العراق ..و(صفقات المنطقة)..و(مصائب قوم)!!

حامد شهاب

تتسابق دول الجوار العراقي ودول المنطقة دون إستثناء ، كل منها يسعى للحصول على (مكاسب كبرى) لدولهم وشعوبهم، على حساب مصالح العراق وشعبه ، كونه (المتضرر الأكبر) بل (الخاسر الأكبر) من كل تلك (الصفقات) التي تجري على حسابه!!

أجل (مآسي العراق) و(كوارث شعبه) يعدها جيران العراق (تركيا وايران) وحتى (دول الخليج) وباقي دول العالم ومنها روسيا والولايات المتحدة ،(مصائب قوم) لابد وان يجنوا منها (الفوائد)، في وقت لايجد العراقيون أمامهم إلا أن (يلطموا) على اقدارهم في الشهر الحرام، وكل ألأشهر الحرم، وهم يرون بأم أعينهم ما يعقد من (صفقات) و (حلقات تآمر) تستهدف بلدهم وتأريخهم ، في ظل غياب وجود قادة يحتكمون الى العقل والمنطق والحكمة ، والمشكلة ان دول المنطقة تتعامل معهم وكأنهم مايزالون لم يبلغوا بعد مرحلة (سن الرشد)!!

واحدة من أسباب أزمات العراق، وما يتعرض له من كوارث ، هو الإصرار على بناء (دولة دينية) ذات (توجهات طائفية)، وهي من وجهة نظرهم من تكون (المرجع) ووفق نظام (الأغلبيات والأقليات)..وهو نفسه الذي أدى بالبعض الى ان يتجه في طريق الإنفصال، والمطالبة بالأقاليم لمن لم يتمتع بهذا الحق حتى الان، بعد إن أصر أصحاب (دعوات الأغلبية) على فرض رؤاهم بالقوة على الآخرين من الشركاء ، وهو ما إضطرهم للتفكير بطرق أخرى للخلاص من هذا الوضع الذي لايحسدون عليه!!

أما مواد (الدستور) وقرارات(القضاء) فهي تطبق كما هو معروف للجميع بطرق (إنتقائية) تخدم هدف شخصيات تلك الدولة وتوجهاتها الدينية، ويخرقها الجميع من ساسة البلد، وهو ما يتعارض مع حق المكونات ، كبيرها وصغيرها ، في المساواة في العيش بأمن وكرامة ، بل ويتعارض حتى مع مبدأ الحريات المدنية، وما يجري حتى الآن من قرارات متسرعة ينسف كل مباديء (الشراكة) ليس مع الكرد فحسب ،بل مع باقي المكونات الأخرى،وهو ما يضع مصير البلد في (المستقبل المجهول)..!!

وترى كثير من المكونات العراقية أن دعوات العودة الى الدستور وقرارات المحكمة الاتحادية وبنظرة إستعلائية، وبدون تأسيس عقد جديد للتعايش ، تحترم فيه حق المكونات على قدم المساواة، وتشكيل حكومة (إنقاذ وطني) إنما هو كمن يسير في طريق الأوهام والأماني الضالة، لأن كثيرا من المكونات العراقية قد اغتصبت حقوقها وسلبت حرياتها وانتهك أمنها واستقرارها ، ولم تجد سوى (تلويحات) بقرارات لاتفضي الى السلام والتعايش بقدر ما تجر الى ويلات حروب قد لاتبقي ولاتذر!!

ومن الظلم أن تتحول (مصائب العراقيين) ضمن حسابات دول الجوار والعالم، الى (مزاد صفقات) وهم من يجنون منها (الفوائد) على حساب مصلحة العراقيين ودماء شعبهم,,وحكامهم يتنازعون أمرهم ، وكأن مصير العراق ومستقبل شعبه لايعنيهم لا من قريب أو بعيد!!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here