الإسلام الحضاري تأليف الدكتور عبد الله بدوي

ترجمة : حسن الشامي

مقدمة
لقد بدأت عظمة الأمة الإسلامية خلال عهد حكم الإسلام وتمت سريعا خلال عهد
الخلفاء الراشدين وفى الدولة الأموية والعباسية ثم امتدت إلى القارة
الأوربية وساهم في الحضارة الإسلامية الواقعة فى الأندلس. هذه الحضارة
الإسلامية العالمية الشاملة قد جلبت الخير والرحمة للأمة الإسلامية
والعالم أجمع.
ومنذ سقوط الإمبراطورية الإسلامية في القرن الثاني عشر الهجري فإن صورة
المجتمع الإسلامي في عيون العالم ارتبطت غالبا بالضعف والتخلف. فهم نسبة
كبيرة من الأمة الإسلامية تجاه عقيدتهم لا تزال محدودة بالطقوس او
الشعائر الدينية. بالرغم من إنه يوجد مفهوم أن الإسلام هو أسلوب للحياة.
إلا أن هذا المفهوم ترجم إلى عبارات دبلوماسية ولغة منمقة.
إن غالبية المجتمع الإسلامي يجد صعوبة الاندماج في برنامج تطوير الأمة
الإسلامية وحضارة الأمة وأمانة البلد في السيطرة على العقيدة كشئ مطلوب
لتعاليم الإسلام والإسلام كما هو مفهوم هو الدين الذي هو أسلوب للحياة في
السياق الواسع جداً انه ليس فقط المعتاد ولكن مفهوم متقدم وأسلوب متقدم
في الحياة والذي يقدر على حل مشاكل الجنس البشرى في كل الأوقات.
إن المعتاد المجتمع المسلم نحو تعاليم ومنهجه يجب أن يعاد تقييمه ويجب أن
يبنى منهجا جديدا في هذا الاعتقاد أو في هذا الشأن.
ويجب على الأمة الإسلامية أن تعود إلى تطبيق الإسلام بفهم لدى الفرد,
والعائلة, والمجتمع وعلى كافة المستويات.
إن الإسلام الحضاري يؤكد على المظاهر المتطورة التي تؤدى إلى بناء
الحضارة وهذا يكون بالتركيز على الجهود لتحسين نوعية الحياة من خلال
سيادة المعرفة والتطور الإنساني الحضاري.
إن الإسلام الحضاري ليس مذهبا جديدا ندعو له منفردا ولكنه إنه منهج
لإعادة الأمة الإسلامية إلى الأسس كما وضعت في القرآن الكريم والسنة
النبوية الشريفة وهو جوهر الحضارة الإسلامية.
إن تعاليم الإسلام تحفظ وتصون حياة الجنس البشرى وكل المخلوقات.. إن
البشرية المؤمنة بالله القادر هي التي ستكون خليفة الله على الأرض.. وهذا
التطبيق للإسلام هو سلوك واقعي سيمد البشرية كلها بالرخاء والرحمة دون
النظر إلى جنس أو عقيدة أو ثقافة.
وهذه العبارة مطابقة لقوله تعالى فى سورة الأنبياء آية 107: “وما أرسلناك
إلا رحمة للعالمين”.

منهج الإسلام الحضاري
ولقد وضعت الحكومة خطط تنمية مختلفة تساير تعاليم الإسلام وتتلاءم مع
التوازن ما بين المتطلبات الشرعية والاجتماعية والتعليمية والاقتصادية
والروحية وغيرها. والحكومة تعلم أن الإسلام ليس فقط مجموعة من الطقوس أو
الشعائر ولكن أيضا عقيدة مطبقة أرسلت للأرض لتنظيم حياة الناس بطريقة
صحيحة لهذا فإن المنهج المسمى (الإسلام الحضاري) قدمناه لنخلق وعيا وسط
الناس بالمفهوم الحقيقي للإسلام على أمل انه سوف يؤدى إلى تقدم وتنمية
الأمة والدولة.
إن منهج الإسلام الحضاري ليس تعاليم جديدة ولا مذهبا جديدا ولكنه اجتهاد
لإعادة الأمة إلى أسس الإسلام تبعا للقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة
كأسس للحضارة الإسلامية التي طبقت فى عهد رسولنا الكريم محمد صلى الله
عليه وسلم..
والإسلام الحضاري ليس درسا في مبادئ العقيدة والشريعة أو وصفا لتعاليم
الإسلام.. وفى الحقيقة فإنه يطبق الإسلام برؤية شاملة وبطريقة مقدسة
وعملية لكي نترجم الدين لحياة الناس.
ومنهج الإسلام الحضاري سوف يثبت أن تعاليم الإسلام قادرة على أن تجعل
المسلمين أن يكونوا أمة متقدمة لكي تحقق النجاح في هذا العالم وفى
الآخرة.. وهذا المنهج يؤكد أن الخلق وتطور الحضارة مبنى على رؤية إسلامية
تركز على نوعية الحياة مثل سيادة المعرفة والتطور الإنساني والتطور
الحضاري.
إن ميراث الحضارة الإسلامية التي يبين عظمة هذه الأمة فى كل الميادين سوف
تحث على تطور هذه الأمة تماما.. إن الحضارة الإسلامية سوف تساعد على نهضة
الأمة فى كافة المجالات ودائما..
وتماشيا مع ذلك فإن مبدأ الحياة والعبودية لله وحده ومبدأ أن العمل عبادة
وأن الإنسان خليفة الله في أرضه وعليه أن يعيش قويا عزيزا في شتى مجالات
الحياة.
إن الإسلام الحضاري يسعى لكي يثبت قدره ماليزيا كنموذج للبلد الإسلامي
على تطبيق مبادئ الاعتدال أو الوسطية إلى جانب تعاليم الإسلام.
هذا المنهج مستمر مع سياسات البلد التي تنجز بشكل مستمر وفى المستقبل مثل
تصور حلم سنه 2020 وسياسة التطوير والتنمية القومية.

وهذا المنهج يؤكد على القيم التنموية الشاملة التي لا تعارض مع الأعراف
المختلفة لتنمية المجتمع.. ومن هذه المقاصد التي تعتبر أساساً يجب الحفاظ
عليها وتعزيزها:
1 ـ حفظ الدين
2- حفظ العقل
3- حفظ النفس
4- حفظ المال
5 ـ حفظ النسب
6- حفظ العرض
7- حفظ الكرامة
8- حفظ البيئة

التعريف
مصطلح حضاري يعنى الحضارة وهكذا فإن الإسلام الحضاري يعنى إسلام متحضر أو
باللغة العربية (الإسلام الحضاري).
إن التعريف الشامل للإسلام الحضاري هو (المنهج الحضاري لتنمية الجنس
البشرى والمجتمع المبنى على رؤية صحيحة للحضارة الإسلامية.
وتفسير التعريف السابق كالآتي:-
إن منهج الإسلام الحضاري ادخل او قدم ل انه مدخل شامل كامل ومفهوم
بالمقارنة بالمناهج الإسلامية الجزئية من الدين مثل الإسلام السياسي
والإسلام الصوفي وما شابه ذلك.
إن الإسلام الحضاري يقصد به التعاليم الإسلامية التي تهتم بجوانب الحياة
المختلفة في المجتمع المتحضر الذى يواجه تحديات الألفية الجديدة مثل عصر
ثورة المعلومات والانفتاح العالمي والاقتصاد العالمي والثقافة الحضارية
وأزمة الحفاظ على الهوية والخصوصيات الذاتية في مواجهة الغزو الفكري.
إن الإسلام الحضاري لا يهمل أهمية الشعائر في بناء حضارة الأمة لأن
الرؤيا العالمية, وأنظمة القيمة, والاستقرار العقلي والتقدم الروحي التي
تعد ركيزة للحضارة الخالدة.

الرؤية
هذه الرؤية للإسلام الحضاري تهدف لجعل ماليزيا بلدا نموذجيا للدولة
الإسلامية المثالية وفق معاييرها الوطنية.. والمفهوم يعني أنه بلد ذو
مجتمع متقدم يمتلك المعرفة, والمهارات والقدرات وينظر إليه كأمة متحضرة
ذات جذور في عقيدتها

الرسالة
إن الرسالة التي يحملها هذا المنهج هي تنفيذ للخطط التنموية للدولة
والشعب من منطلق مفاهيم العالمية والتقدم والحضارة والتسامح والتوازن
التي يتضمنها الإسلام.

الهدف
يهدف الإسلام الحضاري تكوين مجتمع أو أفراد متفوقين في الجوانب الروحية
والأخلاقية والمادية والفكرية..
متميزين بالإبداع والابتكار.. معتمدين على أنفسهم.. محبين للتنافس
الشريف.. ومتسمين ببعد النظر وقادرين على مواجهة تحديات العصر بكل حكمة
وواقعية وتسامح وأمان.

المبادئ الأساسية:
ومبادئ الإسلام الحضاري كالآتي:
1 ـ التقوى والإيمان بالله.
2- عدالة الحكومة وأمانتها.
3- استقلالية الشعب وحريته.
4- التمكن والإلمام بالعلوم والمعرفة.
5- التنمية الاقتصادية الشاملة والمتوازنة.
6- الحياة الكريمة للشعب.
7- حماية حقوق الأقليات وحقوق المرأة.
8- ترسيخ القيم والأخلاق.
9 ـ حماية البيئة والحفاظ عليها.
10- ترسيخ القدرة الدفاعية والأمن.
وهذه المبادئ قد شكلت لتأكيد أن التطبيق والمنهج لا يخلق سوء فهم أو نكسة
بين أي مجموعة بالنسبة لبلد متعدد الديانات والأجناس..
وهذا المنهج أيضا يهدف إلي تقوية الأمة لمواجهة التحديات العالمية اليوم.

وتفاصيل هذه المبادئ هي :
1- التقوى والإيمان بالله
بالنسبة للمسلمين فالإسلام الحضاري كمنهج بضع الإيمان وتقوي الله كجوهر
وأساس, كما يضع القرآن والسنة كمراجع الارتباط القوي للحفيظ والشريعة,
والأخلاق, والقيم الرفيعة هي أساس التخطيط وإجراء أو تنفيذ التنمية
البشرية والتنظيم الإداري لتحقيق أمة متقدمة وبلد ناجح وهذا يتماشي مع ما
قاله الله تعالي من سورة الأعراف أية رقم 96
“وَلَوْ أن أَهْلَ القُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم
بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم
بِمَا كَانوا يَكْسِبُونَ ” صدق الله العظيم.
أما بالنسبة لهؤلاء الذين هم خارج دائرة الإسلام فهناك مبدآن وهما أنه لا
يوجد إكراه أو إجبار في العقيدة (أو لا إكراه في الدين) وحرية العقيدة
كما قررها أو وضعها الله تعالى (في سورة البقرة أية رقم : 256) “لا إكراه
في الدين” صدق الله العظيم.
وفي سورة الكافرون أية رقم : 6 “لكم دينكم ولي دين” صدق الله العظيم
2- عدالة الحكومة وأمانتها
لكي تكون منصفا وعادلا أعطي للناس ما يحتاجون وهكذا تكون متماشيا مع قولة
تعالى في سورة النحل آية رقم :90 ( إن اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ
وَالإِحْسَان وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ
وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) صدق الله
العظيم
إن العدالة تتغاضي عن الجنس, والنوع, والحالة الاجتماعية والعقيدة وهذا
يساير تعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وقال تعالي في القرآن
الكريم ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ
شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآن قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ
تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إن
اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ”
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث روي عن البخاري “لو أن
فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يديها”..
اعتقد كما ذكرت في القرآن والسنة مشيرا إلي إعداد كل الالتزامات
والمسئوليات كما حق مطلوب قال تعالي في القرآن الكريم فى سورة النبأ آية
رقم 58 “إن اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أن تُؤَدُّوا الأَمَاناتِ إِلَى
أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ
إن اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إن اللَّهَ كَان سَمِيعاً بَصِيراً ”
صدق الله العظيم.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث روي عن أحمد “لا إيمان لمن
لا عهد له”.
والإسلام الحضاري وضع السلطة, والعدالة, والعهد, والثقة لمصلحة كل
مستويات المجتمع الكفاءة والإدارة الموثوق بها للبلد سوف نؤسس وطنا
متقدما وصالحا بتوفيق الله كما ذكر في القرآن الكريم فى سورة سبأ أية رقم
15 ” لَقَدْ كَان لِسَبَأٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَان عَن يَمِينٍ
وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ
طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ ” صدق الله العظيم.
3- استقلالية الشعب وحريته
واحد من أهم مبادئ منهج الإسلام الحضاري الجهاد من أجل الشعب الحر..
والشعوب الحرة قادرة علي إبداع أفكار ايجابية جديدة وسريعة ونافعة لكمال
ونزاهة الأفراد, والعائلات والمجتمع والوطن.. قال تعالي في سورة الإسراء
الآية رقم70″ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي
البَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ
وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً ” صدق
الله العظيم.
والمجتمع يجب أن يحرر نفسه من الفكر الفردي واعتناق التطور والتغيير
الفاعل والنشط في مناخ أفكار قابلة للتطبيق.
إن الشعوب المحررة ليست مستقلة أو بعيدة عن حكم القانون والأخلاق بل علي
العكس هذه الأسس النبيلة يجب أن تستخدم كأساس لمجتمع مستقر والقدرات
الخاصة في أفراد المجتمع يجب ان تعمل بحكمة حتي تصبح قادرة علي التحكم
وضبط القوى العاملة في المجتمع وقوة المجتمع مبنى علي شعور عميق بالحرية
والولاء.
والشعوب الحرة يجب أن تكون قادرة علي حسن الاختيار بالإضافة إلي تبني
موقف مقبول واضح تجاه الثقافات الأخرى والعادات والتي ليست ضد القيم
العالمية والأخلاق والمساهمة تجاه تنمية الحضارة سيقلل مادية الطبيعة
المورد الوطني إن معني كلمة الحرية لا يؤكد فقط بتبادل العلاقات
الدبلوماسية والتصريحات ولكنه يحتاج إلي تصميم وجهود جادة تجاه تنمية
البلد.
4- التمكن والإلمام بالعلوم والمعرفة
إن القدرة علي سيطرة المعرفة (التحكم أو السيطرة الموفية) بأسلوب خاص
يمكننا من اكتساب النشاط عقلي يكون متعدد الوجوه ومعاصر لكي التميز
العقلي يمكن ان يبرز وجوه الشخص يمكن أن يعبر عنها والقوة الإنسانية يمكن
أن تنمي هذه العملية حرجة في إنتاج إفراد متجانسين, ومتوازنين كما هو
مقرر ومعروف في قلة التعليم القوي وهذا يساير قوله تعالى في سورة
المجادلة أية رقم : 11 “يا أيها الذين آمنوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ
تَفَسَّحُوا فِي المَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ
وَإِذَا قِيلَ إنشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا
مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا
تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ” صدق الله العظيم.
فى تاريخ أية أمة متحضرة ومتقدمة فإن الإنسان سوف يجد أن هذه الأمم لم
تحقق ما لديها بدون الإلمام بالعلوم والمعرفة.
كما أن حضارات بغداد والأندلس نماذج واضحة كيف أن المعرفة المتكاملة قد
ساهمت تجاه تطور حضارات الشرق والغرب في مواجهة تيار لخدمات العولمة فإن
المعرفة الشاملة وتطورات العلم والتكنولوجيا يجب ان تكون البؤرة لكي تتيح
المعايير الأساسية التي لست فقط تمثلك المعرفة. والمهارات تشمل القيمة
العليا التي تساعد تجاه تطوير الدولة والجنس البشري عموما باعتبار ان طلب
العلم (فرض عين) بالتوازي كما أن نشر هذا العلم (فرض كفاية) سيكون طريقا
للنجاح والتميز مفتوحاً مع نظام تعليمي مشجع.. سنكون قادرين علي إنتاج
الموارد البشرية وقادرين علي توليد برامج تنموية للبلد والأمة.
إن ملاحقة وطلب المعرفة والعلم والتكنولوجيا سوف يضمن تقدم الإسلام وضمان
عدم تخلف الأمة أو سيطرة العلم والتكنولوجيا في عالم اليوم.. إن الدراسات
المتواصلة والأبحاث يجب أن تتوافق مع ما يدعو إليه العقل ويتأكد من خلال
التطور المادي والروحي والعقلي فى سلوك منظم ومفهوم ومتوازن وهذا يتماشي
مع قولة تعالى في سورة (آل عمران) أية رقم : 19 ” إن فِي خَلْقِ
السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ
لأُوْلِي الأَلْبَابِ “.
5- التنمية الاقتصادية الشاملة والمتوازنة
في خلال إطار عمل لتطوير البلد فإن المظهر الاقتصادي أيضا له أولوية في
الإسلام كما أن التنمية الاقتصادية الشاملة والمتوازنة تتطلب منهجا يوحد
الجهود لتأسيس تطبيقات اقتصادية أخلاقية والقدرة علي تواصل الأنشطة
الاقتصادية بشكل فعال وعلي اتصال بالتطورات الاقتصادية العالمية والمحلية
وهذا يتفق مع قوله تعالي في سورة الجمعة آية رقم : 10” فإذا قُضِيَتِ
الصَّلاةُ فانتشروا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ
وَاذْكُرُوا اللَّّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ “.
إن تطبيق هذا المنهج الذي سبق ذكره بنجاح يلقي علي الحكومة والقطاع الخاص
ان يلعبوا معا أدوارهم بفعالية في الواقع فإن هذا يجب التأكيد عليه في
مفهوم الوحدة الوطنية الماليزية.
إن الإسلام الحضاري يتطلب من كل أعضاء المجتمع الإسلامي العمل لاقتناص
الفرص المتاحة لتحسين اقتصادها إن الجهود لإبراز العدالة والاستقرار
الاقتصادي في البلد سوف يبقي له أولوية من خلال استراتيجيات لمواجهة
الفقر والتشغيل الكامل واستقرار الأسعار والتنمية الاقتصادية المستدامة
والاستقرار الاقتصادي والعدالة يمكن تحقيقه فى هذه الاستراتيجيات التي
تتماشي مع روح الإسلام الحضاري.
ومن خلال هذه الاستراتيجيات فإن الدول سوف تستطيع أن تحفز قدرة الناس على
أن يتقدموا بشكل مثالي.. في إطار منهج الإسلام الحضاري سوف يستمر في
تحسين كفاءة القطاع العام ومن خلال أداء القطاع الخاص..
ومن ثم فإن نوعية النظام التعليمي ومعاهد التدريب القومي يجب أن تحسن
بشكل مستمر حتى يمكن الوفاء باحتياجات الناس.
إن التحديات العظيمة التي تم تحديدها وغير المحددة في مواجهة الاقتصاد
العالمي الشامل والسياسات الاقتصادية المشكلة يجب أن تكون حساسة بالنسبة
لتيار التنمية على الرغم من قطاعات الخدمات والتصنيع تساهم بشكل هائل في
النمو الاقتصادي للبلد والإغراض القومية فإن قطاع الزراعة سوف يعطى أيضا
اهتماما خاصاً.
إن تأمين إمداد الأغذية الرئيسية للشعب في أولوية اهتمام الإسلام… من
خلال تطورات التكنولوجية الحيوية.. وسوف تستمر البلد في تحسين قطاع
الزراعة.. ومن المؤكد أن منهج الإسلام الحضاري منهج شامل لتحقيق التنمية
الاقتصادية فإن البلد سوف يكون قادراً على أن يبنى مجتمعاً قادراً
ومتحضراً.
6- الحياة الكريمة للشعب:
لقد أكد الإسلام منذ بدايته على أهمية الحياة الكريمة لتحقيق حياة ذات
نوعية جيدة هو الهدف الرئيسي للعقيدة.. وفى الواقع فإن الإسلام يتطلب من
كل فرد منا المعرفة وأن يمتلك القدرة على النجاح فى هذه الحياة العالمية.
إن الحياة فى الآخرة يعتمد على قدرة الإفراد في أن يحققوا نوعية جيدة من
الحياة بكل عناصرها الروحية والمادية والطبيعية. وهذا يتماشى مع قوله
تعالى فى سورة القصص آية رقم:(77) “وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة
ولا تنسى نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد فى
الأرض إن الله لا يحب المفسدين” صدق الله العظيم.
إن نوعية جيدة من الحياة يمكن تحقيقها إذا نجح البلد فى الوفاء
بالاحتياجات الأساسية في الحياة مثل الحفاظ على العقيدة وتحسين شكل
التعليم للشعب.. وتوفير حياة آمنة.. والتأكيد على الحق في الملكية..
وتوفير لجيل آخر من اجل مواجهة الاحتياجات الأساسية لحياة كريمة بالتماشى
مع تعاليم الإسلام يجب أن تكون هذه الجهود من أجل تحسين كل المظاهر التي
ذكرت لكي تكون على قدم المساواة مع الشعوب المتقدمة فى العالم.
وجزء من هذا فإن الإسلام ركز أيضا على أهمية خلية الأسرة الجيدة يؤمن لها
تأسيس أجيال متوازنة صالحة… فى الواقع فإن كل خلية أسرة يمكن أن توظف
بفعالية والإمراض الاجتماعية يجب أن تقلل لكي نحقق نوعية جيدة من
الحياة… الإمكانيات المتقدمة يجب أن تعطى اهتماما خاصاً.
إن الرياضة البدنية مهمة لبناء الجسم والمجمع الفاعل بناء على منهج
الإسلام الحضاري فإن كل مظاهر نوعية حياة المجتمع سوف تأسس بطريقة
متكاملة.
7- حماية حقوق الأقليات وحقوق المرأة:
ويرمى هذا المبدأ إلى غرس وتقوية الصفات الآتية:
– الاهتمام بشئون الأعراق الأخرى والأقليات.
– تحقيق العدل اللازم مع المرأة.
– الاهتمام بالأرامل والمطلقات.
8- ترسيخ القيم والأخلاق:
ويرمى هذا المبدأ إلى غرس وتقوية الصفات الآتية:
– تقوية وحفظ التقاليد والقيم الاجتماعية على أساس التعاليم الدينية
والميثاق الوطني.
– ترسيخ الأخلاق الاجتماعية على أساس المبادئ النبيلة.
– الوقوف بحزم أمام الثقافات والأخلاق السيئة.
9 ـ حماية البيئة والحفاظ عليها:
ويرمى هذا المبدأ إلى غرس وتقوية الصفات الآتية:
– توعية وتكليف الناس باعتبارهم خلفاء الله في أرضه.
– حسن استغلال البيئة.
– تنمية الموارد الطبيعية للنفع العام.
– تجنب الإسراف والتبذير في الموارد الطبيعية.
– الحفاظ على جمال الطبيعة.
– الحفاظ على الموارد المائية والطقس وعدم تلويثها.
– حماية المحميات الطبيعية للنباتات والحيوانات.
10- ترسيخ القدرة الدفاعية والأمن :
ويرمى هذا المبدأ إلى غرس وتقوية الصفات الآتية:
– غرس الروح الدفاعية عند أفراد المجتمع.
– إشعال الحماسة وحب الوطن عند الأفراد.
– امتلاك أفضل المنظومات الدفاعية الرادعة.
– تطوير القوة الدفاعية على أسس تكنولوجية.

خاتمة
إن مجهود الحكومة لتقديم الإسلام الحضاري إلى تطوير البلد هو في الوقت
المناسب لأن الأمة تواجه التغيرات من مختلف الأنواع شاملة التغيرات
السياسية, الاقتصادية, التعليمية والعلمية والتغيرات التكنولوجية ومن ثم
الجهود المستمرة يجب أن تكون مخططة لكي تحرز نجاحا مستمرا.
– إن كل إشكال الأيدلوجيات التي تعتبر فوضى أو ضد تعاليم الإسلام يجب أن
تعارض لكي نشكل عقلية وشخصية أو هوية المجتمع.
إن تطبيق منهج الإسلام الحضاري في ماليزيا سوف يجعل المجتمع المسلم على
دراية بالهدف الحقيقي للحياة ويفهم اتجاه قياده البلد والتي تبحث في
تنمية الأمة والبلد لتحقيق التقدم والعزة حيث ينعم عليها الله القدير
تمشيا مع قوله تعالى في سورة البقرة آية 201 “ومنهم من يقول ربنا آتنا في
الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار” صدق الله العظيم.


حسن الشامي
Hassan El Shamy
01006468733
[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here