ساسة إيرانيون: طهران تمارس الازدواجية في سياساتها مع إقليم كوردستان


تباينت ردود الفعل حول قرار إيران بمنع تصدير المحروقات إلى إقليم كوردستان، حيث يرى بعض الساسة الإيرانيين أن “هذه الخطوة تعتبر بمثابة سياسة ازدواجية”، ويقولون إنه “في وقت تواجه فيه إيران حصاراً دولياً، فإن من غير المقبول أن نعاقب شعب إقليم كوردستان بالطريقة ذاتها”.

وفي هذا السياق أبدى الناشطون الكورد استنكارهم للحصار الذي تتعرض له كوردستان من خلال الـ”هاشتاغ” التالي: “كوردستان محاصرة”.

ويرى ساسة ومراقبون إيرانيون أن الحكومة الإيرانية تعتبر الحصار المفروض على إيران بمثابة “ظلم” بحقها، ولكنها بالطريقة ذاتها تفرض حصاراً على بلد آخر.

المرشد الأعلى، علي خامنئي، من جهته يعتبر الحصار المفروض على إيران منذ سنوات بمثابة “استخفاف بالشعب الإيراني”.

كما يعتبر الرئيس الإيراني، حسن روحاني، الحصار المفروض على بلاده بمثابة “عمل ظالم”، يأتي ذلك في وقت فاز فيه روحاني بدورتين انتخابيتين بعد إطلاق وعود بإنهاء الحصار الاقتصادي وتحقيق الانتصار، ويرى روحاني أن “الحصار المفروض على بلاده يعتبر انتهاكاً لحقوق الشعب الإيراني”.

إلا أن النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي يقولون: “طالما أن الحصار إجراء سيء لهذه الدرجة، فلماذا تمارس الجمهورية الإسلامية الإيرانية الإجراء ذاته بحق إقليم كوردستان؟”.

أمير ابتهاج، مواطن إيراني، ويوجه سؤالاً لروحاني قائلاً: “خلال الانتخابات كنت تقول إنك ضد سياسة فرض الحصار، فلماذا تلتزم الصمت إزاء الحصار الذي يفرضه العراق على كوردستان؟”.

ويرى أمير ابتهاج أن “الحصار المفروض على كوردستان يعتبر تجربةً للإصلاحيين الإيرانيين الذين ينادون منذ سنوات بأن الحصار عمل مُنافٍ للإنسانية”.

قبل إجراء استفتاء استقلال إقليم كوردستان، قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني: “سنغلق حدودنا بالكامل إذا أعلن إقليم كوردستان الاستقلال”.

من جهته يعتبر عبدالله رمضان زادة، وهو المتحدث باسم حكومة محمد خاتمي السابقة، هذه التصريحات بمثابة “ازدواجية”، ونشر عبدالله رمضان زادة تغريدةً قال فيها: “إذا كان الحصار مُراً وظلماً بالنسبة لنا، فإنه الشيء ذاته بالنسبة لإقليم كوردستان العراق”.

في حين يدعم البعض موقف إيران هذا، ويعتبرونه بمثابة “انتقام للحصار الذي تفرضه إسرائيل على غزة”، على حدِّ وصفهم !.

ويذكر المراقبون أن كوردستان ساعدت إيران كثيراً عندما كانت الأخيرة تواجه حصاراً اقتصادياً مُطبقاً، إلا أن إيران كانت أول دولة توقف رحلاتها الجوية مع إقليم كوردستان بعد الاستفتاء، وفرضت حصاراً جوياً، وأخيراً أوقفت تصدير المحروقات”.

حسن روحاني كرر أقواله السابقة خلال الحملة الدعائية الانتخابية وقال: “نريد العيش بسلام مع العالم”، إلا أنه حكومته الآن تخاطب إقليم كوردستان بلغة التهديد.

ترجمة وتحرير: أوميد عبدالكريم إبراهيم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here