النهضة الحسينية …ثورة البقاء

على مر العصور حاول أعداء الثورة الحسينية من الطواغيت إطفاء تلك الثورة فكانوا يرغبون في عدم التأثر بالحسين عليه السلام لذا حاولوا مراراً وتكراراً منع زيارة الحسين بل وإلغائها حتى وصل الأمر إلى محاولة هدم وإلغاء قبر الحسين عليه السلام كما فعل المتوكل العباسي لعنه الله فلولا أنها تمثل معنى سياسي وهو رفض للطغاة ومعنى ثوري وهو استنكار للظالمين لما منعوا الزيارة، فزيارته عليه السلام تمثل مظهر من مظاهر التمرد ضد الظالمين .

والأئمة عليهم السلام كانوا يحثون شيعتهم على زيارة الإمام الحسين عليه السلام والتأثر بثورته ومبادئه رغم كل الظروف . ومن هنا يقف الانسان،متعجباً مندهشاً حائراً كيف توفر هذا الخلود لثورة الإمام الحسين، وبكل جزم وتأكيد ليس هناك حدث تاريخي أو ثورة أو حركة اجتماعية توفر لها خلود وبقاء ودوام وتأثير كما هو الأمر بالنسبة لثورة الإمام الحسين عليه السلام، مع أنها من حيث العمر الزمني كانت محدودة فالمعركة تمت كلها في صبيحة يوم العاشر من المحرم حيث بدأت تقريباً عند صلاة الظهر حيث صلى الحسين عليه السلام بأصحابه صلاة الخوف وكانت هذه آخر صلاة لهم وان المعركة كلها تمت خلال ثلاث ساعات على الأكثر و الذين كتبوا عن الحسين وثورته كالشعراء مثلاً ليسوا قلة بل من مختلف المذاهب ، ويكفي أن تتطلع على كتاب أدب الطف للعلامة الخطيب السيد جواد شبر -رحمه الله- المكون من عشر مجلدات ترجم فيه لمن قال شعراً في الإمام الحسين من مختلف العصور والأجيال فيهم المسيحي والوثني، و الخارجي، والشيعي، والسني، كلهم يتحدثون عن ثورة الإمام الحسين وهناك الكثير ممن كتب عن هذه الثورة الالهية العظيمة و اتسعت قضية الإمام الحسين جغرافياً وبشرياً وتاريخياً. الآن في كل محرم وفي أي منطقة يكون فيها أحياء لذكرى الحسين ولا تخلو من حسينيات لإقامة هذه المناسبة، وفي مختلف الدول العربية والإسلامية والعالمية ففي بريطانية وفرنسا وأمريكا واستراليا والنرويج وهولندا والسويد توجد حسينيات وكذلك في كندا، واستراليا، وألمانيا، والجمهوريات المستقلة، الغريب والعجيب في ذلك ان الناس هم الذين يهتمون بإحياء هذه المناسبة، ويترتفع تفاعلهم وحضورهم في يوم عاشوراء حتى عند أقل الخطباء إجادة ويدعمون هذه المراسيم من جيوبهم الخاصة ويشارك مختلف اطياف المجتمع في استقبال الملايين من زوره ايام الاربعين في العراق ولا يختص الامر بمذهب اهل البيت عليهم السلام حتى في الدول التي تكون حكومتها شيعية مثل الجمهورية الاسلامية الايرانية .

عبد الخالق الفلاح

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here