نجمة الإغراء التي أودت بحياة الرؤساء

كثيرون اللذين فتنتهم نجمة الإغراء السداسية التي تتوسط العلم الإسرائيلي… بعضهم من الملوك والرؤساء ، منهم مَنْ كتم عشقه ومنهم مَنْ أعلنه بفخر وإعتزاز ، كما هو حال الرئيس المصري الراحل أنور السادات بعد زيارته لإسرائيل عام 1978 وتطبيع العلاقات معها لطالما تغنّى بها، وكان في كل لقاء يقول ( حيرتفع أبو نگمة في سماء القاهرة متحدّياً الإجماع العربي) ويقصد بأبي نگمة العلم الإسرائيلي …وفعلا إرتفع أبو نجمة في سماء القاهرة ولكنّ الرئيس هوى الى مثواه الأخير فداءً لبو نِكَمة ، وللتأريخ وإنصافاً للشعب المصري ماكان أبو نجمة محببا لديهم رغم فتح السفارة الإسرائيلية في عاصمتهم ولاوجود للعلم الإسرائيلي في شوارع مصر ولاتوجد فئة تتغنى به وتسجد عليه وتركع أمامه كما يفعل اليوم وللأسف الشديد أتباع البارزاني في محافظات كردستان العراقية ! والسادات كان صريحا وواضحا وأعلن موقفه للعالم اجمع وذهب للتطبيع مع إسرائيل وتحمّل وحده وزر مافعل …أي إنه ضحى بنفسه من أجل حفظ دماء شعبه ، أما أخونا البارزاني مع إنه عاشقٌ ومغرمٌ حدّ النخاع بأبي نجمة وبالوراثة …لكنّه يحاول إخفاء عشقه وغرامه ، ويكتفي بما يمارسه شعبه من ولاء مفرط وحب مخجل لإسرائيل، حتى إنتشر علمُها في محافظات كردستان بشكل ملفت للنظر وهي ظاهرة لاتدّل على شيء سوى أنها ممارسة إستفزازية للعرب والمسلمين كافّة ولايجنيّ الأكراد منها شيئاً سوى إنّهم تحوّلوا الى أدوات دعائية للمشروع الصهيوني الذي يستهدف تخريب المنطقة بأسرها … وهذا إن دلًّ على شيء فإنّما يدلُ على سوء إدارة القائد الملهم المهووس بالرمزية والذي يتطلّع الى دور قوميٍّ للأكراد كافّة بما فيها دول الجوار ، وهو بهذا الموقف بدل أن يضحي هو بنفسه من أجل سمعة شعبه وتأريخه ويعلن موقفه صراحةً كما فعلها السادات…إسترخص سمعتهم ومستقبل أبنائهم وتركهم يتخبطون بولائهم لإسرائيل ويرفعون علمها بدل العلم العراقي ويطلقون الشعارات العدائية ضد العراق والعراقيين ، وكل هذا من أجل نفسه وتحقيق طموحاته ، نحن كشعب عراقي واحد نعتز بإخوتنا الأكراد ونتمنى لهم كلّ خير ولايسرّنا أن يمسّهم الضر من أية جهة كانت ، ونتمنى لهم العيش الكريم وممارسة حقوقهم المشروعة ولكن وفق الأصول الدولية والقواعد الدستورية المعترف بها ،نتمنّى أن لاتغرقهم هفوات وطموحات القادة السياسيين الذين إتخذوا من معاناتهم وسيلةً رخيصةً للإبتزاز لأجل الحصول على المناصب والأموال ، لاتثقوا بهم كما لاتثقوا بالعملاء الذين يوهموكم بأن إسرائيل هي البديل للعراق ،هؤلاء عشقوا العمالة والخنوع على حساب دمائكم ومستقبلكم. ولايستقرّ لهم حال حتى يروا أبو نجمة يرفرف فوق رؤوسكم.

صالح المحنّه

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here