مبادرة علاوي ثمارها .. وحدة العراق

ان الأسلوب الأكثر جدوى والنهج الأكثر فائدة للوصول الى الحلول الناجحة وتحقيق النتيجة المرجوة ، هو ان ننطلق من معرفة واضحة لمسببات كل ازمة ، ومن الاحداث والغايات التي ترمي اليها ، اذا ما وقعت لا سامح الله .. لذا من غير المستغرب ان تكون هناك مبادرات تدعو الى تلك الحلول مقدمة من قبل الدكتورعلاوي الذي طالما اكد ان واقعنا السياسي مفتقر الى مرتكزات دولة المؤسسات الناجزة أي دولة المواطنة والتي اهم مضامينها العدل والمساواة وسيادة القانون باعتبارها العامل المساعد على ترسيخ الوحدة لكل شرائح المجتمع وتمنع التمزق وتقضي على سيادة النزعة الطائفية والعرقية والجهوية ، وما دامت المواطنة منبعاً فياضاً للاستقرار، فالمبادرات التي تقدم وفق هذا النهج تضع حداً للمخاطر التي تهدد الجميع لانها أيضاً مسؤولية الجميع .
ومن هذا المنطلق سبق مبادرة علاوي دعوته الاخوة المسؤولين في بغداد والإقليم بالركون الى الحوار البناءة واصفاً المطالبة بالاستفتاء بهذا الوقت لم يأتي الا بتأزيم وتعقيد المشاكل العالقة ولحساسية الأزمة شد الرحال صوب الإقليم ساعياً للايجاد حلول ناجعة وعاجلة للازمة وترطيب الأجواء المشحونة ونجح في التهدئة بل اكثر من ذلك حينما اكد رئيس الإقليم ( بان لوكان الدكتور ايادعلاوي رئيساً للوزراء لما فكر شعب كردستان وقيادته بالاستقلال ) وبسبب التصعيد الإعلامي من الجانبين تم غلق أبواب الانفراج التي فتحها الدكتور اياد علاوي والذهاب الى يوم ٢٥ أيلول وإجراء الاستفتاء ، هنا أصبحت المبادرة ضرورة يفرضها العقل والدافع الوطني لكبح المخاطر المحدقة وتوطيد الاخوة العربية والكردية فتقدم مرة اخرى متسلحاً بالوحدة الوطنية واضعاً ثمان نقاط رسم من خلالها مسار يؤدي الى تحقيق العراق الاتحادي الديمقراطي الموحد مخاطباً السيد مسعود البارزاني والقيادة الكردستانية بأهم نقاطها داعياً الى تجميد نتائج الاستفتاء والعودة الى الحوار الوطني على ان تكون المناطق المختلف عليها خاضعة وفق المادة ١٤٠ من الدستور ، وبقناعة كل من اطلع على المبادرة من أحزاب وقوى سياسية عراقية واجنبية تكلل إصرار اياد علاوي بالنجاح بعد موافقة القيادة الكردستانية على بنودها ، ومن باب الحرص على وحدة العراق وابعاد البلاد من الدخول في فوضى لا يحمد عقباه اطلق هذا الرجل المعتدل مناشدة الى السيد رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة والسيد رئيس الإقليم للاستثمار هذا التقارب وتفويت الفرصة على شبح التقسيم بالنيل من شمالنا الحبيب داعياً الى فتح حوار غير مشروط يكون سقفه الدستوروتجنب الصدام خاصة في المناطق المختلف عليها وعدم السماح بالتدخلات الخارجية لدول الجوار والسعي للاستغلال هذه الفرصة لتحقيق المصالحة الوطنية وبناء عراق لكل العراقيين .
شعبنا العراقي الكريم بمختلف ألوانه وأطيافه نثمن عالياً التمسك بالعراق الواحد ورفضكم كل ما يعرض وحدة العراق للمخاطر وندعوكم الى ان نكون عراقيين جاذبين وليس طاردين لبعضنا البعض وندعم كل المبادرات التي تحفظ لنا وحدتنا واستقرار بلادنا ونغلق أبواب التفكك والانقسام ودعوات الانفصال ليس امام الاخوة الكرد فحسب فهناك ماهو أخطر في عدة محافظات مثل البصرة والمحافظات الغربية والشمالية التي ابتليت بالقوى المتطرفة ولم يتمكن اَهلها من العودة الى ديارهم واغلبهم لازال مابين مهجرونازح ، فعليه كرة وحدة العراق وضعها علاوي في ملعب السيد رئيس الوزراء والسيد رئيس الإقليم وهو على يقين برجاحة وحكمة العبادي و البارزاني في تغليب مصلحة العراق وشعبه الكريم .

بقلم / ضياء المعيني

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here