زيدان يستغل ذراع بوش المكسورة والجوكر يصنع الفارق

{ مدن – وكالات: قدم ريال مدريد ومدربه زين الدين زيدان أداءً فنيًا مميزًا، أهداه فوزًا مستحقًا خارج ملعبه أمام بوروسيا دورتموند بنتيجة 3-1 في المباراة التي أقيمت بينهما مساء اول امس الثلاثاء على ملعب سيجنال إيدونا بارك في إطار الجولة الثانية من دور المجموعات بدوري أبطال أوربا. لعب زيدان ونظيره بيتر بوش المدير الفني لدورتموند مباراة مفتوحة، وتبادلا المحاولات الهجومية إلا أن دفاع الفريق الألماني كان مفتوحًا وفشل المدرب الهولندي في سد ثغرة واضحة بالجهة اليسرى.

الجوكر كارفاخال خطة الريال

لعب ريال مدريد بخطة 4-1-3-2، إلا أن الظهير الأيمن داني كارفاخال كان بمثابة الجوكر في خطة الملكي حيث أجاد كثيرًا في أداء المهام الدفاعية والتغطية العكسية في الكرات العرضية، إضافة إلى تميزه في الانطلاقات الهجومية كجناح أيمن وصانع للألعاب حول الخطة أحيانًا إلى 3-1-4-2 . واستغل زيدان الثغرة الواضحة بالجبهة اليسرى لدورتموند مستغلاً سرعة جاريث بيل، كما تمرد كريستيانو رونالدو على مركز رأس الحربة الصريح وتحرك إلى الثغرة الألمانية وسجل منها الهدف الثالث وأضاع أكثر من فرصة. كما ضغط المدير الفني لريال مدريد بكل ثقله على الذراع الأيسر المكسورة لبيتر بوش، بتحركات متبادلة لمودريتش وتوني كروس وإيسكو حتى قرر مدرب دورتموند استبدال الظهير الأيسر جيريمي توليان.

أخطاء كارثية لبوش

بدأ مدرب دورتموند اللقاء بخطة 4-3-3، واندفع هجوميًا بوجود الثلاثي بيير إيمريك أوباميانج ويارمولينكو وماكسيمليان فيليب، إلا أن ثلاثي الوسط نوري شاهين وجونزالو كاسترو وماريو جوتزه كانوا بلا أي أدوار دفاعية ولم يقدموا أي مساندة لرباعي الخط الخلفي وكان لوكاس بيتشيك الظهير الأيمن العنصر الوحيد الصامد في الدفاع الألماني. كما كان رومان بوركي حارس مرمى دورتموند أفضل لاعبي فريقه وتحمل ضغط هجومي شديد وأنقذ العديد من الفرص الخطيرة، ولولاه لخرج دورتموند بخسارة مؤلمة أمام جماهيره. عدل بيتر بوش خطته إلى 3-4-3 بعد استبدال ظهيره الأيسر توليان إلا أن البدلاء الثلاثة جوليان فيجل ومحمود داوود وكريستيان بوليسيتش افتقدوا اللياقة البدنية الكافية للتصدي لمرتدات الفريق الملكي.

أوباميانج وحده لا يكفي

سجل المهاجم الجابوني هدفًا وهدد مرمى كيلور نافس أكثر من مرة إلا أنه لم يجد معاونة كافية من زميليه يارمولينكو وماكسي فيليب الذين ارتدا للخلف نسبيًا هربًا من الرقابة واللجوء للتسديد من خارج منطقة الجزاء أو الانطلاق من الجانبين. ابتعاد فيليب ويارمولينكو، جعل أوباميانج وحيدًا في منطقة الجزاء مرات عديدة ليجد صعوبة كبيرة في الهروب من الثنائي اليقظ رافائيل فاران وسيرجيو راموس.

القلب النابض

على صعيد اخر تغلب مانشستر سيتي على الصعاب التي واجهته أمام ضيفه شاختار دونيتسك الأوكراني، ليحقق فوزه الثاني (2-0) مساء اول امس الثلاثاء بدور المجموعات من مسابقة دوري أبطال أوربا. وواجه الفريق الإنجليزي منافسا شرسا قادرا على تبادل الهجمات معه، لدرجة جعلته قريبا من هز شباك مضيفه في أكثر من مناسبة، إلا أن القدرات الاستثنائية لهجوم سيتي أحدثت الفارق في النهاية، وأنقذت المدرب جوسيب جوارديولا من إحراج كان في غنى عنه. ووقع جوارديولا في خطأ كبير خلال هذه المباراة، تمثل في اتباع طريقة اللعب 4-3-3، بعدما اعتاد اللعب بطريقة 3-5-2 في المباريات السابقة منذ بداية الموسم. فطريقة اللعب أحدثت خللا في كيمياء الفريق، لا سيما من الناحية الهجومية، بعدما أصر المدرب الإسباني على إشراك جابرييل جيسوس إلى جانب سيرجيو أجويرو، لكن هذه المرة بمركز لم يعتد عليه في الجناح الأيمن. لم يظهر جيسوس إطلاقا في المباراة، وتم استبداله في وقت مبكر من الشوط الثاني وإشراك رحيم سترلينج مكانه، ليصبح مانشستر سيتي أكثر قدرة على شن الهجمات المرتدة، مع تقدم لاعبي الفريق الأوكراني إلى الأمام. وكان لاعب شاختار السابق فرناندينيو، رمانة الميزان الفعلية لمانشستر سيتي في هذه المباراة، فقدم أداء متوازنا، تمكن خلاله من حماية الخط الخلفي الذي قاده الثنائي جون ستونز ونيكولاس أوتاميندي، كما ساهم أيضا في ربط الخطوط الثلاثة بالملعب، إضافة إلى بناء الهجمات من الخلف لمنح الثنائي دي بروين ودافيد سيلفا حرية أكبر في التحرك وراء المثلث الهجومي. على صعيد آخر، غابت فاعلية مانشستر سيتي على الطرفين مع انتهاج طريقة 4-3-3، فلم يظهر كايل ووكر في الناحية اليمنى، في وقت التزم فيه فابيان ديلف بالمواقع الخلفية، بعدما اعتمد عليه جوارديولا لتغطية مكان الظهير الأيسر الفرنسي المصاب ميندي.

مؤهلات عالية

وأظهر دي بروين كعادته مؤهلات خاصة جعلته واحدا من أفضل لاعبي العالم حاليا، فقد اعتاد اللاعب البلجيكي على الشراكة المميزة مع الإسباني دافيد سيلفا في صناعة الألعاب، واستطاع هز شباك شاختار بتسديدة يمينية محكمة، وهو الهدف الـ12 الذي يساهم في تسجيله بكافة مسابقات الموسم الحالي (3 أهداف و9 تمريرات حاسمة). في الناحية المقابلة من الملعب، لجأ مدرب شاختار باولو فونسيكا إلى طريقة اللعب 4-2-3-1، معتمدا على فوكوندا فيريرا كمهاجم وهمي لم يظهر إلا فيما ندر، بعكس الجناحين مارلوس وبيرنارد اللذين قدما مباراة جيدة بدعم من لاعب الوسط الهجومي ونجم الفريق، البرازيلي تايسون، ومواطنه صاحب المجهود الوفير في خط الوسط فريد. المباراة المقبلة لسيتي ستكون أمام نابولي الذي تغلب في التوقيت نفسه على فينورد الهولندي 3-1، وإذا ما أراد جوارديولا تحقيق فوزه الثالث بهدف الاقتراب من التأهل المبكر إلى ثمن النهائي، فعليه أولا العودة إلى الأساسيات من خلال اللعب بثلاثي في عمق الخط الخلفي، إضافة إلى اللجوء لمقاربة أكثر منطقية في الشراكة المتوقعة بين أجويرو وجيسوس.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here