لا يا اردوغان نحن نستطيع ان نقيم دولة …!!

في انتفاضة الربيع 1991 أعلن الكورد رفضهم العيش في ظل الديكتاتورية , وأثر قمع النظام البائد لانتفاضة الكورد الشعبية نزح أكثر من مليوني كوردي الى الجبال خوفا من بطش النظام المجرم متوجهين الى الحدود العراقيةمع كل من ايران وتركيا في أكبر عملية نزوح جماعي سميت انذاك بالهجرة المليونية للشعب الكوردستاني .
وقد تناقلت القنوات الفضائية الصور المأساوية للهجرة المليونية على جبال كوردستان قاطعين المسافة الى الحدود سيرا على الاقدام يعانون البرد والجوع والمرض فارين من بطش النظام البعثي المجرم وفظائعه ضد الكورد .
وبعد تحليق وزير الخارجية الامريكية انذاك جميس بيكر ورأى المشهد المأساوي من فوق على متن طائرته صرح بأنه ( لم يرى في حياته مشهد مأساوي مثل هذا من قبل ) وتأثر المجتمع الدولي من هذا النزوح الجماعي خوفا من بطش نظام من المفترض ان يحميهم من اي خطر يحدق بهم لا ان يهجرهم .
أثر ذلك أصدر مجلس الامن الدولي القرار (688) الخاص بأعلان منطقة أمنة للكورد في كوردستان العراق شمال خط العرض (36) وعندها بدأت الملايين البشرية بالعودة الى مساكنهم وممتلكاتهم في مدن وبلدات كوردستان والتي كانت قد تعرضت الى النهب والسرقة والفرهود على يد ازلام النظام المجرم البائد .
وتم طرد الجيش العراقي من كوردستان وسحب النظام البائد موظفيه وكوادره من الوزارات المحلية لكي يواجه الكورد الفراغ الاداري والسياسي ويستنجدوا به .
ولكن الشعب الكوردي استطاع ان يشكل انتخابات عامة في مدنه وقراه وانبثق عنه برلمان وحكومة اقليم يمكنها من ادراة الاقليم والحفاظ على امن وعيش مواطنيه .
وفي هذه الظروف الحرجة التي يمر بها الشعب الكوردستاني بعد الاستفتاء وعمليات اغلاق المنافذ الحدودية واغلاق اجوائه الجوية والتهديد والوعيد من الدول الاقليمية تركيا وايران والتهديد باستخدام الخيار العسكري من المركز في تجميد والغاء نتائج الاستفتاء كل هذا سوف لن يؤثر على مقاومة الشعب الكوردستاني وسوف يقوم بادارة دفة الصراع لصالحه كما في السابق .
ان من حق الشعب الكوردستاني كباقي شعوب العالم ان يتمتع باستقلاله وأن يمارس حريته على أرضه وصيانه حقوق الاقليات المتأخية في العيش المشترك .
ردا على تخرصات اردوغان واجراءاته الانتقامية ضد الشعب الكوردستاني من غلق الاجواء الجوية والبرية نقول له ان دولة كوردستان قادمة شئت ام ابيت وسوف تتحد جنوب وغرب كوردستان في دولة واحدة ومنفذ بحري على البحر الابيض المتوسط .
وأن الشعب الكوردستاني قادر ويستطيع ادارة واقامة دولته , ولا يفوتني ان نشكر الدول العربية التي تساند الشعب الكوردستاني في محنته وأرسال المساعدات المادية للتغلب على الحصار الجائر من قبل الدول الاقليمية المعادية للشعب الكوردستاني ومن قبل المركز .
أن الامور سوف تتعقد في الايام القادمة ولكن نستطيع ان نعول على مقاومة الشعب الكوردستاني في تصديه لهولاء الاقزام .
الدولة الكوردستانية قادمة يا اردوغان رغم أنفك .

خليل كارده

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here