من الميثولوجيا السومرية

داخل السومري

كل شعوب الأرض انتجت نوعا ما من الميثولوجيا التي تعكس تفكير هذا الشعب وتخرصاته في سر وجوده على هذه الأرض الذي يجهل أسبابه ومغازيه. ومن أبرز هذه الميثالوجيات هي الميثولوجيا الدينية، التي في العادة تنسج حكايات عن قوى خفية قامت بعملية خلق هذا الكون ومنه الأنسان. وتكون هذه الروايات والحكاوي الشعبية، في العادة، خالية من أي دليل مادي يعتمد عليه.

نحن نعيش في كون واسع يتكون من بلايين المجرات ومنها مجرتنا” مجرة درب التبانة”، وكل مجرة تحوي على بلايين النجوم. وقد اكتشف أخيرا ان بعض هذه النجوم يدور حولها كواكب كما في مجموعتنا الشمسية التي يدور حولها تسعة كواكب، ومنها الأرض التي نعيش عليها. هذا مما دفع ببعض علماء الفلك وبعض علماء التطور البيولوجي ان يفكروا بوجود كائنات حية شبيهة بالتي موجودة على كوكب الأرض، ولاكن دون ان يعثروا على دليل ملموس حتى الآن، ولاكن البحث مستمر حتى الآن عن وجود دليل ملموس يستنتج منه. وكثير من هؤلاء العلماء يعتقدون بأن الأرض قد زارتها مخلوقات خارجية. ومن هؤلاء العلماء هو عالم الفلك الأمريكي “كارل ساكان” المتوفي في التسعينات من القرن الماضي، والذي أنتج سلسلة من الفيديوهات التي تتكلم عن الكون.

قد أثار كارل ساكان فكرة غزو الأرض من الفضاء الخارجي في مقال كتبه 1963 في جورنال -and space science Planetary وهي دوريه علميه. ناساNASA قدمت منحة مادية الى كارل على هذا البحث، ولهذا السبب يعتبر هذا البحث ورقة علمية. في هذه الورقة كارل يحذر من عدم وجود ادلة معتمدة عن تلاقي الغرباء من الفضاء الخارجي مع العنصر البشري خلال القرون القليلة الماضية. ولاكن ممكن ان يكون قد تم هذا التلاقي في فترات أقدم من هذا وشوهت الأدلة بالأساطير والتوقعات الميثولوجيا الدينية والمافوقية.

كتب السومريون في الواحهم الطينية واختامهم الأسطوانية ان الأرض قد زارها مخلوقات سموهم الأنوناكي، والأنوناكي تعني الهابطون من السماء الى الأرض. وهؤلاء القوم وفدوا من كوكب يقال له نبيرو، وهذا الكوكب يتواجد خارج المجموعة الشمسية ولا يزال البحث عنه جاريا من قبل علماء الفلك تحت اسم كوكب X ولم يتم العثور عليه حتى الآن. كان غرض زيارة الأنوناكي للأرض هو البحث عن عنصر الذهب الذي كانوا يحتاجونه لأصلاح كوكبهم نبيرو. وكوكب نبيرو، كما يقول السومريون، يقترب من كوكب الأرض كل 3600 عام، ويمكن ان يصطدم في الأرض وينهي الحياة عليها.

يذكر السومريون في كتاباتهم على الواحهم الطينية واختامهم الأسطوانية ان الأنوناكي هبطوا على الرض قبل 45000 عام عندما اقترب كوكبهم نبيرو من كوكب الارض، وكانوا يبحثون عن عنصر الذهب والعناصر الأخرى لغرض اصلاح كوكبهم نبيرو. وحسب التطور البيولوجي فأن العنصر البشري في ذالك الوقت كان أقرب للقرود منه الى الأنسان الحديث. وقد وجد الأنوناكي ان عمل تنجيم الذهب مضنيا وعددهم كان قليلا، وبما ان الأنوناكي كانوا على درجة عالية من التطور فقد قرروا ان يطوروا هذا المخلوق (الذي هو الأنسان القائم-(Homo Erectus جينيا وذلك بمزج 80% من جينات الأنوناكي ب 20% من جينات الأنسان القائم وأن يكون هذا المخلوق الجديد على صورة الأنوناكي. وقد تمت عملية الخلق هذه فيما يشبه المختبر وكما تبينه الأختام الأسطوانية، وبعد إعادة هذه العملية عدة مرات تم خلق اول انسان، وسمي هذا المخلوق الجديد آدامو التي حورت في التوراة الى آدم.

انا من الذين لا يصدقون روايات ليس لها دليل ملموس، ولاكن روايات السومريين عن الأنوناكي هي أقرب للواقع من روايات الأديان السماوية. الأديان السماوية تنص على ان الكون خلق من قبل إله واحد في سبعة أيام، وتم هذا الخلق (على الأكثر) قبل عشرة آلاف عاما، وهذا الافتراض دحضه العلم حيث اثبت علميا ان هذا الكون انبثق قبل ما يقرب من 14 بليون عاما. ومن الروايات اليهودية ان هذا الاله هبط للأرض كي يجري منازلة مع يعقوب وكاد يعقوب ان يغلبه. ورواية مسيحية تقول ان عيسى ولد من سيدة عذراء. ورواية إسلامية تقول ان النبي محمد أعرج به الى السماء السابعة على ظهر حصان مجنح. والسماء توقفت في مكانها حتى ينهي يشوع معركته مع عدوه. وغيرها الكثير من الروايات التي لا يقبلها العقل ولاكن الكثير صدقوها وآمنوا بها وقتل آلاف البشر بسببها.

إذا كنت قد صدقت هذه الروايات الدينية فما المانع من تصديق الميثولوجيا السومرية التي هي أقرب الى العقل من الميثولوجيا اليهودية والمسيحية والإسلامية.

الحضارة السومرية هي تراث عراقي مليء بالأسرار والمفاجئات التي لم تكتشف بعد، لأن من يعيش على ارض سومر، ومنذ 1400 عاما، يغطيهم ثوب التخلف البدوي الذي فرض عليهم بحد السيف. ونتيجة لهذا التخلف البدوي أصبحنا نتردد ونخجل ان نسمي أنفسنا سومريون، بينما نحن لا نخجل ان نسمي أنفسنا عربا مستعربين. تحيتي وتقديري للشعب الكردي الذي قاوم حملة الاستعراب المهينة ويفتخر بأصوله السومرية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here