التشكيلي عاصم الأمير في حوار مع (الزمان): أحاول تكريس الجمال العفوي وتحييد الرقابة

59

احمد جبار غرب

الفنان التشكيلي عاصم الامير احد فنانينا المبدعين الذي طبع بصمته الخاصة في الحراك التشكيلي العراقي وهو من جماعة الاربعة له شخصيته الفنية المستقلة وهو مؤلف ايضا ومنظر فني حاصل على العديد من الجوائز المحلية والعربية يؤمن بشخصيته المستقاة في الفن  رغم وجود تيارات فنية كبيرة تأثر بالفنان الكبير جواد سليم وحاول ان يركب هويته الخاصة في كل نشاطاته الفنية التي امتدت كثيرا عبر اعماله ومعارضه المتعددة في بغداد والعالم العربي والأوربي اجريت معه هذا الحوار لاستكشاف الاخر في شخصيته والتعبير عنها عبر محاور عدة .

{ ابرز نشاطاتك الأخيرة؟

– منشغل الآن في تأليف كتاب ( التشكيل العراقي الآن) يضم تحليل نقديا لـ(40) تجربة تشكيلية من العراق ، علاوة على مساهمتي في تأليف كتاب مشترك حول الفنان (شاكر حسن آل سعيد ) مع نخبة من النقاد العراقيين والعرب . ومشاركات تشكيلية هنا أو هناك .

{ غالبا ما يمارس الفنانون التشكيليون النحت كجزء مكمل لإبداعهم هل آنت  احد هؤلاء؟

– أنا رسام ولست نحاتا ، لكن لدي محاولات في الرسم على الصخور الكلسية ، وقد أنتجت مجموعة منها ، ويبدو أنها لاقت اهتماماً كبيراً .

{ كيف ترى واقع الحركة التشكيلية وموقعها عالميا ؟

– لا يمكن القياس الآن على واقع الحركة التشكيلية في العراق في ظل مرحلة شديدة التوتر والفوضى ، لكن هناك من يعمل بلا كلل للحفاظ على رمزية الفن العراقي المعاصر وإنجازاته الإبداعية ، سواء أكان هذا في العراق أو خارجه . لدينا تجارب تخطت المحلية ممن وجدت نفسها مع سرب ألمهاجرين وهي الآن تحفر على مهل لإيصال أصواتها الإبداعية خدمة للفن العراقي

{ هل ترسم اللوحة في ذهنك قبل ان ترسمها على الورق ام تترك العنان لخيالك لينطلق حيث ما يريد؟

– لكل فنان آلية في التعامل مع اللوحة . شخصياً لديَّ ما يكفي من الخيارات ، صياغات وأفكار تعفوني من التأسيس للرؤية البصرية على الورق . وعندي أن مواجهة السطح التصويري لحظة الرسم كافية لأن تشعل فتيل الإحساس لوضع الحلول البصرية الممكنة ، زد على الخبرة التي كما تعرف لها الأثر في هذا الميدان

{ إلى أي المدارس تنتمي وهل شكل التشكيل العراقي مؤثرا لعطائك الفني ؟

– شخصياً أسعى لتطوير رؤيتي الجمالية دون أن أكون تابعاً لأي تيار فني رغم معرفتي بأهميتها ، المهم أن يترك الفنان انطباعاً واثقاً عند القارئ عن قوة الشخصية فيما يطرحه الخطاب الفني والسعي حثيثاً لتطوير الرؤية مما يلهب الإحساس بضرورة التجديد على الدوام .

{ بمن تأثرت من الفنانين العراقيين والعالميين في استلهام رسوماتك ؟

– ربما تكون رسوم جواد سليم وشاكر حسن ، وقبل ذلك خوان ميرو وبول كلي ملهمة ولا زالت ، لكن ما يهم كيف أن الشخصية الفردية تشق طريقها بثبات ، بحيث يصبح للعمل الفني له هويته وهو أمر يتكفل به الفنان قبل المتلقي .

{ هل حصلت على جوائز أو أوسمة كاستحقاق لإبداعاتك الفنية؟

– بالتأكيد ثمة جوائز وشهادات ودروع إبداع عديدة منها ، جائزة اتحاد التشكيليين العرب في أعوام التسعينيات ، وجائزة التحكيم الخاص من اليونسكو في الفترة ذاتها ، وجائزة الإبداع العراقي من وزارة الثقافة والإعلام ولمرتين ، ودرع الإبداع من الاتحاد العام للأدباء والكتاب  العراقيين ، وعدد آخر من الشهادات التقديرية من داخل العراق وخارجه .

{ اغلب المواضيع التي تتناولها لوحاتك ؟

– باختصار انشغلت في ثمانينيات القرن الماضي حين كنت منخرطاً في جماعة الأربعة في النزعة التعبيرية الآخذة بالتعاظم مع بروز جيل استطاع أن يؤسس له مكانة مهمة في خارطة الرسم العراقي .

يومها كان لجماعة الأربعة حضور مهم في تكريس النزعة التعبيرية هذه ، زد على مساحة اتساع مساحة التجريب في اللوحة ، بعد ذلك تحولت رسومي تبعاً للممارسة شبه اليومية والمزاج الفني إلى نوع من الارتجال باللوحة مع الإبقاء على روح الرسم ، ثم هناك الكثير من الرسوم التي تماهت مع فن الأطفال ، ولكن برؤية شخصية حاولت فيها تكريس الجمال العفوي وتحييد الرقابة العقلية بما يتيح للخطاب أن ينمو على مهل دون لوازم منطقية .

{ هل بعت عددا من لوحاتك وما هو أعلى سعر لوحة  أقدمت على بيعها؟

– سعر اللوحة ليس دليلا على قيمتها ، ثمة أعمال ثمينة تباع بأسعار متدنية والعكس صحيح . وهو أمر مشروط بسوق الفن ومستوى الذائقة والرغبة في اقتناء العمل الفني . بيعت لي اعمال كثيرة وبأسعار متفاوتة تبعاً للظروف  المحيطة ، وكلما رسخت التجربة وذاعت مع الحفاظ على أصالتها فإنها قادرة على جذب المقتني .

{ هل لديك أراء آو ملاحظات حول الحركة التشكيلية في العراق وكيفية الاهتمام بالفنان من قبل الدولة  ورعايته لكي ينطلق في مخيلته الإبداعية ؟

– الحركة التشكيلية ، كما تعرف ضربت في الصميم بعد عجز المؤسسة الفنية من استعادة الثقة بالفنانين وتحولها إلى دائرة للموظفين ، دع عنك الفساد الذي أخرجها من دورها الثقافي والفني الذي ينبغي أن تلعبه وهجرة الكثير من الفنانين ورغم الظروف السياسة الشاذة وتداعياتها لدينا مبدعون لهم حضور لافت في أرجاء الإقليم والعالم مما يعد فخراً للفن العراقي المعاصر الذي عرف عنه رياديته .

{ ما هي انطباعاتك عن الفن التشكيلي في العالم وكيف تراه مقاربة مع الفن العراقي ؟

– الفن التشكيلي في بلدان العالم تحكمه آليات الدولة الحديثة والتشريعات التي تدعم حرية الفنان مع التقاليد الراسخة في تبني أنماط التعبير دون قيد . ولا أجد أي وجهة للمقارنة ، فلكل بلد ظروفه الخاصة وقيمه ونظرته للفنون سلباً أم   إيجاباً .

{ هل حصل الفنان العراقي على حقوقه وما يبتغيه  من الحكومات العراقية  ؟

– وهل حصل الشعب العراقي على حقوقه ومنهم الفنانين ؟ أرى أن المشكلة مركبة ويبدو لي أن العقل السياسي الآن على الأقل لا يعير وزناً لما ينتجه المبدع العراقي الذي كثيراً ما نسمع عن انجازاته مع تجاهل التشريعات التي تخدم المبدعون والانشغال بدل عن ذلك وبشراهة على  الغنائم ، وهكذا ترى أن الفن العراقي يمر في محنة لم تحدث من قبل ، بعد أن قـفز إلى واجهة المشهد السياسي سياسيو الصدفة ، ممـــن حولوا البلد إلى حلـــــبة صراع على المكاسب الشخصية.

سيرة فنية

-نيل شهادة الدكتوراه عبر اطروحته جماليات الفن الحديث \كلية الفنون الجميلة \ جامعة بغداد

-عضو جماعة الاربعة التي اقامت ثمانية معارض مشتركة في بغداد

-شارك في الكثير من المعارض التشكيلية في العراق ,الاردن ,القاهرة ,لندن ,سويسرا ,فرنسا ,قبرص ,تونس

-معرض شخصي على قاعة اثر للفنون \ بغداد عام 2001

– معرض البينالي العالمي الثاني \بغداد عام 1996

– معرض فنانون نقاد الاول والثاني \ قاعة حوار \ بغداد 1997\1998

– له عدة معارض اقامها في الصين وعجمان في سلطنة عمان للفترة بين 2000/2014

– له عدة مؤلفات ومدونات في الفن التشكيلي صدرت عن دار الشؤون الثقافية وعدد من دور النشر العربــية.

-حصل على العديد من الجوائز القيمة

منها جائزة اتحاد التشكيليين العرب

-جائزة الدولة التشجيعية \ وزرة الثقافة والأعلام بغداد 1998

–         جائزة الشارقة في معرض الفن العراقي المعاصر عام .1997

سامي قفطان .. بين العمل الفني والإنساني

بغداد- محمد مجيد الدليمي

تلوح في سمائنا دوما , نجوم لامعة براقة , جمعت بين الابداع والانسانية   وساهمت في رفع راية الثقافة والفن والمعرفة , من هذة النجوم , قامة فنية كبيرة  , ممثل تراجيدي بارع وجريئ  ,

قدم الكثير من الاعمال الفنية المميزة على صعيد المسرح او السينما او التلفزيون او الاذاعة , جسد وبجدارة العديد من الشخصيات الشعبية والتاريخية والادبية فنال اعجاب الناس , انه الفنان الكبير سامي قفطان صاحب الكاريزما المحببة والحضور المميز في الوسط الفني , عرفه الجمهور من خلال الافلام السينمائية منها (الظامئون ) وفلم (المسألة الكبرى ) وفلم (نجم البقال ) والمسلسلات التلفزيونية العديدة منها  (ذئاب الليل ) ومسلسل (مناوي باشا ) ومسلسل (الاماني الضالة)  000يطل علينا هذه المرة ليس بصفته ممثلآ وانما بشخصيته  الحقيقية ,  سامي قفطان الانسان  صاحب المواقف الانسانية الرائعة , حيث تجلى ذلك من خلال مشاركته الجادة في البرنامج الانساني التلفزيوني الشهير (فريق الامل) الذي يعرض من شاشة الفضائية الشرقية وبتوجيه من الاستاذ سعد البزاز صاحب فكرة هذا المشروع الانساني الراعي للفقراء والمحتاجين والنازحين .. يشترك في هذا الفريق ثلاثة من كبار الفنانين , في مقدمتهم   سامي قفطان ومعه الفنان الرائع كريم محسن والفنانة المبدعة اسيا كمال وباسناد من الفنانين الكبار حسن حسني وجواد الشكرجي وايناس طالب .. مهمة  (فريق الامل ) الاطلاع على اوضاع الفقراء والمحتاجين والنازحين وتحديد الحالات الانسانية الصعبة التي تحتاج الى مساعدة ومعالجة وتوثيقها ورفعها الى راعي المشروع  لاستحصال موافقته وتوجيهاته في المساعدة والمعالجة .

شاهدنا عبر الشاشة الصغيرة مساعي وجهود هذا الفريق التطوعي الانساني كيف يعمل بانسجام وبتنسيق عال وكأنهم هيئة اركان يطلعون ويخطط وينفذون .. ولكي لا نبتعد عن موضوعنا , فان الفنان سامي قفطان الذي نشاهده  ضمن هذا الفريق , يعمل بروح الشباب والحماس المنقطع النظير  وبجد واخلاص وحرص وبتفاعل انساني ووجداني قل نظيره , بالرغم من كبر سنه (اطال الله بعمره ) , هذة الروح الانسانية العالية التي تحلى بها جعلني اتذكر موقفا انسانيا اخر لهذا الفنان المبدع المثابر , مفاده :

في العام 2005  كنا نعمل في جريدة السيادة في منطقة البتاويين وكان الفنان سامي قفطان يتردد على جريدتنا لزيارة صديقه الحميم الاديب الاعلامي الكبير الراحل (سالم العزاوي ) صاحب البرنامج التلفزيوني الشهير (ارشيف السينما) الذي كان يعمل معنا وذات يوم من ايام شهر حزيران من تلك السنة اطل علينا الاستاذ قفطان وكان الوقت عصرآ وعلى وجهه علامات التعب والحزن , واخبر الاستاذ سالم العزاوي بان الفنانين الممثل الكبير طالب الفراتي وعازف القانون الفنان خضير الشبلي في وضع صحي حرج وخطر , ويرقدان الان في العناية المركزة في مستشفى النعمان في الاعظمية وفي حالة يرثى لها ولا احد يسأل عنهما , على اثر ذلك سارع العزاوي بعد ان اخذ معه مصور الجريدة وذهب بمعية سامي قفطان الى المستشفى واطلعوا على اوضاع هذين المرضين المبدعين .واثناء ذلك وجدوا في نفس صالة العناية المركزة رقود اللاعب الدولي الشهير جميل عباس المكنى بـ(جمولي ) وهو في حالة صحية عصيبة بعدها عاد الاستاذ العزاوي مسرعآ الى مقر الجريدة وكتب تحقيقآ صحفيآ رصينآ ومؤثرآ , نشر في اليوم التالي , ناشد فيه وزير الثقافة ووزيرالشباب والرياضة انذاك بالاهتمام بهؤلاء المبدعين الكبار من الفنانين والرياضين , وعلى اثر ذلك وفي اليوم التالي من نشر هذا التحقيق الصحفي ارسلت كل من وزارة الثقافة ووزارة الشباب والرياضة مندوبين عنهما لزيارة المرضى المذكورين والاطلاع على اوضاعهم ومساعدتهم , وخلال تلك الايام العصيبة كان الفنان سامي قفطان  بحركة دائبة وقلقة يزور ويتابع اخبارهم , الا ان المرض لم يمهلهم طويلا حيث فارقوا الحياة (رحمهم الله) .

هذا الموقف الانساني لاينسى وسيسجل في ذاكرة الفن العراقي والفنانين لما يحمله هذا الفنان الوفي والمخلص من انسانية ونكران ذات وحب ومساعدة الاخرين , عليه فان اعلان تكريم سامي قفطان بقلادة الابداع الذهبية التي منحت له من قبل الاستاذ سعد البزاز كان تكريمآ خالصآ وصادقآ وباستحقاق ,  يليق به ولامثاله من الفنانين والادباء والكتاب والمثقفين المبدعين الذين اعطوا الكثير في خدمة وطنهم وشعبهم الجريح في ظل الظروف العصيبة التي يمر بها .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here