إعوجاج العمود الفقريّ: أنواعه وتشخيصه وعلاجه

نشرت إحدى المؤسّسات الطبيّة الأوروبية دراسةً عن ارتفاع نسبة الإعاقات الجسدية المتعلِّقة بالعمود الفقري، ولعلّ المشكلة الصحّية الأهم والتي نادراً ما يتنبّه إليها الأهل، هي اعوجاج العمود الفقريّ أو “السكوليوز”. فما هو هذا المَرض، وما السبيلُ للشفاء منه؟

الشارقة 24: 

توجد ثلاثة أنواع مِن اعوجاج العمود الفقريّ:

أ – الـCyphose، وهو اعوجاج إلى الأمام خصوصاً في المنطقة العليا من الجسد أيْ في الفقرات الصَّدرية العُليا، يُرافِقُه تجويفٌ متزايد في الفقرات. وتتمثل عوارض الـCyphose بانحناء الكتفين معاً وحدبةٍ في الظهر.

ب – الـScoliose أو داءُ الجنف، وهو عبارة عن اعوجاج جانب من العمود الفقريّ إلى جهة اليسار أو اليمين، وعندما يتفاقم، غالباً ما يتكوّن من اعوجاجَين أو ثلاثة يساراً ويميناً. وهو أكثر أنواع الاعوجاجات الفقرية ضرراً، وتتمثل عوارض الـScoliose بآلام وحدبة في الظهر، فضلاً عَن ظهور كتف أعلى من الآخر. وفي غالبيّة الأحيان يُكتَشَفُ الـScoliose بعدَ استشارة طبّية تهدف إلى معالجة عوارض الـCyphose.

ج- الـCyphoscoliose: وهو ما يجمع بين عوارض الـCyphose والـScoliose في آنٍ واحد. ويأتي اكتشافُ هذا المرض عندَ مُعاناتنا اوجاعاً مبرحة تلفتُ انتباهنا. وفي حال شكا الطفل من وجع في الظهر، فإننا كثيراً ما نعزو السببَ إلى إرهاقٍ ناتجٍ مِنَ اللعب أو ما شابه ذلك. علماً أنّ ظهور الوجع يعني طبّياً أنَّ العلَّة تتطوَّر.

ومن خلال تثقيف الأهل طبّياً، يُمكن تفادي أمراضٍ ومُشكلاتٍ صحّية مُختلفة عندَ الأولاد. وفي حال اعوجاج العَمود الفقريّ، على الأهل الطلب من ولدهم الكشف عن ظهره. والوقوف أمامهم ضاغطاً الركبتين إلى الوراء، ومن ثمّ الانحناء إلى الأمام لمراقبة عضلات الظهر من جهتَي العمود الفقريّ. وعليهم المُسارعة إلى استشارة رأي طبيب متخصّص في الحالات الآتية:

– إذا لم تَكُن نتوءات الفقرات من الرأس إلى أسفل الظهر في خَطّ مُستقيم، ونُدركُ ذلكَ بمُجرَّد تمرير أصابعنا على هذه النتوءات بنحوٍ عَموديّ.

– إذا كان أحد الكتفين أعلى من الآخر.

– إذا كانت النتوءات ظاهرة في إحدى جهتَي القَفَص الصدريّ.

– إذا كان هناك قصر في إحدى القدَمَين، أي إذا كانت واحدة أطوَل من الأخرى.

وأشارَ أطبّاء متخصّصون في علاج اعوجاجات الظهر، أنَّ الشفاء من هذا المرض يتمُّ بعدَ التشخيص الدقيق لكُلّ حالة، لكنَّ العلاجات تتنوَّع بينَ:
1 – العلاج التقويميّ بواسطة الـ”كورسيه”، وهو عبارةٌ عَن مشدٍّ يترافَقُ وَضعه مع العلاج الفيزيائيّ (Physiotherapy).

2 – الجراحة.

3 – العلاج الوقائي.

وعلى عكس ما يدّعي كثيرون، يؤكّد الطبّ الحديث أنّ السكوليوز مرضٌ يٌمكن الشفاء منهُ ومعالجته إذا اكتُشف باكراً أيْ بينَ الـ6 و12 عاماً، على ألا يتعدّى الاعوجاج 20 درجة.

وبما أنّ الـ Scoliose يُمكن أن يكون وراثياً، سيكون الابن أو الابنة عرضة لهذا المرض في حال معاناة الأم أو الأب من اعوجاج في العمود الفقريّ،  لذلكَ فإنَّ دور الأهل مهمّ جداً من خلال:

– إصطحاب الطفل إلى الطبيب الإختصاصيّ في جراحة العظام بنحوٍ دوريّ، مرّة في السنة، للكشف عليه والتأكُّد من عدَم تعرُّضه لاعوجاج في العمود الفقري والأطراف بينَ عمر 3 و14 سنة.

– اهتمامُ الأهل بتشجيع أولادهم على ممارسة الرياضة بنحو منتظم خارج الدوام المدرسيّ.

– عدم محاولة إخفاء هذا المرض، بل الإسراع في علاجه، وعند ملاحظة عدم جدوى العلاج، عليهم البحث عن طبيب أو اختصاصي آخر بغية عدم إهدار الوقت سدىً.

– إجبار الطفل على إتمام العلاج على أفضل وجه، خصوصاً الحركات الفيزيائية التي تكون يومية حتى اكتمال النموّ.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here