(كفاح محمود كريم.. يتحمل المسؤولية)..(مخاوف الشيعة العرب المشروعة..من استقلال كوردستان)

بسم الله الرحمن الرحيم

عتابنا على القوى السياسية الكوردية والاعلامية.. وخاصة على كفاح محمود كريم.. لكونه مستشار اعلامي للسيد مسعود برزاني لسنوات.. وعتابنا بمحورين.. المحور الاول: اعتقاد كفاح محمود كريم وامثاله من السياسيين والاعلاميين الكورد بكوردستان، بان (كورد يتكلمون العربية.. كفيل بنقل القضية الكوردية للعرب الشيعة)، وهذه الطامة الكبرى.. التي فشلت فشلا ذريعا..

فيمكن ان تتكلم العربية ولكن بالتاكيد ستفشل بنقل قضيتك.. ولكن كان المفروض احتضان وحماية (شيعة عرب يتحدثون العربية، يدافعون عن القضية الكوردية وحقها التاريخي بدولة، في مجتمع شيعي عربي يدرك مداخله ومخارجه) هو ما تحتاجه القضية الكوردية.. فبذلك تنقل مشروعية قضيتك لكل شرائح المجتمع الشيعي العربي ومنها حتى الجالسين بالمقاهي والفلاحين والعمال والموظفين.. الذين تستغلهم الاحزاب والقوى السياسية المحسوبة شيعيا وتوجههم بعيدا عن مصالحهم مستغلة تفردها بالساحة الاعلامية.. والاخطر تجيشهم بمليشيات مدججة بالسلاح تحركهم اينما تشاء.

وما وجدناه مع الاسف ان القوى الكوردية .. تركز جهودها فقط على اوربا وامريكا.. اعلاميا وسياسيا.. وتتقارب مع ايران وتركيا قبل وبعد عام 2003، مستخفه او متعالية على المكون الشيعي العربي، او تاركه الساحة الشيعية العربية، لمن ضنت انهم حلفاءها من القوى السياسية المحسوبة شيعيا مفضلة صفقات مالية وسياسية معهم ببغداد.. غير مدركه مخاطر ما تفعل.

والمحور الثاني: كان المفروض من المستشارين الاعلاميين ادراك اهمية فتح قنوات او قناة فضائية واحده على الاقل باللغة العربية تبث من كوردستان، على مستوى قنوات الشرقية والعربية والجزيرة.. او على الاقل على مستوى قناة دجلة الفضائية.. توجه للشارع الشيعي العربي بوسط وجنوب.. لتوعية الشارع الشيعي العربي بوسط وجنوب ومنها بغداد، بحقوق الكورد، وحدودها الجغرافية، وكشف المغالطات التي توجه للقضية الكوردستانية، واهم مسالة ادراك بان الناس اعداء ما جهلوا، فكان المفروض ازالة الغشاوة عن عيون الشيعة العرب حول حقيقة من وراء تاسيس العراق كدولة، والغبن التاريخي الذي تعرض له الكورد والشيعة العرب معا من حرمانهم من حقهم بدول لهم بالمنطقة..وغيرها من القضايا..

ولا يراهنون فقط على (الكتل والقوى السياسية المحسوبة شيعيا.. قبل وبعد عام 2003)..التي اثبتت السنوات بان هؤلاء خناجر مسمومة هيمنوا على الشارع بدعم من الكورد..فكان المفروض بث قنوات فضائية باللغة العربية تسحب البساط من تحت اقدامهم.. او خلق حالة توازن على الاقل.

ولكن الاخطر ان ما وجدناه هو مراهنة القوى الكوردية السياسية والاعلامية على (كتل سياسية وشخصيات تحسب شيعيا مدعومة ايرانيا.. بشكلها العام تعلن ولاءها لنظام ولاية الفقيه الايرانية، وتدافع عن مصالح ايران القومية العليا ولا تخفي ذلك) كالدعوة والمالكي والجعفري، والمجلس وغيرها..واجنحتها العسكرية اليوم كبدر والعصائب والنجباء وحزب الله.. الخ وحشدها.. الذي يتحكم بهم سليماني الايراني .. اضافة لابو مهدي المهندس الايراني الجنسية ومتزوج من ايرانية، وكذلك هادي العامري.. (يعني تعلمون ان ايران ضد قيام دولة كوردستان، وتراهنون على قوى سياسية محسوبة شيعيا توالي ايران ومدعومة ايرانيا)؟؟ فماذا نسمي ذلك؟

فالشيعة العرب لديهم مخاوف مشروعة من قيام دولة كوردية.. وتساؤلات يطرحونها..

مثال ان الكورد يتمتعون بدولة غير معترف بها.. وارادوا اليوم مجرد ان يتم الاعتراف بها رسميا.. فلماذا يضحون بمكتسباتهم بكوردستان لمجرد اعتراف رسمي؟؟ ليطرح سؤال اذا الشيعة يدركون ذلك.. فمن باب اولى ان يكون السؤال للشيعة.. لماذا تعارضون استقلال كوردستان وانتم تعترفون هي مستقلة عن بغداد؟؟ وهذه المخاوف كان المفروض من البرزاني ان يطمئن الشيعة العرب منذ عام 2003 بفتح قناة فضائية ناطقة بالعربية تؤدي هذه المهمة

فهناك تيار شيعي واسع يدافع عن حق الكورد بدولة..ولكن يتسائل..ما مصيرها؟؟ اي يعرض مخاوفه… ما هي حدودها؟؟ من هي حلفاءها؟؟ ما مصير المياه والسدود التي بنتها الانظمة المتعاقبة بكوردستان.. على وسط وجنوب الشيعي.. اين تقف حدودها؟؟ وهل فعلا ستصل لشمال العمارة؟؟ وهل هم يزحفون عبر توسعهم الديمغرافي بالعقود الماضية من نزولهم من الجبال واستيطانهم مناطق عربية سهلية.. فيريدون ضمها لكوردستان؟؟ ام هي اصلا جزء من كوردستان؟؟ وخاصة بدرة وجصان مثلا.. (كان المفروض من الاعلام الكوردي ان يوعي الشارع الشيعي العربي بالحقائق بالسنوات الماضية بقنوات فضائية باللغة العربية تغطيها ببرامج سياسية حوارية)..

وكذلك مخاوف من افتخار الكورد بالايوبي صلاح الدين الذي اباد دولة شيعية من الوجود.. كحال من يفتخر بصدام بانه بطل العرب ويراد من الشيعة ان يوافقون على ذلك وصدام اباد الشيعة..ومخاوف من ان حصار كوردستان سوف يفضح الشيعة انفسهم بانهم من جهة.. ضد حصار يزيد للامام الحسين .. فياتي الشيعة اليوم ليحاصرون الكورد لمجرد حقهم بالحرية بالاستفتاء والاستقلال.. ويضع الشيعة بتناقض بانهم ضد الاستعمار ولكن الغريب انهم يدافعون عن خرائطه التي رسمها للمنطقة منذ بداية القرن الماضي .. هذا بعض من فيض..

ونعطي امثلة.. هناك شرائح تعتبر مثقفة ولديها شهادات عليا.. ولكن عند النقاش معها تكتشف بان مواقفهم من القضية الكوردية .. سلبية..وعند النقاش اكثر معهم تكتشف بان منطلقاتهم تجهل التاريخ وكيف تاسيس العراق كدولة ومن مؤسسه.. وليس فقط تجهل القضية الكوردية ككل..

فهم يعانون الازدواجية بالمعاييرن.. فهي من جهة تعلم ان العراق كدولة مشروع للمحتل الانكليزي ؟؟ وبنفس الوقت الذين يدعون انهم ضد الاحتلال الانكليزي؟؟ فوقع دعاة وحدة العراق بانهم اصبحوا حراس عن خرائط سايكيس بيكو للتاج البريطاني زعيمة الماسونية العالمية حسب التشريفات الماسونية.. علما اني ليس ضد الماسونية ولكن احاجج من يعادي الماسونية ويدافع عن وحدة عراق سايكيس بيكو.

ثانيا.. يعترف الشيعة بان ولا شرطي ولا جندي له الحق بدخول كوردستان وان كوردستان مستقلة..ولكن عندما وصلت للنفط والاموال من نفط كركوك.. قلبوا الدنيا.. هو صراع الشركات النفطية والفاسدين هذه هي الحقيقة ثالثا.. ان دعاة وحدة العراق الباائس.. ان ندافع عن خرائط سايكيس بيكو اوطان سايكيس بيكو.. ونجعلها اقدس من الدماء.. لماذا؟

وهؤلاء الذين يرفضون قيام دولة قومية بكوردستان، انفسهم من طبلوا لعراق بهوية قومية عربية، فقتلوا وقمعوا الكورد والشيعة معا.. لعقود.. واليوم بعضهم يطالب بدولة عربية تجمع الشيعة والسنة؟؟ !!. في وقت تجريب المجرب غباء.. فقد جربنا دول قومية تسمى عربية وكانت المحصلة ابادة للشيعة وتهميش لهم كما في عراق سايكيس بيكو والبحرين وغيرها..ومن قتل الشيعة العرب على الهوية وفجرهم هم العرب السنة..

ملخص ما سبق.. كان المفروض من الاعلام الكوردي وقواه السياسية طمئنت الشارع الشيعي العربي من كل مخاوفهم منذ عام 2003.. وليس ترك الماء يصعد تحت اقدامهم.. والتمييز بين (الشيعة والشيعة العرب وايران).. فالتشيع مسؤولية روحية تتعلق بمرجعية النجف، والشيعة مصطلح عامة لـ 300 مليون شيعي بمختلف اطيافهم القومية وهويات دولها ومناطقها، فكان الواجب التركيز على الشيعة العرب تحديدا الذين يبلغ تعدادهم اكثر من 20 مليون شيعي بوسط وجنوب، ومنها بغداد، وهم (ايتام القيادة) فالقوى السياسية والاعلامية مدعومة ايرانيا.. وتدافع عن ممر بري لايران للمتوسط كدور للمليشيات..وجعل العراق حديقة خلفية للايرانيين وجبهة وساحة لتصفية حسابات ايران القومية مع المجتمع الدولي. والشيعة العرب ضحية لاطماع اخيرا وتدخلاتها الخبيثة.

فهذه القيادة فضلت الدفاع عن مصالح ايران ونظامها واطماعها الخارجية.. فتخلت باعترافها عن الدفاع عن شيعة منطقة العراق.. فهي تعترف بان قيام دولة بكوردستان لمصلحة الشيعة العرب.. ولكنها تقف ضد مصلحة الشيعة.. فتصر على بقاء المكون الشيعي مع مثلث سني عربي مستنقع لقتل الشيعة على الهوية واستنزافهم.. ومع كورد يريدون الاستقلال بدولة لهم بعيدا عن عراق الاستعمار القديم سايكيس بيكو.

فاذا ادركنا ذلك يزول تعجبنا على الشيعة.. عن لماذا.. (يتحدثون عن الحسين ابو الاحرار.. ويقفون ضد حق الكرد بحريتهم).. (يتحدثون عن الحسين خرج للاصلاح، وهم الافسد بالحكم).. (يتحدثون عن التشيع.. وهم في ظلهم الشيعة سوء خدمات ووضع امني مزري وفساد مهول).. كل ذلك لان المكون الشيعي العربي بمنطقة العراق (ايتام القيادة)..

وهنا ندعو الاستاذ كفاح محمود كريم.. وبقية الكورد، ادراك بان كثير من الملابسات نجد الاعلاميين والسياسيين الكورد يعجزون عن الرد عليها، او يردون عليها بصورة تستفر المقابل، في وقت رددنا نحن عليها بمقالاتنا السابقة بما يدركه الشيعة ولا يستفزهم وبنفس الوقت توصل الفكرة بكل سلاسة لهم.. منها مقالتنا بعنوان: (باعترافهم الشيعة منتفعين من قيام دولة للكرد) (شبابيك البيضاني..تهاجم كُتاب شيعة لدعمهم الكرد)، حيث في تلك المقالة محاور عدة اتمنى من الكورد اعلاميا تبنيها.. اضافة لعشرات المقالات كتبناها بخصوص الكورد ..يجب ان يكون لكوردستان مراكز رصد ومتابعة من اجل تبني الافكار والردود وايصالها للمختصين بالشان الكوردي الذين يظهرون بالاعلام العربي، وان تتبنى كوردستان وتحتضن شخصيات ونشطاء شيعة عرب يدافعون عن قضية كوردستان ودولتها..وحق الشيعة العرب ايضا بدولة لهم..

……………………….

واخير يتأكد لشيعة العراق بمختلف شرائحهم.. ضرورة تبني (قضية شيعة العراق)…. بعشرين نقطة.. كمقياس ومنهاج يقاس عليه كل من يريد تمثيلهم ويطرح نفسه لقياداتهم .. علما ان هذا المشروع ينطلق من واقعية وبرغماتية بعيدا عن الشعارات والشموليات والعاطفيات، ويتعامل بعقلانية مع الواقع الشيعي العراقي، ويجعل شيعة العراق يتوحدون ككتلة جغرافية وسياسية واقتصادية وادارية.. ينشغلون بأنفسهم مما يمكنهم من معالجة قضاياهم بعيدا عن طائفية وارهاب المثلث السني وعدائية المحيط الاقليمي والجوار، وبعيدا عن استغلال قوى دولية للتنوع المذهبي والطائفي والاثني بالعراق،.. والموضوع بعنوان (20 نقطة قضية شيعة العراق، تأسيس كيان للوسط والجنوب واسترجاع الاراضي والتطبيع) وعلى الرابط التالي:

https://www.sotaliraq.com/latestarticles.php?id=222057#axzz4Vtp8YACr

………………………

سجاد تقي كاظم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here