي أَنتجت مشروع الاستفتاء! يتحمَّل مسؤوليَّتها كلُّ السياسيِّين بِلا استثناءٍ ولكنَّني أَخصُّ بالذِّكر السَّيِّدَين البارزاني والمالكي اللَّذان شخصنا القضايا من خلالِ إِبرامهِما لاتِّفاقات ثنائيَّة سريَّة وتنصُّلات مُتبادَلة!.
وَنَحْنُ الآن أَمام خيارَين لا ثالِثَ لهُما؛ فامَّا أَن يتحمَّل الجميع مسؤُوليَّة هذه السِّياسات التدميريَّة والتوقُّف عنها فوراً فيُعيدوا النَّظر بكلِّ شيءٍ والبدء برسمِ سياساتٍ إِستراتيجيَّةٍ جديدةٍ يكونُ الرَّابحُ الوحيد فيها هو الوطن والمُواطن، أَو أَنَّهم سيخسرونَ الشَّعب الذي تتزايد نقِمتهُ ضدَّهم يوماً بعد آخر؟!.
فعندما تَكُونُ نسبة التَّصويت في مدينةِ [حلبجة] مثلاً، وهي من أَكثر مُدن الْعِراقِ والإقليم تحديداً التي تضرَّرت في زمنِ الاستبداد والديكتاتوريَّة والتي قصفتها قوَّات الطَّاغية بالسِّلاح الكيمياوي [٥٠٪‏] فقط وأَنَّ نسبة المصوِّتين بـ [لا] هي [٢٢٪‏] فهذا يعني أَنَّ الشَّارع الكُردي واعي يعرف مصالحهُ الاستراتيجيَّة أَكثر من كثيرٍ من قادتهِ! الذين يُحاولونَ إِستغلال المشاعِر والمآسي التي مرَّ بها الكُرد خلال سُلطةِ الطَّاغية الذَّليل صدَّام حسين! لبناءِ أَمجادهم الشَّخصيَّة والعائليَّة والحزبيَّة.
٣/ برأيي؛ فانَّ السَّيِّد رئيس مجلس الوزراء الدُّكتور العبادي تصرَّف بعقلانيَّةٍ وسعةِ صدرٍ مع الأَزمة! عندما حصرَ الحِوارُ والحلُّ في الاطار الدُّستوري ولم ينجرَّ لمُهاتراتِ الانفصاليِّين والمأزومين والمتطرِّفين على جبهَتي الأَزمة! وظلَّ يركِّز الجُهد الوطني في الحَرْبِ على الارهاب باعتبارهِ الخطر الحقيقي الذي لازال يستهدف البِلاد ولذلك لا يمكنُ أَبداً التَّغافُل والانشغال عنهُ! وأَنَّ الذين يعتبونَ عليهِ عدم إِستخدامهِ القبضة الحديديَّة في التَّعامل معها إِنَّما يعكسونَ العقليَّة الشوفينيَّة التي زرعها الطَّاغية الذَّليل في عقولِنا عندما كان يتعامل مع الشَّعب العراقي بالكيمياوي والأَنفال والمقابر الجماعيَّة وعمليَّات [تنظيف السُّجون] وغير ذلك من السِّياسات الدمويَّة الهدَّامة! فما الفرقُ إِذن بينهُ وبين النِّظام الدِّيمقراطي الحالي، مع كلِّ العِلل والأَخطاء، إِذا انتهجَ العِبادي نَفْسِ المنْهَجِ في التَّعامل مع الأَزمة؟!.
لقد كان الطَّاغية يُنزل العِقاب الجماعي ضدَّ أَي شريحةٍ من شرائحِ المجتمع بمجرَّد أَن يتمرَّد مواطنٌٍ على سياساتهِ أَو شاركَ في مُحاولةٍ لاسقاطِ النِّظامِ مثلاً أَو ما أَشبه! أَمّا الآن فلا يمكنُ أَبداً أَن تنتهج الدَّولة مثلَ هذهِ السِّياسة مع أَيٍّ كانَ! فلا يُؤخذُ البريءُ بجريرةِ المُذنبِ! وأَنَّ العِقابَ يَنزِلُ بحقِّ المذنبِ الذي يُهدِّد الوحدة الوطنيَّة ووحدة الْعِراقِ ويتجاوز على الدُّستور حصراً! وأَنَّ إِستخدام القوَّة ضدَّ الشَّعب خطٌّ أَحمر مُحرَّمٌ على أَحدٍ تجاوزهُ!.
٤/ إِنَّ الدَّولة الكُرديَّة حلمٌ قديمٌ يراودُ الشَّعب الكُردي منذُ إِنحلال الدَّولة العُثمانيَّة بداية القرن الماضي! إِنَّهُ حلمٌ عُمرهُ قرنٌ كاملٌ، أَي منذُ قبلَ قيام [إِسرائيل] بنصفِ قرنٍ! ولذلك فمِن المعيبِ حقّاً إِعتبارِ هذا الحلُم مشروعٌ إِسرائيليٌّ! فمثل هذا الكلام يخوِّن الشَّعب الكُردي برمَّتهِ ويمنح [إِسرائيل] إِعتباراً إِضافيّاً كما أَنَّهُ يضع علامة إِستفهام كبيرة جدّاً بإزاء ما يُسمَّى [محور المُمانعة والمُقاومة!] فأَينَ نتيجة مقاومتهِ إِذن إِذا كانت [إِسرائيل] قد نجحَت في إِختراقِ المنطقة لتصلَ إِلى كُردستان؟!.
ليس بوسعِها فعلُ شيءٍ من هذا النَّوع أَبداً! وإِنَّما هي تستغلّ الظُّروف وتوظِّفها لاثارةِ الأَزمات! إِنَّها تعتاشُ على ذلك لاشغالنا! فهي لا تصنعُ الحدث وإِنَّما توظِّف الأَخطاء والسلبيَّات والمناطق الرَّخوة لاثارةِ الأَزَمات! أَم نسيتُم [إِيران كونترا] إِبَّان الحَرْبِ العراقيَّة الإيرانيَّة والتي وظَّفتها [إِسرائيل] لتشويهِ هُويَّة تلك الحَرْبِ والطَّعن بمصداقيَّة الجمهوريَّة الاسلاميّة!.
لا تروِّجوا لفِتن [إِسرائيل] ولا تعطُوها أَكبر من حجمِها، فـ [إِسرائيلُ] الخائِفة المذعورة والتي يعتمد إِقتصادها على الصَّدقات والاعانات الاميركيَّة وغيرِها كيف يمكنُها أَن تحمي مشروع الانفصال وتساعدهُ ماليّاً؟! أَلا ترَونها قد فشِلت في الملفِّ النَّووي الذي أَصبح الآن واقعاً عالميّاً رغماً عنها؟!.
إِنَّ التَّرويج لدورِها في كل شيءٍ هو تهرُّبٌ من المسؤوليَّة! نصنعُ منها إِلهاً قادرٌ على فعلِ أَيِّ شيءٍ ترغبُ بهِ! وهي ثقافة المؤامرة التي تشبَّعنا بها منذُ الطُّفولة عندما كانوا يقولونَ لنا ويعلِّموننا أَن [نبحث عن دورِ (أَبو ناجي) إِذا تخاصمت سمكتان في النَّهر] و [أَبو ناجي] هذا يرمز عند العراقييِّن لبريطانيا العُظمى وقتها! في قصَّة معروفةٍ!.
٥/ إِنَّ القول بأَنَّ جهاتٍ مشبوهةٍ تسعى لاعادةِ رسمِ خارطةِ دُوَل المنطقة! على أَساس أَنَّ الحدود الحاليَّة نزلَت بِها آية منَ السَّماء!! أَلا ترانا نقدِّسها ونسفك مُهجنا دونها؟! أوَليست هي الأُخرى رسمتها جهات مشبوهة؟! فلماذا نضحك على ذقونِنا؟!.
دعونا نُفكِّر بعقولِنا لنجد حلولاً منطقيَّةً ومعقولةً لمشاكلِنا! وإِلّا فانَّنا مُقبلونَ على فِتَنٍ ومشاكلَ يهونُ أَمامها الواقع المرّ!.
٢٦ أَيلول ٢٠١٧
لِلتَّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
‏Face Book: Nazar Haidar
‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1
(804) 837-3920

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here